لم لا يسعى السياسيون الذين لا يهمهم شيء سوى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم بالتوقف لحظة والنظر إلى الوطن والشعب بلا أطماع، والعمل لأجل مصالح الناس لا مصالحهم؟ لماذا لا يتخلون عن خلافاتهم ومكايداتهم السياسية وينظرون إلى مسافتهم من الشعب والوطن التي سيجدون أنها بعيدة كل البعد عن هموم وأحلام وآلام اليمنيين؟. وإذا كان ما أقوله مجافي للحقيقة وأن سياسيينا الأجلاء يؤمنون أن مصالح الشعب والمجتمع غايتهم وهدفهم ويفضلونها على مصالحهم الشخصية والحزبية، فأتمنى أن يدلني أحدكم على واحد منهم أعلن موقفه الواضح والصريح بالوقوف مع الوطن في التصدي للتمرد، وفرض هيبة الدولة وتعقب المتمردين، وتجريم أي تدخل خارجي في شئون اليمن بدلاً من تلك المواقف غير المبررة التي تكتنفها الضبابية والتزام الصمت أمام كل ما يجري من أحداث وهذه الرياح العاتية التي تحاول أن تعصف بالوطن ووحدته الوطنية أهم منجز في تاريخ اليمن المعاصر. لماذا لم نجد حتى الآن من هؤلاء السياسيين موقف موحد ينتصر للوطن ومواطنيه خاصة بعد أن تكشفت الأهداف الحقيقية للمخربين الحالمين بإعادة عجلة التاريخ للوراء، وظهور الروابط الحقيقية التي تجمع بين الحاقدين على الوطن، شخصيات وتنظيمات سياسية داخلياً وخارجياً والتي تهدف إلى تمزيق اليمن. مشكلتنا أن اللهث وراء الكراسي والسلطة والمال والنفوذ هي السبب الأول والأخير في ما يحدث للوطن من تخريب وتدمير، وإلى حين يكف السياسيون عن صراعهم حول "جاه الكرسي" وقوة "السلطة" فستظل الأمور على ما هي عليه. في الأخير يظل سؤال وهو: لماذا نساهم في تخريب بيوتنا بأيدينا بدلاً من أن نصونها ونحافظ عليها ونعمرها؟ وهل يستحق شعبنا اليمني كل هذا؟ [email protected]