يمثل محيط الخصر وليس الوزن العام للجسم المؤشر الحقيقي لزيادة مخاطر الاصابة بداء السكري وامراض القلب حسبما قال خبير بريطاني كبير في مجال الصحة امس الاربعاء. وعلى الرغم من ان زيادة الوزن يمكن ان تفاقم من مخاطر التعرض لامراض معينة فان الخطر الحقيقي على الصحة يتمثل في المكان الذي يتركز به هذا الوزن الزائد. فالدهون المختزنة على المعدة والبطن اكثر خطورة من الدهون الزائدة المتراكمة على الفخذين لان الخلايا الدهنية المحيطة بالخصر تضخ مواد كيماوية من شأنها الاضرار بنظام الانسولين مما يزيد من مخاطر الاصابة بالسكري وامراض القلب. وقال البروفسور انتوني بارنيت من جامعة برمنجهام امام مؤتمر عن السمنة : محيط الخصر يمكن ان ينبىء بمخاطر التعرض للاصابة بالنوع الثاني من داء السكري الذي يصيب البالغين وبامراض القلب بشكل ادق من وزن الجسم. وقال: الخصور الاكثر سمكا ربما تزيد من مخاطر الاصابة بالسكري الى اربعة امثال احتمال الاصابة به بين ذوي الخصور النحيفة. وقال بارنيت خلال اجتماع للمنتدى القومي للسمنة في لندن: ان السمنة اذا استمرت بالمعدل الحالي فان عشرة في المئة من سكان بريطانيا سيعانون من السكري والمضاعفات المترتبة عليه خلال العقد القادم. وقال بارنيت: الرجال ممن يزيد محيط خصورهم عن 101 سنتيمتر والنساء ممن يزيد محيط خصورهن عن 89 سنتيمترا معرضون بشكل بالغ لمخاطر الاصابة بالنوع الثاني من السكري وامراض القلب. وينجم النوع الاول من داء السكري عن نقص في الانسولين او انعدامه. والمصابون بالنوع الاول من السكري لايفرزون اي انسولين ويحتاجون الى جرعات يومية منه. اما النوع الثاني من السكري وهو الاكثر شيوعا ويصيب عادة الكبار فينجم عن عدم القدرة على افراز الانسولين الكافي او عجز الجسم عن استخدام الانسولين بالشكل الصحيح. ويساعد الانسولين على وصول الجلوكوز الناتج عن الطعام الى الخلايا. واذا لم يفرز الجسم الكميات الكافية من الانسولين او عجز عن استخدامه كما يجب فان الجلوكوز يظل في الدم. وكلما زاد محيط الخصر لدى الشخص كلما زادت مقاومة جسمه للانسولين. واضاف بارنيت: كلما زادت مقاومتك للانسولين كلما زاد اضطرار الجسم لافراز المزيد منه من غدة البنكرياس من اجل احداث نفس الاثر. وعلى الفور يصاب البنكرياس بالارهاق وعليه اما ان يتوقف عن افراز الانسولين بالكميات الكافية او في الحالات الاكثر حدة يتوقف عن افرازه كلية. ويمكن للخصور السمينة والمترهلة ان تزيد ايضا من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول. رويترز