حثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الدول العربية على بذل المزيد من الجهد لتحقيق السلام في المنطقة، لافتة إلى أن استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد مستقبل إسرائيل ويحرم الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم المشروعة. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها بمناسبة افتتاح مركز دانيال أبراهام للسلام في الشرق الأوسط بواشنطن "يتعين على الدول العربية أن تتحمل مسؤوليتها هي الأخرى، وهناك العديد منها ممثَلة هنا الليلة والتي تشعر بالقلق من تأثير المتشددين مثل حركة حماس على زعزعة الاستقرار. لكن هذه الدول لا تبذل جهودا كافية لدعم جهود السلطة الفلسطينية". هذا وطالبت كلينتون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمزيد من الصدق قائلة إن "الطريق ليس سهلا. على كل طرف، بما في ذلك إسرائيل، أن يقوم بخيارات صعبة ولكن ضرورية. وهذا يتطلب قيادة شجاعة". وذكرت كلينتون بأن نتانياهو كان قد أعلن أنه يوافق من حيث المبدأ على حل الدولتين، لكنها تداركت أن "تسهيل الوصول والتنقل داخل الضفة الغربية، ردا على تحسين الوضع الأمني الذي قام به الفلسطينيون، ليس كافيا للإثبات للفلسطينيين أن هذه الموافقة صادقة". وأضافت "نشجع إسرائيل على مواصلة إيجاد دفع نحو سلام شامل بإظهار احترام للطموحات الشرعية للفلسطينيين، عبر وقف أنشطة الاستيطان وتلبية الحاجات الإنسانية في غزة". أوباما مصمم كلام كلينتون يأتي في سياق عزم الرئيس باراك أوباما استمرار الضغوط السياسية لتنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط. فقد ذكرت صحيفة هآرتس الجمعة أن أوباما أخبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عندما التقى به خلال قمة الأمن النووي التي عقدت في مطلع الأسبوع الحالي في واشنطن أنه مصمم على الاستمرار في الضغط على إسرائيل والفلسطينيين من أجل إعادة تنشيط محادثات السلام المتوقفة والقيام بإجراءات لبناء الثقة. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي لم تسمه أن أوباما قال إن أحدث التحركات التي قامت بها إدارته لم يكن القصد منها التسبب في خلق أزمة في إسرائيل، بل خلق جو من شأنه السماح بتحريك عملية السلام إلى الأمام. وأوضح المصدر أن أوباما يمارس ضغطا على إسرائيل والفلسطينيين على حد سواء. وقال المصدر إن أوباما يشك في قدرة واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على دفع عملية السلام إلى الأمام. وأضاف المصدر أن أوباما يعلم أنه سيدفع ثمنا سياسيا داخليا بسبب ممارسته ضغطا على إسرائيل وخاصة فيما يخص العلاقات مع المجتمع اليهودي، إلا أنه قال إنه كان على استعداد لفعل ذلك بغض النظر عن النتائج. دعم الدور الأميركي وتعليقا على ذلك، قال الدكتور عماد جاد الخبير في وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية ل"راديو سوا" "إنه يجب على الدول العربية أن تعمل على دعم الدور الأميركي لاسيما أن المجتمع الإسرائيلي منقسم على هذه القضية فمنه من يؤيد نتانياهو ومنه من يطالبه بالاستجابة للمطالب الأميركية". بدوره، قال رووعي نخمياس مراسل موقع الشؤون العربية في موقع واي نت التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت "إن تصريحات كلينتون تدل على إعادة التذكير بوجود أزمة حقيقية بين الإدارة الأميركية وإسرائيل". وأكد نخمياس ل"راديو سوا" "أنه في ظل الأزمة بين الرئيس أوباما ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لا يمكن لإسرائيل أن تعمل على تنفيذ خطوات ملموسة لتعزيز موقف أبو مازن". وأكد نخمياس أن الخطوة الأولى التي يجب على إسرائيل أن تقوم بها هي تهدئة الأوضاع مع الإدارة الأميركية ومن ثم تبدأ مرحلة التفاوض غير المباشر بينها وبين السلطة الفلسطينية. وكالات