عاد الاسير مروان البرغوثي لخلط الأوراق الانتخابية مجددا في آخر لحظة باعلان ترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية، فيما كانت حركة «حماس» تعلن مقاطعة الانتخابات هذه، وسط تخوف اسرائيلي من مقاطعة اقتصادية تفرضها جهات اميركية جراء استمرار العدوان على المناطق الفلسطينية. واعلن سعيد نمر مدير الحملة الانتخابية للبرغوثي امس ان النائب الاسير مروان البرغوثي امين سر مرجعية الحركة العليا في الضفة الغربية قرر امس وفي اليوم الاخير للتسجيل ترشيح نفسه لخوض سباق انتخابات الرئاسة الفلسطينية متراجعا بذلك عن قراره السابق الابتعاد عن السباق. واضاف ان البرغوثي ابلغ زوجته المحامية فدوى البرغوثي ووزيرين ومحامياً آخر امس قراره الترشح وطلب اليها ان تقوم باجراءات التسجيل قبل منتصف الليلة الماضية موعد انتهاء عمليات الترشح. وذكرت وكالة الاسوشيتدبرس ان منظمي الحملة الانتخابية للبرغوثي سددوا مبلغ ثلاثة الاف دولار اميركي ضمانا مطلوبا لقبول الترشيح للرئاسة. وقامت فدوى البرغوثي عقب زيارة زوجها في سجنه الاسرائيلي بتسجيل اوراق الترشيح قبل انتهاء المهلة الزمنية امس. وجمع منظمو حملة البرغوثي خمسة آلاف توقيع في الايام الاخيرة لقبول ترشيحه. وكان البرغوثي اعلن في بيان الخميس الماضي عدوله عن الترشح لصالح محمود عباس (ابومازن) الذي اختارته «فتح» مرشحا لها. ومن شأن ترشيح البرغوثي ان يربك حركة فتح، ويعيد خلط الأوراق الانتخابية، نظراً للقاعدة التي يستند إليها في حركة فتح وفي الشارع الفلسطيني. «حماس» تندد بنهج الاستفراد وفي هذا الاطار اعلن اسماعيل هنية القيادي في حركة المقاومة الاسلامية «حماس» امس قرار الحركة مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي استفردت فتح بقرارها، طبقا لبيان تلاه هنية في مؤتمر صحافي في غزة امس. وقال هنية «نحن نقول ان هذه الانتخابات لا تعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني وحماس ستقاطع الانتخابات ترشيحا وتصويتا وتدعو اعضاءها وكوادرها ومناصريها لمقاطعتها». واشار هنية الى ان «موقف حماس واضح حينما تدعو انصارها ومؤيديها والمتعاطفين معها، وبالتأكيد فهم يسيرون وفق هذا الموقف ويحترمون هذا التوجه الذي قررته هذه الحركة بمؤسساتها القيادية والشورية». ودعا الى «اتفاق عام على رؤية سياسية جديدة تناسب المرحلة الراهنة ومقتضياتها»، وقال «ندعو الى اجراء انتخابات شاملة رئاسية وبرلمانية وبلدية في ان واحد على اساس هذه الرؤية وعلى اساس التوافق الفلسطيني العام». وفي رده على سؤال هل ستوقف حماس عملياتها اثناء الانتخابات رد قائلا «المشكلة ليست في عمليات حماس وعمليات المقاومة بل المشكلة في الاحتلال الصهيوني وفي العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، فهناك عمليات اغتيال ما زالت تتواصل من رفح حتى جنين وهناك تحد واستفزاز للمشاعر الفلسطينية بهذه الاحكام العالية التي تصدر بحق المجاهدين المعتقلين من ابناء الشعب الفلسطيني، لذلك الكرة ليست في الملعب الفلسطيني الكرة في الملعب الصهيوني». واوضح ان «حركة حماس لديها استراتيجية وثوابت قائمة على استمرار المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وعلى حماية وحدة الشعب الفلسطيني والاختلاف في الساحة الفلسطينية نحن سرنا معه وبه على اساس حماية وحدة الشعب الفلسطيني ولكن على قاعدة رفضنا للاستفراد والتفرد بهذه الساحة». شعث: حماس تقبل الهدنة بشروط قال نبيل شعث وزيرالشئون الخارجية الفلسطينى ان حركة المقاومة الاسلامية حماس قد تلتزم بوقف اطلاق النار أذا ما التزمت اسرائيل بذلك كجزء من مفاوضات السلام المنتظرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأوضح شعث في كلمة أمام لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الاوروبى فى بروكسل أن لديه انطباعا من خلال اللقاءات الاخيرة بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن وحماس بأن الحركة مستعدة لوقف الهجمات. وأضاف أن حماس اذا التزمت بوقف اطلاق النار فسترد اسرائيل بالمثل، وأكد أن الحركة في طريقها للالتزام بعملية السلام.مشيراً الى ان الاسرائيليين والمصريين سيعقدون لقاء لمناقشة وقف اطلاق النار. وكان (ابومازن) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية افتتح امس حملته الانتخابية في سباق الرئاسة في رام الله، وعقب على مقاطعة «حماس» للانتخابات الرئاسية قائلا «حركة حماس حركة فلسطينية لها رأي مستقل بكل ما تريد. وان قاطعت الانتخابات هذا شأنها وان شاركت فهذا شأنها». وقال مسئول في «حماس» ان ابومازن الذي اعلن في وقت سابق من هذا الاسبوع عن زيارته لسوريا اجرى اتصالا هاتفيا برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل يوم السبت الماضي واتفقا على اللقاء في السادس من ديسمبر خلال زيارة الاول دمشق. الى ذلك كشف تقرير بثته اذاعة جيش الاحتلال امس عن مخاوف لدى قطاع كبير داخل حكومة شارون من اقدام جهات اميركية على فرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل جراء استمرار حصار المناطق الفلسطينية وتكرار اقتحامها غير المبرر على ابواب الانتخابات الرئاسية. وقال التقرير ان المخاوف تتركز على اقدام الجهات هذه التي لم يسمها، لكنه اشار الى شركة « بوينغ» العملاقة لصناعة الطائرات في مقدمتها، على وقف عقود واتفاقات اقتصادية والامتناع ايضا عن التعاون مع الصناعات الحربية الاسرائيلية. القدس، غزة «البيان» والوكالات
