اغلقت جميع منافذ مدينة الفلوجة الجمعة وسط غارات مكثفة تجاوزت خمس غارات مع صباح الجمعة استشهد علي اثرها اكثر من ثلاثة مدنيين، بينما تحولت المدينة الي ساحة حرب حقيقة بعد ان غادرها اهلها وانتشر فيها المسلحون في كل جانب وهم كاشفون عن وجوههم علي غير عادتهم بعد ان كانوا يمارسون عملياتهم ملثمين وهو ما يشير الي انهم قرروا الاستماتة دون مغادرة المدينة. ونقلت مصادر عن مجموعات مسلحة في الفلوجة انه تم تقسيم المقاومين الي جماعات صغيرة تنتشر في عدة امكان علي طول المدينة لمواجهة التقدم الامريكي من أي جانب من انحاء المدينة وعدم تركيز المعركة في جزء دون آخر، اضافة الي تقليل الخسائر في صفوف المدافعين عن المدينة. وقالت المصادر ان المقاومين توزعوا علي مفارق الطرق في مدينة الفلوجة بعد تلقيهم اخبارا عن احتمال بدء الهجوم الامريكي ضد مدينتهم خلال ساعات ويري المقاومون ان غياب رئيس جمهورية العراق المؤقت غازي الياور، ورئيس الوزراء اياد علاوي وسفرهما الي الخارج هو جزء من اشارة بدء الهجوم للتخلص من تبعية ما سيلقي عليهم بسببه. وقد انتشر اكثر من الف مقاتل وفق اقل تقدير لعددهم في الفلوجة في مناطق يصعب علي القوات الامريكية اقتحامها او الدخول اليها استعدادا لبدء معركة حرب شوارع يمكن ان تسفر عن مقتل عدد من الجنود الامريكيان، وتشير مصادر عسكرية عراقية، ان القوات الامريكية كثفت من هجومها الجوي والمدفعي ضد المدينة فيما يسمي عسكريا بالقصف التمهيدي الذي يسبق الهجوم والذي يستهدف ايقاع الخسائر بالمدافعين لتقليل نسبة خسائر المهاجمين، الا ان بعض المسلحين في الفلوجة يشيرون الي انهم تمكنوا من مواجهة القصف باساليب تحرك سريع وغش واختفاء، دون ان يقدموا اية خسائر تذكر، الا ان اغلب الخسائر تصيب المدنيين الذين بعضهم ما زال لم يغادر المدينة لعدم تمكنه من الحصول علي مكان في موقع آخر او بسبب ظروفه الاقتصادية التي لا تمكنه من التنقل. ومع ان اغلب المدافعين عن المدينة من الصائمين ما يمكن ان يدفع القوات الامريكية لشن هجوم في وقت لا يكونون فيه مستعدين للمواجهة، الا ان سياقات الحماية والانذار والتهيؤ التي قام بها المسلحون وفق المصادر تمكنهم من الانتباه الي اول خطوة من الهجوم، واتجاهه، ومعرفة طرق القوات الامريكية في المدينة وطريقة نصب الكمائن لها. ويشير احد القادمين من الفلوجة ان الجميع هناك علي اهبة الاستعداد، ورغم ان الحرب النفسية الامريكية التي تشن عليهم من خلال منشورات او نداءات توجهها اذاعات ميدانية بين فترة واخري، الا انها لم تغير من معنوياتهم ولم تضعفها، ويشير القادم من الفلوجة ان شهر رمضان قد ضاعف من المعنويات وان الجميع يرون انهم يستعدون للشهادة، وان عليهم انزال العقاب بعدوهم كما يؤكدون ذلك في احاديثهم. من جهة اخري رفض الرئيس الفرنسي جاك شيراك الالتقاء برئيس الوزراء العراقي اياد علاوي بناء علي طلب منه علي هامش القمة الاوروبية في بروكسل. ووجه دعوة رسمية للرئيس غازي الياور لزيارة باريس.