شارك آلاف اللبنانيين في تشييع جنازات ثمانية من مقاتلي حزب الله قتلوا أثناء حرب صيف عام 2006، وسلمتهم إسرائيل بموجب صفقة تبادل الأسرى الأربعاء الماضي. وجرى التشييع في الضاحية الجنوبيةلبيروت، حيث جال عناصر لحزب الله بالنعوش قبل تسليمها إلى عائلات المقاتلين ليواروا الثرى في قراهم بجنوب لبنان اليوم وغدا. وكان حزب الله قد نقل جثامين ورفات 199 شهيدا لبنانيا وعربيا أمس من الناقورة في الجنوب إلى بيروت لإجراء الفحوص اللازمة لتحديد هوية أصحابها، تمهيدا لاحتفال سيقيمه الحزب في الضاحية الجنوبية قبل تسليمهم إلى ذويهم. وشهدت قرية عبية –ذات الأغلبية الدرزية- مسقط رأس الأسير المحرر سمير القنطار جنوب شرق العاصمة بيروت، حفلا لاستقبال القنطار الذي أكد تمسكه بنهج المقاومة محذرا من توقيع الاتفاقيات مع إسرائيل. وشارك في الاحتفال زعيم التكتل الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ومحمد فنيش وزير العمل من حزب الله، ووزراء ونواب آخرون. وكان القنطار واحدا من خمسة أسرى بالإضافة إلى رفات الشهداء، استعادهم حزب الله في صفقة مع إسرائيل مقابل تسليمها رفات جندييها اللذين أسرهما الحزب قبل عامين. احتجاج على تهديد من ناحية أخرى قدم لبنان شكوى إلى الأممالمتحدة بشأن اتصالات هاتفية إسرائيلية مع مواطنين لبنانيين تحذرهم من مساندة حزب الله أو التعاطف معه، حسب ما أعلنه وزير الاتصالات اللبناني جبران باسيل. وأوضح باسيل أنه وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يحتج فيها على هذه الاتصالات الهاتفية، التي اعتبرها "خرقا" للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي تم بموجبه إيقاف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في أغسطس/آب 2006. وذكر مسؤولون لبنانيون أن الرسائل الصوتية تحذر من السماح "لحزب الله بإقامة دولة داخل دولة" في لبنان وتنذر "برد قاس" على أي هجوم يشنه حزب الله في المستقبل. وِأشار هؤلاء المسؤولين إلى أن هذه الرسائل يبدو أنها محاولة لتحريض اللبنانيين ضد حزب الله بعد يوم من إتمام صفقة تبادل الأسرى التي تمت بوساطة من الأممالمتحدة وقوبلت بترحاب كبير من حزب الله وأثارت شعورا بالغضب والحزن في إسرائيل. وبدوره أكد مسؤول إسرائيلي في وزارة الدفاع، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن إسرائيل "تستخدم كل السبل المتوفرة لإضعاف حزب الله" دون أن ينفي أو يؤكد ما ورد في اتهامات وزير الاتصالات اللبناني. المصدر: الجزيرة + وكالات