كانت أسرة بجاش الأغبري وهو أحد أبناء محافظة لحج تملك كل شيء: منزلا وسيارة وراتبا حينما كان مستشارا لوزير الدفاع مع تحقيق الوحدة اليمنية هيثم قاسم، أتت حرب صيف 94م ودمرت كل شيء معها ، كان وأسرته أحد ضحايا تلك الحرب والأحقاد التي لم تنته حتى اليوم. أصبحت لا تملك شيئاً سوى عزة نفس وإباء منعاها من مد يدها للناس رغم ظروفها الصعبة، سلب منها منزلها وقطع راتب معيلها بل وانتزع من بينها ليرمى في غياهب السجون المظلمة متنقلا إجباريا في السجون من المهرة إلى صنعاء. أكثر من خمس عشرة سنة مرت منذ سجن بجاش الأغبري هي عمر طفله معاذ الذي كان لايزال جنينا في بطن أمه حين اخذ والده إلى السجن. وعد ومعاذ حرما من أبيهما ولم يرياه إلا من خلف قضبان السجن، كم هي عظيمة ذه الأسرة رغم ماتكابد وماتقاسيه من ألم ومعاناة وحرمان الا أنها صامدة وصابرة وشامخة ماعيل صبرها طيلة هذه السنوات وهي تنتظر أطلاق سراحه بفخر ويحق لها ان تفخر به وهو أحد الأبطال الذين قاتلوا بجانب اخوتهم في الجنوباللبناني. قيل ان هناك وساطة من احد اعضاء مجلس النواب لدى رئيس الجمهورية لكن الرئيس رفض وبشدة إطلاق سراحه قائلا ان سجن 20 عاما قليل بحق بجاش، هذا ماقيل وان كان صحيحا فأين صاحب القلب الرحيم المتسامح؟ أين هو من معاناة ام بلغت من العمر عتيا تمر السنوات ودموعها لم تتوقف، وزوجة ،وطفلين يكبران ويكبر ألمهما وتكبر معاناتهما.. يكبر الالم والشعور بالظلم والحيف الذي حاق بهما وبأبيهما. اين التسامح؟ إنه وعد الرجال ياسيادة الرئيس ذلك الذي قطعته للاسير المحرر من سجون الاحتلال الصهيوني سمير القنطار بإطلاق سراحه! سيادة الرئيس: لو رأيت مشهدا واحدا من مشاهد المعاناة اليومية لهذه الأسرة لما تركت الأغبري في السجن يوما إضافيا واحداً. من اجل أولاده وزوجته، من اجل والدته أطلق سراحه، يكفيه خمسة عشر عاما ضاعت من عمره وعمر أسرته! واليوم، الجنوبيون يتساءلون: أهذه هي الوحدة التي حلموا وتغنوا بها؟ وحدة زجت بهم في المعتقلات والسجون وطردتهم من وظائفهم وشردتهم؟ ولم بجاش مستثنى من كل عفو؟ اليوم يطلق سراح تجار مخدرات وقتلة وقطاع طرق ومجرمين وتخفف عنهم الأحكام بينما بجاش باقٍ في سجنه ظلما! ان كان لابد من سجن احد فالسجن للعابثين بالوطن وبأرواح الناس، من ينهبونهم ويسلبونهم حقوقهم.. من ينتهكون الحرمات. أما الحرية فهي حق لبجاش الأغبري ولأسرته فهلا أعدته إليهم. من حق وعد ومعاذ العيش في كنف أبيهما، ليس لهما أحد سواه فكيف تحرمونهما، منه وتحرمونه من ولديه؟ كيف تحرمون ام من فلذة كبدها دون ذنب يستحق كل هذا العقاب! كيف يصبح بجاش من مقاتل في جنوبلبنان الى سجين بين قطاع الطرق والمجرمين؟ ألم يحن الوقت لطي صفحة الماضي الأليم! ألم يحن الوقت لهذه الاسرةان تسعد بالافراج عنه؟ الى متى هذا الضيم ياسيادة الرئيس؟ الى متى يحرم وعد ومعاذ من ابيهما؟ إلى متى تعيش عائلته البؤس والفقر والحرمان وهم كانوا في عز حتى 94م ؟ هلا أطلقت بجاش وأعدته الى أسرته؟ هلا وفيت بوعد قطعته بإطلاقه؟