أجمع عدد من الاعلاميين والمراقبين أن نجاح بطولة كاس الخليج العربي في نسختها العشرين التي تستضيفها اليمن حاليا ارتبط بالحضور الجماهيري الغفير وتشجيعه لمختلف المنتخبات المشاركة في البطولة . وما لفت انتباه المراقبين هو أن الجماهير تحضر كافة المباريات وليس فقط مباريات المنتخب اليمني، إلى جانب تنوع الاعلام المرفوعة فيها بحسب المنتخبات التي ستلعب والشعارات الحماسية التي تطلقها لمؤازرة منتخباتها .وقد شكل الحضور الجماهيري العريض داخل وخارج الملعب مفاجأة كبيرة، وأسقط كافة التوقعات بفشل البطولة، وأكد للجميع أن اليمنيين سعيدون بهذه الاستضافة وسيعملون على إنجاحها .كما أسهمت هذه المشاركة الواسعة على طمأنة كافة الجماهير الرياضية الخليجية التي سارعت بالتوافد الى مدينة عدن مكان الاستضافة للمشاركة في مؤازرة منتخباتها والوقوف إلى جانبها لتقديم عروض جيدة وتحقيق نتائج أفضل .وبالرغم من الخروج المبكر للمنتخب المستضيف للبطولة في الجولة الثانية للدور الاول، إلا أن الجماهير واصلت حضورها الى الملاعب للمشاركة في إنجاح الاستضافة ومؤازرة المنتخبات الخليجية في مشهد يؤكد اواصر الاخوة ويعزز التلاحم بين الشعوب الخليجية . فاكهة البطولة وليد سمور مراسل قناة الجزيرة اكد ان الجماهير كانت فاكهة البطولة واسهمت بشكل كبير في نجاح هذه البطولة التي لم يكن متوقعا ان تحضر حفل افتتاحها كل هذه الجماهير .وقال ان ما يميز الجماهير اليمنية انها كانت تحضر في جميع المباريات، وليس في المباريات التي يلعب بها منتخب بلادها، مستغربا الخروج المبكر للمنتخب اليمني بالرغم من هذه المؤازرة الجماهيرية . مؤازرة جماهيرية فيما أشار نائب رئيس الوزراء الكويتي رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي الشيخ أحمد الفهد الى ان المؤازرة الجماهيرية للبطولة التي سميت بدورة الشهيد فهد الاحمد الجابر كان لها الاسهام الاكبر في نجاحها .. منوها بالروح الرياضية التي تتمتع بها الجماهير اليمنية ومؤازرتها لجميع المنتخبات . جماهير اليمن مفاجأة تحت هذا العنوان كتب عادل عصام الدين مقالا في صحيفة الشرق الأوسط قال فيه " ما فعلته جماهير كرة القدم اليمنية، لم يسبق أن شاهدت مثله في كل ملاعب العالم. انه مشهد فريد جميل بلا أدنى شك عندما سجل الفريق اليمني هدفا في مرمى الفريق القطري فاهتزت كل المدرجات، لكن المفاجأة أن عددا كبيرا من مشجعي اليمن صفقوا ورفعوا أعلام قطر عندما جاء هدف التعادل وكرروا نفس الفعل الجميل بعد هدف الفوز القطري"واضاف " جماهير اليمن. . في المدرجات كما رأيت.. وخارج المدرجات كما نقل لي قدمت درسا جميلا في الكرم والروح الرياضية واحترام الضيوف ، يا له من مشهد جميل، أعلام كل المنتخبات المشاركة في المدرجات، أعلام يحملها مشجعو اليمن إلى جانب مشجعي المنتخبات الأخرى."وقال عادل عصام الدين " في مباريات دورة الخليج الحالية لم نسمع صفيرا ولا إهانة للمنافسين، بل طبق مشجعو كرة القدم في الشقيقة اليمن ولأول مرة ما نردده باستمرار: «التصفيق للعبة الحلوة» ، شعار.. ننادي به دون أن يطبقه أحد. مجرد شعار لا معنى له غير مطبق أصلا لكن جماهير اليمن.. ولأول مرة فاجأتنا بحضورها.. وبروحها الرياضية، وعدم تعصبها " نأتي من تلقاء أنفسنا كثير من المشجعين استغربوا بعض الأقاويل التي تشير إلى أن جميع المشجعين الذين يحضرون الملاعب يتم دفع مبالغ مالية لهم، مؤكدين أنهم يأتون من تلقاء أنفسهم وليس هناك من يدفع لهم من أجل ذلك .يقول وائل ناصر علي : انا اتابع كل دورات الخليج والفريق الذي اشجعه دائما هو الكويت، وفرحت كثيرا عندما استضفنا البطولة، لانني ساستطيع بذلك ان اشجع فريقي عن قرب اي من على المدرجات .ويضيف : المنتخب الكويتي تعرض خلال الدورات الماضية لنكسات عدة ولكن الحمد لله في هذه الدورة استطاع ان يتأهل الى الدور الثاني وهذا انجاز خاصة مع المنافسة الشديدة التي شهدتها مباريات الجولة الاولى . فيما يؤكد احمد الخضر علي انه ياتي الى ملعب ابين في كل مباراة لتشجيع العراق، منوها بالمستوى الجيد الذي ظهر به .ويقول : نشكر رئيس الجمهورية الذي منحنا الدخول مجانا الى الملاعب في المباريات كمكرمة منه، وهذا شيء الصراحة نعتز به ونتمنى ان نتمكن من استضافة هذه البطولة خلال السنوات القادمة . وللنساء نصيب : ولم يقتصر حضور الجماهير على الشباب فقط، بل تكتظ المدرجات بالمشجعات اللواتي يتوافدن ليملأن المدرجات في تظاهرة رياضية نسائية لم تشهدها دورات الخليج السابقة .وتؤكد أماني سليمان نصير أنها لم تفوت أي مباراة في البطولة أقيمت على ملعب 22 مايو بعدن .. مشيرة إلى أنه ليس هناك فريق محدد تشجعه بل تشجع بحسب المباراة التي ستلعب ولكنها يمانية حتى النخاع . فيما ترى ليلى السيد أن هذا الحضور للنساء في المباريات ليس جديدا أو غريبا .وتقول : المراة اليمنية وتحديدا العدنية معروف عنها أنها رياضية وكان لدينا الكثير من الرياضيات في السابق، وحضورنا الى الملعب في المباريات هو لمساندة منتخبنا اليمني اولا وكذا للاسهام ولو بحضورنا في انجاح هذه الفعالية .
