امتنع البيت الأبيض أمس عن التعليق على نبأ استقالة كل من مستشار الرئيس لشؤون العراق روبرت بلاكويل, ومنسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية جاي كوفر بلاك, وسط توقعات بتشكيل فريق "اكثر انسجاماً" في مجلس الأمن القومي يعزز من نفوذ اليمين المحافظ الذي يقوده نائب الرئيس ديك تشيني. وذكرت مصادر مطلعة في واشنطن انه بات في حكم المؤكد انتقال مستشارة الامن القومي, كوندوليزا رايس, الى موقع آخر في الادارة يرجح ان يكون على رأس وزارة الدفاع أو الخارجية, فيما يدفع تشيني في اتجاه تعيين ستيفن هادلي, نائب رايس, أو مدير مكتبه, لويس "سكوتر" ليبي, مكانها. وفي حال تأكد "التعديل" المرتقب في ضوء قرار وزير الخارجية كولن باول, المحسوب على التيار التوفيقي المعتدل, الانسحاب من الادارة, يتوقع ان تشهد السياسة الخارجية الاميركية في ولاية بوش الثانية تحولاً في اتجاه مزيد من التشدد في السياسات الاميركية ازاء العلاقات مع أوروبا وايران وسورية وكوريا الشمالية. وتشير استقالة بلاكويل الذي عينه الرئيس العام الماضي في اطار محاولته تنسيق السياسات المتباينة لكل من وزارتي الخارجية والدفاع تحت اشراف رايس, الى ان البيت الابيض لن يكون في حاجة الى منسق في ضوء اعادة تشكيل الفريق, على نحو يحقق انسجاما اكبر بين الوزارتين بعد خروج باول واحتمال استبدال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد. ولم يتضح بعد امكان ان يحتفظ بول وولفوويتز نائب وزير الدفاع ومهندس خطة اطاحة نظام صدام حسين, سيحتفظ بمنصبه في الوزارة او ينتقل الى موقع اوسع نفوذا. وكان بوش عين بلاكويل في صيف العام 2003 وسط خلافات محتدمة بين البنتاغون ووزارة الخارجية حول السياسة تجاه العراق. وعمل الاخير, تحت اشراف رايس, على تسريع عملية تشكيل حكومة عراقية انتقالية بالتنسيق مع وزارة الخارجية, فيما تم تقليص دور وزارة الدفاع. وتزامن اعلان بلاكويل استقالته مع تأكيد تقاعد منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية, والذي كان انتقل الى الخارجية بعد 28 عاماً من العمل في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي آيه). وانتقل كوفر بلاك الى دائرة مكافحة الارهاب العام 2002 بعد اكثر من عام على ترؤسه وحدة خاصة في "سي آي آيه" كلفت ملاحقة زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن وتصفيته او اعتقاله.