أكد رئيس مجلس الشورى عبد الرحمن محمد علي عثمان أن التوافق الوطني يجب أن يكون العنوان الأبرز للمرحلة الثانية من الفترة الانتقالية التي تنتهي في 2014. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الشورى في أولى جلسات الاجتماع الأول من دورة الانعقاد السنوية الأولى للمجلس للعام الجاري 2012، والذي يكرسه لمناقشة تصور بشأن آفاق المرحلة الانتقالية والدور المفترض لمجلس الشورى خلال هذه المرحلة. ودعا رئيس مجلس الشورى إلى توفير الظروف والإجراءات الضرورية، مقترنة بالإرادة المخلصة والنوايا الصادقة من الجميع، للإبقاء، ولو على الحد الأدنى، من التوافق الوطني، الضامن لعقد وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيفضي إلى تصورٍ وطنيٍ جامعٍ لطبيعة وشكل النظام السياسي لليمن عام 2014. وقال "إن التصور الذي يناقشه المجلس، قد حاول جاهداً أن يحدد معالم الطريق الذي يتعين أن يسلكه المجلس خلال المرحلة الانتقالية، استناداً إلى صلاحياته الدستورية"..مؤكداً عزم المجلس الإسهام على المستويين الاعتباري كمؤسسة دستورية، أو الشخصي أي من خلال دور أعضائه في التهيئة لعقد المؤتمر الحوار الوطني، وإثراء مناقشاته وإنضاج مخرجاته، ومساندة رئيس الجمهورية، وحكومة الوفاق الوطني في هذه المرحلة، والإسهام بالرأي والمشورة فيما يعزز التوجهات السديدة والمخلصة لهما، ويعينهما على تحقيق المصالح العليا للشعب والوطن. وأوضح أن رؤية أعضاء المجلس لهذا الدور لا تنفصل عن طموحهم الكبير نحو تطوير المؤسسة التشريعية، وتعزيز مبدأ الثنائية البرلمانية، والحرص على اعتبار هذا الاستحقاق أحد الأهداف الأساسية للإصلاحات الدستورية التي سيقف أمامها مؤتمر الحوار الوطني. ووصف رئيس المجلس اتفاق التسوية السياسية الذي توصل إليه اليمنيون بالإنجاز التاريخي الذي يضاف إلى الإنجازات الاستثنائية العظيمة التي حققوها، وفي مقدمتها إعادة تحقيق الوحدة، وتأسيس النظام الديمقراطي التعددي. وقال" إن اليمنيين يقطفون اليوم ثمار التسوية التاريخية، المعبر عنها بالانتقال السلمي للسلطة، تأسيساً على المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن رقم(2014) بشأن اليمن، وبدعمٍ مقدرٍ ومشكورٍ من أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي والخيرين في العالم". وأضاف "إنه وفي إطار هذه التسوية تم إنجازُ الاستحقاق الأبرز للمرحلة الأولى من الفترة الانتقالية، متمثلاً في تنظيم انتخاباتٍ رئاسيةٍ مبكرةٍ، نال بموجبها مرشح التوافق الوطني الأخ الرئيس عبد ربه منصور ثقة شعبه، وحصل على تفويض شعبي واسع لإدارة المرحلة الانتقالية، باعتباره رمزاً للتوافق الوطني". واعتبر ان الفترة الاستثنائية التي يمر بها الوطن تستدعي أكثر ما تستدعي دور حكماء الوطن وخبرتهم ورؤيتهم الثاقبة لمجريات الأحداث والتطورات التي أثرت تأثيراً حاداً ولا تزال في حياة الناس ومعيشتهم وخلقت وضعاً صعباً على كافة المستويات. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى ما تمثله دورة الانعقاد السنوية الأولى للمجلس، التي قال إنها تكتسب أهميتها من كونها تأتي إثر الأحداث العاصفة التي شهدها اليمن، وعاصمته صنعاء على وجه الخصوص، خلال العام المنصرم، حيث كان مقر المجلس، شأن عدد من المقار الرسمية الأخرى، مسرحاً للمواجهات المسلحة، التي ألحقت به أضراراً بالغةً، أخرجته عن نطاق الجاهزية، ووجد معها أعضاء المجلس صعوبةً، في استئناف عملهم داخل مقر المجلس حتى هذه اللحظة. هذا وقد استمع أعضاء مجلس الشورى إلى عرض للتصور الذي أعدته لجنة من أعضاء المجلس والذي قرأه أعضاء المجلس: علي عبد الله السلال، علي لطف الثور، سعيد عبد الله يافعي، أحمد محمد الاصبحي، فضل أبو غانم. وسيعقد المجلس جلسته الثانية في إطار هذا الاجتماع، يوم غد الاثنين بمشيئة الله تعالى لمناقشة التصور. وكان المجلس قد استهل الجلسة بقراءة الفاتحة على روح فقيد المجلس عبد الرحمن حُميد عضو مجلس الشورى رحمه الله، ثم استمع إلى قراءة لمحضر جلسته السابقة وأقره. حضر الجلسة وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور رشاد الرصاص. سبأ
