دمرت قنبلة حافلة صغيرة تقل تلاميذ متجهين لاداء امتحاناتهم النهائية في بغداد يوم الاثنين في واحد من سلسلة انفجارات وقعت في انحاء العراق وقتلت 27 شخصا بعد يومين فقط من اشد الهجمات دموية خلال اكثر من عام. وجاءت التفجيرات فيما يستعد الجيش الامريكي للانسحاب من البلدات والمدن العراقية بحلول نهاية يونيو حزيران لتثير مزيدا من الشكوك بشأن قدرة قوات الامن العراقية على التصدي بمفردها لتمرد متواصل. وغطت الدماء والزجاج المحطم أرضية الحافلة في مدينة الصدر بشرق بغداد بعد ان قتلت القنبلة التي كانت مزروعة على جانب الطريق ثلاثة من طلبة المدرسة الثانوية واصابت 12 اخرين. وكان الطلبة في طريقهم لاداء امتحانات اخر العام قبل العطلة الصيفية. وقال محمد يزن وهو شاهد عيان "ماذا فعل هؤلاء التلاميذ ليستحقوا هذا.. انهم ليسوا ساسة ولا أمريكيين ولا رجال شرطة كي يتعرضوا للهجوم." وفي مكان اخر من العاصمة قالت الشرطة ان قنبلة على جانب الطريق قتلت ثلاثة أشخاص وأصابت 30 اخرين في سوق بحي الشعب بشمال بغداد وانفجرت سيارة ملغومة متوقفة مما أسفر عن مقتل خمسة واصابة 20 في حي الكرادة بوسط المدينة. وفي الحسينية الى الشمال مباشرة من بغداد انفجرت قنبلة في سوق للخضراوات مساء يوم الاثنين فقتلت خمسة اشخاص واصابت 25 اخرين بينهم اربعة اطفال. وجاءت التفجيرات بعد يومين من هجوم انتحاري بشاحنة ملغومة امام مسجد قرب مدينة كركوك الشمالية أدى لمقتل 73 شخصا في أعنف هجوم منذ أكثر من عام. وكانت اعمال العنف قد انخفضت على نطاق واسع في العراق خلال العام المنصرم لكن محللين قالوا انه من المرجح ان تتصاعد الهجمات قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير كانون الثاني. وبنى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سمعته على خفض العنف واشاد بالانسحاب الجزئي للقوات الامريكية. وبدأت السلطات في بغداد في ازالة الجدران الخرسانية المضادة للانفجارات التي روعت المدينة على مدى اعوام. وفي غرب بغداد قالت الشرطة ان انتحاريا فجر نفسه خارج مبنى المجلس البلدي في أبوغريب مما أدى الى مقتل سبعة أشخاص واصابة 13. وقال الناطق باسم أمن بغداد اللواء قاسم موسوي ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 41 في تفجيرات وقعت بانحاء العاصمة. ولم يوضح سبب انخفاض تقديراته لعدد القتلى والجرحى. وقالت الشرطة ان قنبلة انفجرت على جانب طريق قرب كركوك وقتلت احد افراد قوة مجالس الصحوة. وفي الشمال ايضا قال الجيش ان قنبلة مزروعة على الطريق انفجرت فقتلت ثلاثة جنود بالقرب من بلدة خانقين التي يتنازعها العرب والاكراد. وحث المالكي العراقيين يوم السبت على عدم الشعور بالاحباط اذا ما استغل المسلحون انسحاب القوات الامريكية في تكثيف الهجمات. ومن المقرر أن تغادر القوات الامريكية الاراضي العراقية بأكملها بحلول 2012 في اطار اتفاقية أمنية وقعتها بغداد وواشنطن العام الماضي. رويترز