كتبت سامية الاغبري - أصدر الرئيس توجيهات بالإفراج عن السجناء على ذمة الحراك الجنوبي وحرب صعدة عفى عن الحق العام ورغم انه و حتى الآن لم تنفذ تلك التوجيهات ولكن أيضا هناك من لازالوا يحاكمون وهناك حق عام صدر فيه إعدام وهناك سجناء منذ سنوات طويلة كيف تغلق الملفات وهؤلاء لازالوا سجناء والبعض يحاكم, منهم على سبيل المثال المتهمون بالتخابر مع إيران (لالجي ووليد شرف الدين ورفاقه ) وهناك بجاش الاغبري والمرقشي الذي يفترض أن يغلق ملفه مع إغلاق ملف صحيفة الأيام . وهناك الشاب المتهم بالتخابر مع إسرائيل بسام الحيدري وهو شاب في ال (27) من عمره, وهو الأب لطفلين والشقيق الأكبر لتسعة إخوة والمعيل الوحيد لأسرته حيث لايزال إخوته في المدارس، ووالده خارج البلد منذ أربع سنوات. يعمل سائق تاكسي ليعيل أسرته الكبيرة. رمت الأقدار بهذا الشاب إلى حيث هو الآن قابع في السجن المركزي. في خطاب له العام الماضي كشف رئيس الجمهورية عن إلقاء القبض على مجموعة جهادية تعمل لصالح إسرائيل. "لنضع خطاً تحت جهادية" لا اعرف كيف منظمة جهادية وتتخابر مع إسرائيل ! حين تفتح موقع الحكومة الإسرائيلية تجد على يمينك "هل ترغب في نقل رسالة إلى رئيس الوزراء؟" عبث أو بالأصح طيش شاب جعله يقوم بالتجربة التي قادته إلى حبل المشنقة، مزحة كما قال في رسالته الموجهة إلى رئيس الجمهورية يدفع حياته ثمنا - لها. بعث برسالة إلى بريد رئيس الحكومة الإسرائيلية ويمكن لأي شخص أن يفتح موقع الحكومة الإسرائيلية ويرسل رسالة ويأتيه الرد آلياً وهو ما حدث مع بسام، وكما الكثير يضعون عبارات للرد على الرسائل التي تصلهم عبر الايميل. ذهبت إلى أسرته وجدتها أسرة بسيطة متواضعة , تسعة إخوة لبسام خمسة منهم صم وبكم , وطفليه أرغد ست سنوات ولمى عام واحد ووالدته وزوجته جميعهم هو معيلهم. والدته التي استقبلتنا بابتسامة حاولت تخفي وراءها حزن كبير وعينين كادت دموعهما تنهمر, ووارت الدمعة , هذه الأم مصابة بجلطة وطريحة الفراش تروي لنا كيف تلقت خبر إلقاء القبض الى فلذة كبدها الأكبر وكيف تلقت خبر الحكم بإعدامه؟ تقول منذ أن تزوج بسام منذ 2004م وهو يعيش في بيت مستقل مع زوجته , يأتي في رمضان يفطر معنا , هذا العام أيضا كان يأتي يوميا , أواخر رمضان يومان لم يأت فاستغربت عدم مجيئه ولكني أرجعت سبب غيابه الى انشغاله , ذهبت وإخوته الى عدن ككل عام , ونحن في عدن أتانا اتصال يخبرنا بأن بسام في سجن مكافحة الإرهاب بالبحث الجنائي بصنعاء , صعقت للخبر كثير من الأسئلة دارت حينها في راسي لما يسجن بسام وما جريمته ولما في قسم مكافحة الإرهاب ؟ كان بسام قد استدعي الى البحث الجنائي ومن ثم زج به في السجن هناك, في البدء اتهم بمحاولة تفجير السفارة الأمريكية ومن ثم استبدلت التهمة الى التخابر مع إسرائيل جريمة لم يصدقها أحد. ظل بسام الحيدري في قسم مكافحة الإرهاب بالبحث الجنائي مايقارب الشهرين ثم أحيل الى النيابة الجزائية المتخصصة (امن الدولة) ومنها إلى المحكمة.صدر الحكم – جاءها الخبر سقطت على الأرض مغميا عليها وظلت طريحة الفراش تبكى وتصرخ لعشرة أيام لم تقوى على النهوض , كيف لها أن تفقد فلذة كبدها هكذا بغمضة عين ودون سبب ؟ بكت , وكانت متأملة في الاستئناف التي بدورها أيدت الحكم الابتدائي ومن وقتها وحتى اليوم وهي طريحة الفراش ودموعها لا تتوقف. صفاء ومروة توأم في التاسعة من عمرهما، دعاء 16 عاما,غسان23 عاما، على 14 عاما خمسة أبناء لهذه الأم صم وبكم وسادس في السجن، لاتنام، وكلما خطر ببالها إنها ستفقد بسام تفقد أعصابها وتنهار. وكأن معاناة هذه الأم لا تكفيها زادها استفزاز بعض جيرانهم لهم والسخرية منهم، لم تسلم هي ولا أبناؤها من أذى ومضايقة البعض وكل يوم يوجه لهم سؤال متى يعدم بسام؟ دون مراعاة لمشاعر أم يمزقها الم مجرد التفكير أن ولدها سيعدم, وتخيلوا موقف أم يتكرر على مسمعها هذا السؤال, بصبر تتحمل الأسرة اتهامات واستفزاز وسخرية البعض من جيرانهم . في إحدى المرات رأت جارة سيارة فارهة في الحارة ووجهت سؤالها الى والدة بسام" يقال إن هذه السيارة بملايين الريالات هل هي لم؟" وأخرى تقول لشقيقته "الاثنين سنأتي لتعزيتكم" في إشارة إلى تنفيذ حكم الإعدام بحق بسام. والدته وشقيقاته وأشقاؤه وزوجته وكل أفراد أسرته ناشدوا رئيس الجمهورية العفو عنه وإطلاقه. سيادة الرئيس أي معلومات خطيرة تلك التي بحوزة بسام حتى يعمل لصالح إسرائيل؟ بسام شاب بسيط قاده الظلم والغدر إلى حبل المشنقة، حوكم وحكم ظلما ولا يجوز إزهاق روح شابه بسبب مزحة - فهلا عفوت عنه ؟ الم يحن الوقت لان تعاد لهذه الأسرة فرحتها إعادة الفرح لهذه الأسرة؟ سيادة الرئيس انه حق عام هلا عفوت عن الحيدري لأجل أم طريحة الفراش تبكيه ليلا ونهارا وطفلين ما فتئا يسألان عن أبيهما المغيب في السجن. من اجل أسرته الكبيرة من أجل والدته المريضة وطفليه وأشقائه، أعده إليهم.