قال الرئيس الجنوبي السابق "علي ناصر محمد ان الوحدة التي وقعت بين شمال اليمن وجنوبه في العام 1990 تحولت من حلم جمﯾل إلى كابوس مفزع وإلى قتل واحتراب وانقسام وتشظ وكراهﯾة وفساد» مطالبا بتشكيل لجنة مهمتها التحقﯾق في الجرﯾمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعﯾن علﯾها عام 1990. وفي حوار مع صحيفة الشرق الاوسط اللندنية دعا الرئﯾس الﯾمني الجنوبي اﻷسبق، علي ناصر محمد، الرئﯾس السابق علي عبد ﷲ صالح إلى إفساح المجال للرئﯾس الحالي، عبد ربه منصور هادي لﯾمارس صﻼحﯾاته دون تدخﻼت مطالبا صالح أن ﯾغادر الﯾمن لفترة مؤقتة ولﯾرتاح بعد سني حكمه الطوﯾلة التي امتدت ﻷكثر من 3 عقود. وقال ناصر، في تصرﯾحات خاصة ل«الشرق اﻷوسط» إنه ﯾنظر إلى التسوﯾة السﯾاسﯾة الجارﯾة في الﯾمن في ضوء المبادرة الخلﯾجﯾة ب«تفاؤل حذر وارتﯾاب»، ﻷنها «تسﯾر إما نحو تطور إﯾجابي بما ﯾخدم التسوﯾة وإما أن تتحرك في الخط المعاكس بما ﯾنذر بفشلها أو انهﯾارها»، وأعرب عن اعتقاده أن اﻷزمة السﯾاسﯾة في الﯾمن «تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد الﯾمني والوحدة الوطنﯾة». وقال:«كلنا نعرف أن المبادرة الخلﯾجﯾة لم تتحدث عن الثورة وﻻ عن القضﯾة الجنوبﯾة بل ركزت على اﻷزمة ونقل السلطة ولذلك قامت التسوﯾة السﯾاسﯾة بﯾن فرﯾقﯾن وقعا علﯾها وكنا نأمل أن تشمل التسوﯾة كافة الطﯾف السﯾاسي الﯾمني وأن ﯾكون الشباب الرقم اﻷبرز فﯾها». ولمح ناصر إلى أن ما ﯾجري في الﯾمن هو أقرب إلى «نظام المحاصصة»، وقال: إن «استبعاد القوى المؤثرة كان له دور كبﯾر في خلق جو من المحاصصة والتقاسم غﯾر المفﯾد وإن هذا ﯾفسر المواجهات المتنقلة سﯾاسﯾا ومﯾدانﯾا بﯾن بعض القوى». وحول اﻻغتﯾاﻻت التي تعرض لها عدد من المسؤولﯾن الﯾمنﯾﯾن ومحاوﻻت اﻻغتﯾال الفاشلة، اعتبر ناصر أنها تعد «مؤشرا خطﯾرا» وأن «ما جرى من محاوﻻت ﻻغتﯾال لكل من الدكتور ﯾاسﯾن سعﯾد نعمان، أمﯾن عام الحزب اﻻشتراكي واللواء محمد ناصر أحمد، وزﯾر الدفاع، والدكتور واعد باذﯾب، وزﯾر النقل وغﯾرهم ﯾستهدف جوهر عملﯾة التغﯾﯾر والدولة المدنﯾة». ودعا الرئﯾس الﯾمني الجنوبي اﻷسبق إلى تشكﯾل لجنة محاﯾدة من اﻷكادﯾمﯾﯾن والمستقلﯾن، الذﯾن لﯾس لهم عﻼقة باﻷحداث السابقة، للتحقﯾق فﯾما جرى من صراعات منذ قﯾام ثورتي الﯾمن، شماﻻ وجنوبا، مطلع عقد الستﯾنات من القرن الماضي. وأكد ل«الشرق اﻷوسط» أن هناك من ﯾرفض الحصانة خاصة في صفوف شباب الثورة والحوثﯾﯾن والحراك الجنوبي وكذلك قوى أخرى لم تنخرط في إطار المبادرة الخلﯾجﯾة، ومن الغرﯾب والمؤسف أن من حصل على هذه الحصانة فوق إرادة الثورة والشعب (صالح)، ﯾتحدث في مؤخرا عن أحداث 1986. اﻹجرامﯾة على حد وصفه، وذلك، في المحصلة، ﯾمس أطرافا وقﯾادات كانت معنا ومعه وبﯾنهم رئﯾس الجمهورﯾة الحالي وغﯾره من القﯾادات السابقة العسكرﯾة والمدنﯾة التي كانت محسوبة على ما كان ﯾسمى (الزمرة). وقال ناصر ل«الشرق اﻷوسط» إن اﻷهم هو «التحقﯾق في الجرﯾمة الكبرى التي ارتكبت بحق الوحدة من قبل الموقعﯾن علﯾها عام 1990. والتي تحولت من حلم جمﯾل إلى كابوس مفزع وإلى قتل واحتراب وانقسام وتشظ وكراهﯾة وفساد»، وﯾرى الرئﯾس ناصر أن ما ﯾجري في الﯾمن هو «ازدواجﯾة في السلطة»، وأن من «الواضح والطبﯾعي ﻷي مراقب للمشهد أنه، في السابق، تركزت السلطة بﯾد رئﯾس واحد وخرج الناس لتغﯾﯾره ولﯾس لتبدﯾله بأكثر من رئﯾس وأكثر من جﯾش وأكثر من جماعة مسلحة وأكثر من فضائﯾة ناطقة باسم كل جهة، وحتى أكثر من فرع لتنظﯾم القاعدة». وأعرب ناصر عن اعتقاده أن المطلوب أن ﯾمارس الرئﯾس هادي «كافة صﻼحﯾاته وفقا للدستور»، لكنه ﯾرى أن المشكل الرئﯾسي هو «تعدد المرجعﯾات، فالمبادرة الخلﯾجﯾة باتت مرجعﯾة ﯾستند الرئﯾس في قراراته علﯾها وهذا أمر ﯾعزز نوعا من الخلل البنﯾوي في وضع التسوﯾة السﯾاسﯾة الراهنة»، وتقدم بنصح من جانبه ﯾدعو إلى «التوصل لمعالجة موضوعﯾة لهذا الخلل ومن جانب آخر أنصح اﻷخ الرئﯾس (السابق) علي عبد ﷲ صالح أن ﯾساعد الرئﯾس هادي الذي كان نائبا له في السلطة والحزب الحاكم من خﻼل التخلي عن اﻻزدواجﯾة وفسح المجال له لﯾمارس صﻼحﯾاته كاملة، وأن ﯾرتاح (صالح) بعد أن قضى هذه الفترة الطوﯾلة في الحكم، وأن ﯾغادر الﯾمن مؤقتا، فخروجه من السلطة والبﻼد ﻻ ﯾعني نهاﯾة الحﯾاة فقد غادر السلطة والوطن قبله كل من: الرؤساء المشﯾر عبد ﷲ السﻼل والقاضي عبد الرحمن اﻹرﯾاني وعلي ناصر محمد وعادوا إلﯾه مرة أخرى في ظروف مناسبة». وحول الغارات التي تشنها، بﯾن وقت وآخر، طائرات أمﯾركﯾة من دون طﯾار وتستهدف مقاتلﯾن من عناصر تنظﯾم القاعدة واللغط المثار حول اﻷمر بعد تأكﯾد الرئﯾس عبد ربه منصور هادي موافقته الشخصﯾة على تلك الغارات، قال الرئﯾس ناصر، الذي ﯾعﯾش خارج الﯾمن منذ أكثر من عقدﯾن، إن اﻷمر «لم ﯾبدأ في عهد الرئﯾس هادي بل هو امتداد لما كان ﯾحدث في عهد الرئﯾس صالح بحجة مﻼحقة العناصر اﻹرهابﯾة، والذي كان ﯾقول: (اضربوا وﻻ تقولوا إننا وافقنا على الضرب)، أما الرئﯾس هادي فقد قال: (إنه ﯾصادق شخصيا على كل ضربة وطلعة ) وانا لا اتفق مع الأول ولا مع الأخير.