اشتبكت شرطة مكافحة الشغب الايرانية مع مئات من المحتجين من مؤيدي الاصلاح في وسط طهران الثلاثاء 21-7-2009 واعتقلت عشرات من المتظاهرين في احدث حلقة من الاضطرابات بشأن الانتخابات المتنازع عليها والتي جرت الشهر الماضي. وقال شاهد عيان ان المتظاهرين كانوا يرددون هتافات معادية للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والحكومة منها "احمدي نجاد استقل استقل" و"الموت للطغاة". وقال الشاهد ان رجال الشرطة ضربوا المحتجين ممن تجمعوا في ميدان هفت تير بطهران متجاهلين حظرا على مثل هذه المظاهرات في اعقاب الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران الماضي والتي تقول المعارضة انه قد شابها تزوير في مصلحة احمدي نجاد. واضاف الشاهد "كان رجال شرطة مكافحة الشغب يقتادون عشرات من المحتجين الى داخل العربات ثم يبتعدون". ومضى يقول "كان هناك المئات من شرطة مكافحة الشغب ورجال الشرطة السرية يوسعون الناس ضربا ممن تجمعوا لتأييد زعيم المعارضة مير حسين موسوي". تفجرت هذه المصادمات بعد اربعة ايام من مواجهات مماثلة بين الشرطة والمحتجين يوم الجمعة الماضي لاول مرة منذ اسابيع بعد ان اعلن الرئيس الاسبق أكبر هاشمي رفسنجاني ان الجمهورية الاسلامية في أزمة وان ثمة شكوكا بشأن نتائج الانتخابات. وترفض السلطات اتهامات المعارضة بتزوير الانتخابات. وكشفت الانتخابات النقاب عن اضخم اضطرابات داخلية في ايران خامس اكبر مصدر للنفط في العالم منذ الثورة الاسلامية في البلاد عام 1979 كما اماطت اللثام عن الخلافات العميقة بين صفوف النخبة الحاكمة. رفسنجاني: الخوف ليس له معنى في حياتي في غضون ذلك، استمر التصعيد السياسي بين القيادات الايرانية، حيث رفض الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسجاني تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي الذي حذر فيها النخبة من الوقوع في فخ من سماهم أعداء النظام. وقال رفسنجاني على موقعه على الإنترنت إن مصطلح الخوف ليس له معنى في حياته، وإن أهم امتحان يتمثل في الارتباط بالشعب والمجتمع. وجاء رد رفسنجاني بعد أن طلب محافظون منه مراقبة تصرفاته، وذلك عقب رفضه تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي الذي حذر فيها النخبة من الوقوع في فخ من سماهم أعداء النظام. ونشر رفسنجاني على موقعه على الإنترنت، الثلاثاء 21-7-2009، بعض مذكراته واختار بشكل له مغزى عنواناً مميزاً أن مصطلح الخوف ليس له معنى في حياته، ولكل جيل امتحانه، والمهم بالنسبة لنا هو الارتباط بالشعب والمجتمع فهو أهم امتحان. وجاء كلام رفسنجاني رداً على ما قاله جعفر شجوني عضو جماعة علماء الدين المناضلين المحافظة في ايران إن على هاشمي رفسنجاني أن يراقب تصرفاته كونه المعني بالتحذير الذي أطلقه المرشد الاعلى علي خامنئي للنخب السياسية الإيرانية، من أن عليهم أن لا يدلوا بأي تصريح أو أن يقوموا بأي عمل يخدم الأعداء ووسائل الاعلام المعادية. ومن جهته دعا المرشح الاصلاحي مهدي كروبي انصاره للثبات والاستمرار في المعارضة حتى النصر. وفي سياق متصل، نددت صحيفة "كيهان"، كبرى الصحف المحافظة في ايران، بشدة الثلاثاء بمشروع الاستفتاء الذي تقدم به الرئيس الايراني الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي للخروج من الازمة الحالية، ووصفت الفكرة بأنها مؤامرة اجنبية. وجاء في افتتاحية لمدير الصحيفة حسين شريعة مداري الذي عينه المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي "من خلال اقتراح تنظيم استفتاء، يواصلون جزءاً آخر من السيناريو الذي اعد سلفاً من قبل الغرب للتآمر" على النظام الايراني. وأضاف "ان دور مثل هذا السيناريو هو تأجيج التوتر. وهو امل لن يتحقق لأصدقاء خاتمي". وتابع ان هذه التحركات ستكون نتيجتها "عاصفة كبيرة ستجرف هؤلاء المنافقين الجدد"، في اشارة الى التعبير المستخدم لوصف مجاهدي الشعب، ابرز التنظيمات المسلحة للمعارضة الايرانية التي تتخذ من العراق مقراً، في بداية الثورة. وكان خاتمي اقترح الاثنين "تنظيم استفتاء" باعتباره "الحل الوحيد للخروج من الازمة الحالية" التي نجمت عن اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد والتي تلتها احتجاجات المعارضة. وقال خاتمي ان "مثل هذا الاستفتاء يجب ان ينظمه جهاز مستقل مثل مجلس تشخيص مصلحة النظام" الذي يرأسه الرئيس الايراني الاسبق المحافظ المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني. وأضاف خاتمي "علينا ان نسأل الناس ان كانوا راضين عما حدث؟ وإذا قبلت غالبية الناس الوضع الحالي، فإننا سنقبله ايضاً". وكان المرشحان الرئيسيان للمعارضة في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي ومهدي كروبي رفضا نتائج الانتخابات وطالبا بلا جدوى بإعادة الانتخابات. وكانت جمعية العلماء المجاهدين "روحانيو مبارز" برئاسة خاتمي والتي تضم رجال دين اصلاحيين، نشرت الاثنين بياناً طالبت فيه بتنظيم استفتاء. العربية نت
