تزداد الأخبار هذه الأيام سخونة وتبدو التغطية الإذاعية والتلفزيونية لهذه القضايا متناثرة وغريبة ماذا يحدث للإعلام اليمني؟ ما هي الظروف التي يمر بها؟ والدوافع التي تحرك العاملين به؟ هذه أسئلة شرعية يبدو لي أن العاملين في مجال الإعلام يسألونها في أعماقهم وأن الدارسين في كلية الإعلام وأقسامها المختلفة بجامعات اليمن يوجهونه إلى أساتذتهم وهم يحلمون أنهم عندما سيتخرجون سينضمون إلى جيش العاملين في البحث عن الحقيقة. كيف يمكن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة؟ ما هي الساحة التي يمكن أن تكون مفتوحة بحيث يأتي خبراء الإعلام وصناع السياسة وجهاً لوجه ويناقشون بصراحة هذه الحقائق أمام الإعلاميين الآخرين بما يساعدهم على القيام بعملهم على النحو الصحيح من ناحية، وبما يسمح للرأي العام ككل من فهم المعطيات التي تغيب الحقيقة أو تحرفها أو تجعلها صعبة المنال، من ناحية ثانية. نادي الإعلام: أعلنت مؤسسة برامج التنمية الثقافية عن إقامتها لنادي الإعلاميين اليمنيين في مدينة صنعاء ومدينة عدن تكون مهمته تطوير مهارات وقدرات الصحفيين والإعلاميين وتعزيز أواصر التواصل بينهم وبين العاملين في المجال الإعلامي في اليمن وفي العالم. كما يهدف إلى تعزيز أواصر الصلات وتنمية الخبرات الميدانية لدى طلاب كلية الإعلام بجامعة صنعاء وأقسام الإعلام والصحافة في الجامعات اليمنية وأعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين والعاملين في المجال الإعلامي المسموع والمرئي والمقروء والالكتروني. في داخل نادي مثل هذا يسكن للأحداث والطريقة التي تغطيها بها وسائل الإعلام أن يكون موضوعاً رئيساً لكثير من الفعاليات والأنشطة التي يحضر فيها مسؤولون عن صناعة الخبر الإعلامي، وصحفيون من الوسائل المختلفة ليناقشوا معاً المدى الذي يخدمون به بلادهم فعلاً بالطريقة التي يصيغون بها الأخبار ويعرضونها للناس. جميع المؤسسات في اليمن اليوم سواء كانت حكومية أو غير حكومية أو خاصة تمر بنوع من إعادة التفكير في الذات في الطريق لتصحيح الأخطاء التي تراكمت عليها وأدت إلى حالة من الأداء السلبي الذي يحتاج إلى كثير من العمل كي يصبح كما يجب في طريق بناء الدولة التي يحلم الناس بأن تحقق لهم العدل والأمان والرخاء. وكل مؤسسة لها طريقتها في التفكير في ذاتها أما الوسيلة الإعلامية فإنها بحكم شفافية ظروفها ومواجهتها اليومية للناس في ظل منافسة مسموعة ومرئية ومقروءة على الفضائيات وعلى الترانزستور وعلى الانترنت، فإنها بحاجة إلى كثير من العمل كي تثبت أقدامها في عملية اجتذاب جمهور يصدقها ويثق في أخبارها. ويحتاج الناس إلى وسائل محلية صادقة يمكنهم الاعتماد عليها في الحصول على المعلومات الحقيقية التي بها يحددون اختياراتهم في الحياة ويواصلون طريق العمل من أجل مستقبل أفضل. ما هو الحقيقي؟: السؤال عن الحقيقي أو الصحيح هو السؤال عن الحقيقة التي يجب أن تكون مهمة الإعلاميين، التصور أن العمل الإعلامي هو مجرد تطبيل لشخص أو سب لآخر، هو عمل خارج الطبيعي والصحيح والأخلاقي. الشباب الذين يتدفقون إلى كليات الإعلام وأقسامها المختلفة في جامعات اليمن وخارجها لا يفعلون ذلك فقط كي تصبح لهم شهرة، بل يفعلون ذلك لأنهم يرغبون في ممارسة مهنة شريفة، ويرغبون في أن يساهموا في عملية البناء والتنمية لبلادهم. إذا ما حدث أن سارت خطوات عملهم نحو طريق غير سوي صار ضرورياً وجود مكان، يسمح لهم بالتفكير بصوت عال وإعادة النظر فيما يحدث بهذا التوجه ثم إنشاء نادي الإعلاميين اليمنيين يفترض أن يقوم النادي بعمل لا تفعله الأقسام العلمية للإعلام التي مهمتها اعداد الاعلاميين للقيام بعملهم ولا تفعله وسائل الإعلام القائمة التي مهمتها تأدية ما تستطيع من عملها ولا تفعله النقابات لأن مهمتها الدفاع عن العاملين وهم يؤدون عملهم. فتبادل النقاش والتفكير في العمل الإعلامي من خارجه عبر مراجعة وتقييم العاملين فيه لأنفسهم في مناخ من التوازن والانصاف هو مساحة يحتاجها الإعلاميون والرأي العام في وقت واحد. قد تتحول هذه التصورات داخل هذا النادي إلى حقيقة وقد تنتقل إلى مجرد أحلام يفرغها الذين يقومون بالتنفيذ عن قدرتها على العمل ربما يجب أن نبدأ بالتفاؤل ولكن دون أن يكون قليل من الحذر طريقة للوقاية من سوء المال فكثير من التطلعات بدأت كبيرة ثم تحولت أقل من الحلم بكثير. لمثل هذا النادي شبيه في لندن يسمى نادي خطوط المواجهة وهو نادي يعمل في سبيل إعلام متوازن ومستقل وبموضوعية وحيادية يمكن لكل الأطراف أن تلتقي وتتعلم من بعضها البعض وتقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه صناعة الإعلام وطريقة العمل عند أفراده. [email protected] عن الثورة