كشفت نتائج استطلاع أراء المشاهدين اليمنيين حول البرامج الرمضانية التي قدمها التلفزيون اليمني تراجع المشاهدة بنسبة (78%) من المبحوثين وخصوصاً قناتي اليمن و"يمانية" الفضائيتين ، فيما احتلت قناة السعيد الخاصة المرتبة الثانية عربياً في نسبة المشاهدة بعد قناة ال(MBC) . وأوضحت الدراسة التي نفذها مركز حقوق الانسان وقياس الرأي العام بجامعة صنعاء وإعلنت اليوم بصنعاء في مؤتمر صحفي أن نسبة المبحوثين الذين لا يشاهدون التلفزيون اليمني خلال شهر رمضان (22%) من إجمالي عينة المبحوثين وعددها ( 2500) مبحوث ومبحوثة في سبع محافظات هي(أبين وعدن وتعز ولحج وحضرموت والأمانة والحديدة ). وأظهر الاستطلاع أن برنامج مسابقة القرآن الكريم جاء في الترتيب الأول يليه برنامج الكاميرا الخفية في الترتيب الثاني، في حين جاءت النشرات الإخبارية في الترتيب الثالث وجاء برنامج حكاية مثل في الترتيب الرابع، وجاء برنامج صدى القوافي في الترتيب الخامس في قناة اليمن ، وتصدر برنامج أيوب وأفياء الفضول الترتيب الأول في قناة "يمانية " ، يليه برنامج حديث الصحافة ثم برنامج حكايات من التراث وفي الترتيب الرابع جاء برنامج أسرتي وفي الترتيب الخامس جاء برنامج المجلة الرمضانية . وبين الاستطلاع انخفاض مشاهدي قناة اليمانية حيث بلغ (73) مشاهدا وضمن القناتين معاً (319) ليصل إلى (392) مشاهد ومشاهدة من إجمالي (1957) يشاهدون التلفزيون اليمني، أي أن (1565) مشاهد ومشاهدة لقناة اليمن لوحدها لا يشاهدون قناة اليمانية، وتمثلت الاسباب التي جعلتهم لا يشاهدون قناة اليمانية، وبنسبة (66%) أن جهازا الاستقبال الخاص بالمشاهدين لا يستطيع التقاط بث قناة اليمانية التي يتم بثها على القمر عربسات، ومعظم الأجهزة ثابتة ومركزة على القمر المصري النايل سات. ودعت الدراسة الى سرعة نقل بث قناة اليمانية وبقية باقة القنوات اليمانية على القمر المصري نايل سات بجانب الأقمار الأخرى ومنها عربسات. وأوضح المبحوثين الذين لا يشاهدون التلفزيون اليمني بقناتية (534) بنسبة (22%) أسباب عدم مشاهدتهم للتلفزيون اليمني أن برامج التلفزيون مملة في رمضان وفي الترتيب الأول وبنسبة (66%)، ومشاهدتهم قنوات دينية لخصوصية شهر رمضان في الترتيب الثاني وبنسبة (35%)، في حين جاء السبب الثالث وهو لضعف مستوى وثقافة معدي ومقدمي برامجه والديكور والإضاءة في الترتيب الثالث وبنسبة (12%)، وجاء في المركز الرابع وبنسبة (10%) السببان عدم تقديم التلفزيون اليمني لمسلسلات حديثة ومتميزة، ولوجود قنوات أفضل تقدم الجديد دائماً. وبالنسبة لاوقات تعرض المبحوثين للتلفزيون اليمني جاءت فترة المساء من 6 إلى 10 مساءً في الترتيب الأول لدى مشاهدي قناة اليمن بنسبة (72%)، وفي الترتيب الأول لدى مشاهدي قناة اليمانية بنسبة (66%)، وفي الترتيب الأول لدى مشاهدي القناتين معاً، (66%) لمشاهدي قناة اليمن، (58%) لدى مشاهدي قناة اليمانية. في حين تأتي فترة السهرة من 10 مساءً إلى 1 صباحاً في الترتيب الثاني لدى مشاهدي قناة اليمن فقط، بنسبة (38%)، وفي الترتيب الثاني لدى مشاهدي قناة اليمانية فقط بنسبة (38%)، وفي الترتيب الثاني لدى مشاهدي القناتين معاً، (46%) لدى مشاهدي قناة اليمن، و(41%) لدى مشاهدي قناة اليمانية. وجاءت المسلسلات المحلية في الترتيب الأول وبفارق كبير نسبياً عن بقية البرامج، بنسبة (79%) لدى مشاهدي قناة اليمن، وكذلك في الترتيب الأول وبنسبة (77%) لدى مشاهديها ضمن مشاهدي القناتين وهو يشير إلى أن قناة اليمانية لو قدمت مسلسلات يمنية محلية خلال شهر رمضان 2008م، لجأت في الترتيب الأول بين البرامج والمواد التي حرص المبحوثون على متابعتها. واحتلت النشرات الإخبارية الترتيب الثاني لدى مشاهدي قناة اليمن بنسبة (45%)، وفي الترتيب الثالث لدى مشاهدي قناة اليمانية فقط بنسبة (45%)، وهو ما يؤكد أهمية النشرات الإخبارية لدى المشاهدين حتى خلال شهر رمضان الكريم، وبالتالي على التلفزيون اليمني أن يهتم أكثر بشكل وبمضمون النشرات الإخبارية لتلبي هذا الاهتمام لدى المشاهدين. وبحسب الدراسة فقد جاءت برامج المسابقات في الترتيب الثالث لدى مشاهدي قناة اليمن بنسبة (41%)، وفي الترتيب الأول لدى مشاهدي قناة اليمانية فقط، بنسبة (66%)، وفي الترتيب الثاني لدى المشاهدين لقناة اليمن ضمن القناتين معاً وبنسبة (53%)، في حين جاءت برامج المسابقات لدى مشاهدي قناة اليمانية ضمن القناتين معاً في الترتيب الأول وبنسبة (55%). وفيما يتعلق بمقدار التعرض أظهرت الدراسة أن المشاهدة العالية هي الأبرز لمسلسل شعبان في رمضان وبنسبة (45%)، و(35%) لمسلسل عيني عينك، في حين انخفضت المشاهدة العالية وبنسبة (8%) لمسلسل شر البلية . واحتلت المسلسلات العربية الكوميدية والاجتماعية مراتب متوسطة لدى مشاهدي قناة اليمانية حيث جاءت مجتمعة بنسبة (60%) ضمن البرامج التي حرص المبحوثون على متابعتها خلال شهر رمضان لدى مشاهدي قناة اليمانية فقط، وبنسبة (48%) لدى مشاهدي القناتين معا . وعن التقييم للمسلسلات التي قدمتها قناة اليمانية خلال شهر رمضان كان التقييم الإيجابي (جيد) في الترتيب الأول وبنسبة عالية لدى مشاهدي المسلسلين بنسبة (89%)، على قلتهم أما التقييم السلبي (رديء) فقد جاء أيضاً في الترتيب الثاني ولكن بنسبة أقل (11%) . وتصدرت قناة ال(MBC) مشاهدة المبحوثين اليمنيين للقنوات الفضائية العربية الأخرى خلال شهر رمضان وتلتها قناة " السعيدة " يمنية خاصة لعدة أسباب منها (لأنها تعرض برامج متنوعة وجيدة ومناسبة لرمضان ، لجودة التصوير والإخراج ، لأنها تقدم جوائز ومسابقات ، لأن فيها برنامج فرسان الميدان ، لأنها تقدم مسلسل كيني ميني ومسلسلات محلية جديدة، تقدم برامج فنية وغنائية وسهرات يمنية وتعيد برامجها في أوقات أخرى. وجاءت الجزيرة في المرتبة الثالثة تليها قناة الرسالة وقناة إقرأ في المرتبة الخامسة ثم قناة أبو ظبي ثم LBC وفي الثامنة قناة الرأي ، ثم العربية في المرتبة العاشرة . وأظهرت الدراسة ان الأسباب التي تجعل بعض المبحوثون يفضلون القنوات الفضائية العربية أكثر من قنوات التلفزيون اليمني جودة المسلسلات والبرامج التي تقدمها، وبنسبة (68%)، يليه بسبب عدم كفاءة أغلب برامج التلفزيون اليمني في الترتيب الثاني، وبنسبة (51%)، ثم يأتي التنويع كسبب في الترتيب الثالث، وبنسبة (38%)، وفي الترتيب الرابع يأتي سبب الطابع الرسمي لكثير من برامج التلفزيون اليمني و بنسبة (32%). وطالبت الدراسة صناع القرار في التلفزيون اليمني مراعاة هذه الأسباب والعمل على تجاوزها في برامج رمضان القادم للحفاظ على مشاهديه وزيادتهم، ولتحقيق مزيداً من النجاح المنشود. واكد المبحوثين على ضرورة تقديم نشرات إخبارية متنوعة ومختصرة في الترتيب الأول وبنسبة (18%)، ثم البرامج المسابقات الثقافية في الترتيب الثاني وبنسبة (17%)، ثم المسلسلات المحلية الناجحة بنسبة (16%)، في الترتيب الثالث، وفي المركز الرابع مسلسل شعبان في رمضان في ثوبه الجديد والمحسن بنسبة (14%)، وفي المركز الخامس بنقل شعائر الصلوات من الحرم المكي الشريف، وبنسبة (14%). وفيما اقتصر مشاهدة قناة اليمن على الإناث خلال شهر رمضان من الذكور وبالنسبة لقناة يمانية فقد حازت رضا الذكور والإناث من المشاهدين . رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم دعا المؤسسات الحكومية الاقتداء بالمؤسسة العامة وعقد شراكة مع مركز حقوق الانسان وقياس الراي العام لعمل دراسات وابحاث علمية تقييمه وفق معايير علمية واكاديمية ، مؤكداً ان جامعة صنعاء تعيج اولوياتها في اعداد استراتيجية بعد انتقادات بان مخرجاتها لا تلبي سوق العمل . واكد طمين ان الجامعة تعيد ترتيب اولوياتها بالاهتمام بالطالب الجامعي وتركيز على المخرجات الواعية والمؤهلة والكفاءة كون الجامعة هي مصنع الشباب . واشار الى ان المشاكل التي تشهدها اليمن في صعدة وبعض مناطق الضالع ولحج اظهرت ضعف هذه الصناعة وهشاشة المخرجات وجعلها وقوداً سهلاً للمؤمرات التي تحاك ضد البلاد وامنه واستقراره . وقال :" ان معظم المؤسسات تعمل بطرق عشوائية ولا تستند الى دراسات علمية بحثية ، وان الجامعة تمد يدها لهذه المؤسسات والوزارات للعمل وفق طرق علمية وباقل التكاليف لبنبي عملنا وفق اسس اكاديمية وعلمية ". ودعا الدكتور محمد الفقيه رئيس مركز حقوق الانسان وقياس الرأي العام بجامعة صنعاء القنوات اليمنية الى الاستفادة من نتائج الدراسة التي اعدها اكاديميون ومتخصصون في مجال البحث العلمي و(أ.د محمد الفقيه كافي، د.خالد سيف الصوفي،د.بشار عبد الرحمن مطهر، أ. كمال الكسار) وبإشراف الدكتور خالد طميم ئريس جامعة صنعاء رئيس مجلس ادارة المركز والدكتور عبد الله الزلب ونفذ عبر مشرفين من استاذة الجامعات ميدانياً ونفذه قرابة (70) باحث وباحثة في المحافظات . من جانبه أوضح الدكتور بشار عبد الرحمن مطهر نائب رئيس المركز في مؤتمر صحفي عقب قراءة النتائج أن الدراسة راعت تمثيل متغير النوع بحسب نسبته في المجتمع الأصلي في كل محافظة، وبلغت نسبة الذكور (51%) مقابل (49%) للإناث وهذه النسبة تقترب كثيراً من نسبة الذكور مقابل الإناث في المجتمع اليمني بشكل عام،بالاستعانة بأخر تعداد سكاني لليمن . وأضاف مطهر أن عينة الاستطلاع 2500 مبحوث ومبحوثة وكان لهذا أثره في إثراء الإجابات على أسئلة هذا الاستطلاع وتم مراعاة السمات والخصائص السكانية التي ظهرت عشوائياً مثل الفئات العمرية، وأنواع المهن، ومستويات الدخل الشهري لرب الأسرة اليمنية، ليوضح الجهد الذي بذل لتمثيل هذه الفئات التي ظهرت عشوائياً في الميدان الأمر الذي سيترك أثره في تنوع وإثراء ومصداقية إجابات المبحوثين على أسئلة هذا الاستطلاع وبالتالي على نتائجه. من جانبه أكدت المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون حرصها على الاستفادة القصوى من الدراسة العلمية الميدانية وقال حسين باسليم مدير قناة اليمن الفضائية إن المؤسسة العامة حرصت على إجراء تقييم علمي ميداني عبر مركز اكاديمي محايد بخلاف ما يجري كل عام حيث يتم تقييم عملية الانتاج البرامجية ضمن المؤسسة وعادة تكون النتائج غير علمية وسليمة . واعتبر باسليم ان الضعف الذي اظهرته الدراسة لقناتي اليمن ويمانية لا يعني انهما لا تعملان وتبذلان مجهوداً كبيراً لتقديم الافضل ومراعاة احتياجات المشاهدين ، ودلل على رجع صدى كبير من الخارج . واعترف باسليم بصعوبات تواجهها قناة اليمن في رده على مداخلات حول الاوضاع المتردية في القناة وخصوصاً في الجانب المالي ، حيث لم تنتج القناة سوى مسلسلاً واحدا لرمضان القادم ، ولم تبدأ فعلياً في انتاج برامج الخارطة الرمضانية رغم انه لم يتبقى سوى القليل من الوقت وهو ما ينعكس على مستوى البرامج المنتجة نتيجة تلك الصعوبات التي تعترض الانتاج المبكر للبرامج الرمضانية . وقال حسين باسليم :" ان الاعتراف بالضعف هو اساس النهوض في المراحل القادمة وبناء على اسس علمية والاستفادة من هذا الاستطلاع الميداني . الدكتور أحمد عقبات استاذ بكلية الاعلام جامعة صنعاء طالب القنوات بالتركيز على فنون واحترافية العملية الانتاجية التي تجذب المشاهدين والمتمثلة بالتصوير والتقديم والاعداد والمونتاج والاخراج المتميز وحتى الديكور والابتعاد عن التقليدية ، مؤكداً على مراعاة المتغيرات التقنية التي رافقها تغيرات احترافية في انتاج البرامج والمسلسلات ، مشيراً الى ان عملية الانتاج متكاملة وبحاجة الى تدريب وتأهيل مستمر . من جانبه قال صفوت الغشم رئيس مؤسسة الانتاج اليمني الخليجي التي انتجت مسلسل "شعبان في رمضان " انها فشلت هذا العام انتاج مسلسل من محافظة ذمار نظراً لصعوبات وعوائق روتينية اعاقت اناج المسلسل الذي كان من المقرر عرضه في رمضان القادم . ودعا القنوات اليمنية الى اخراج المخزون المحلي بانتاج مسلسلات متنوعة من محافظات يمنية مثل حجة والمهرة وغيرها من عدم الاقتصار على محافظات بعينها ، مؤكداً ان اليمن غني بمخزونه من الكوادر والابداع والتنوع تمكن من انتاج محلي يجذب المشاهدين اليمنيين وتحقق منافسة على المستوى الاقليمي .
