بقع مظلمة متحركة على سطح المريخ دفعت العلماء لأن يقولوا بأن المياه تتدفق على سطح هذا الكوكب الأحمر ووفقا لتقرير نشرته جريدة النيويورك تايمز الأمريكية أمس الأول، فإن احتمال وجود مياه سائلة سينعش التكهنات بأن المريخ يعج بالكائنات الميكروبية، فوصفة الحياة، على الأقل كما نعرفها، تتطلب وجود المياه السائلة، جزئيات تتكون أساسا من الكربون، ومصدر للطاقة. وتضيف الصحيفة الأمريكية أن هناك وفرة فى الجليد الموجود على سطح المريخ ولكن التفاعلات الكيميائية اللازمة للحياة تتوقف عندما تتجمد المياه. وتظهر الصور عالية الدقة التى تم التقاطها من قبل المسبار «ريكونيسانس اوربيتور» التابع لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) الذى هبط على سطح المريخ عام 2006، أن هناك شرائط تشبه شكل الأصابع تنمو وتتحرك خلال فصل الصيف، وتصل إلى مئات الأمتار قبل أن تتضاءل وتتلاشى فى فصل الشتاء. ووفقا للتقرير نفسه فإن العثور على هذه الشرائط ليس مثل العثور على المياه، التى لم يتمكن المسبار بعد من التقاط ما يؤكد وجودها، ولكن هذا قد يعنى فقط أن كمية المياه المتدفقة قليلة. ويقول فيليب كريستنسن، خبير الجيوفيزياء فى جامعة ولاية أريزونا عضو لجنة (ناسا) التى أعلنت الاكتشاف، «هذا أفضل دليل عندنا حتى اليوم عن وجود مياه سائلة حاليا على المريخ». ويؤكد د.ألفريد ميكوين وزملاؤه فى جامعة أريزونا أن أفضل تفسير يمكن تقديمه لهذه الشرائط هو أنها نتجت عن تدفق مياه مالحة للغاية أسفل المنحدرات. والأملاح، التى تم اكتشافها فى جميع أنحاء المريخ، تسمح للمياه أن تبقى سائلة فى درجات حرارة أكثر برودة مقارنة بالماء النقى. وكانت ناسا قد اكتشفت لأول مرة أدلة على وجود مياه على سطح المريخ قبل أكثر من عقد، ولكن المؤشرات السابقة دلت على أنها متجمدة فى أغلبها ومتمركزة عند القطبين.
