كشفت يومية صحيفة الشارع اليمنية المستقلة عن آخر تفاصيل اخطر تمرد عسكري يواجهه الرئيس عبدربه منصور هادي منذ تولية الحكم في انتخابات فبراير العام الماضي لقيادة التحول بمقتضى التسوية الخليجية الموقعة بين الاطراف السياسية لانهاء الصراع ، وهو التمرد الموصوف منذ أسابيع بالمقوض للاستقرار في اليمن ومسار تنفيذ التسوية السياسية والمتفاقم ميدانيا بقيادة اللواء الاخواني المثير للجدل علي محسن الأحمر الذي تزعم تمرد وانشقاق عسكري ضد نظام الرئيس السابق، والساعي راهنا للهيمنة على الجيش وبنفوذ مضاعف كحاكم عسكري للبلاد. ونقلت الصحيفة في تقرير لها يوم الخميس عن مصدر سياسي رفيع القول أن اللواء علي محسن -المتمرد على تنفيذ قرارات الرئيس هادي الأخيرة الممهدة لهيكلة الجيش متحديا بتحركات عسكرية تهديدية ميدانية واشتراطات ابتزاز تقاسمية للنفوذ والتعيينات بالجيش - " رفض عقد لقاء رباعي سري غير معلن مع رئيس الجمهورية ، والسفير الامريكي في اليمن جيرالد فيرستاين ، والمبعوث الاممي جمال بن عمر ، لمناقشة اسباب رفضه تنفيذ القرارات التي اصدرها هادي في 19 ديسمبر الماضي بشان اعادة هيكلة الجيش". وأوضح المصدر أن بن عمر اتصل قبل مغرب أمس الأول الأربعاء بعلي محس الأحمر وابلغه برغبته عقد اللقاء الرباعي معه ، غير أن علي محسن الاحمر اعتذر عن اللقاء وابلغ بن عمر أن "الحل في يد هادي". ورغم رفض علي محسن ، توقع المصدر ان يتم عقد اللقاء خلال الأيام القادمة ، وأضاف بالقول" الرئيس هادي ، والسفير الأمريكي ، وبن عمر ، في موقف صعب لان علي محسن الأحمر يستقوي بالإخوان المسلمين ، وبالسعودية ، وقطر ، في حين هادي والأمريكيون لا يريدون أن يصل الأمر إلى الصدام مع حزب التجمع اليمني للاصلاح –الإخوان- الذي يصر على دعم تمرد علي محسن وإبقائه في موقعه العسكري السابق". وبحسب إفادة ذات مصدر الصحيفة فان بن عمر يبذل جهودا منذ وصوله اليمن في جولته الجديدة ، مع اللواء الاحمر ، غير أن الأخير يرفض تنفيذ القرارات العسكرية ، كما يهدد والجناح المؤيد له بفوضى داخلية كنوع من الضغط على الرئيس هادي. وقال "يريد الرئيس هادي إصدار بقية القرارات العسكرية ، لكنه عاجز عن ذلك ، وهو يدرس الان مع بن عمر والسفير الأمريكي كيفية تجاوز هذه الأزمة ". الصحيفة نقلت أيضا عن مصدر عسكري رفيع تأكيد أن اللواء علي محسن الاحمر يصر على عدد من الشروط العسكرية ، طرحها على هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة ، مقابل موافقته على القرارات العسكرية الخاصة باعادة هيكلة الجيش التي قضت بإلغاء كيان قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجل الرئيس السابق العميد الركن احمد علي عبدالله صالح ، والفرقة الاولى التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر ، وبموجبها أصبحت القوات المسلحة مقسمة الى أربعة تشكيلات لائيسية هي سلاح البر وسلاح البحر وسلاح الجو وحرس الحدود، فضلا عن تقسيم المنطقة الشمالية الغربية التي يقودها الأحمر إلى منطقتين عسكريتين، بجانب المناطق العسكرية السابقة في البلاد". وطبقا لذات المصدر العسكري الذي قالت الصحيفة انه طلب عدم ذكر اسمه ، فان اللواء المتمرد علي محسن يصر على تعيين نجل الشيخ عبدالله الاحمر "هشام" في قيادة اللواء 314 مدرع –حماية رئاسية " تقديرا لدوره خلال الثورة " ، غير أن وزير الدفاع يرفض ذلك بشدة ، كما يصر اللواء علي محسن الاحمر –طبقا للمصدر- على شرط تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية ، على ان يتولى هو تعيين قائدي المنطقتين الغربية والمركزية ، مؤكدا أن محسن يرفض تعيين نجل الرئيس السابق في قيادة المنطقة المركزية ، واقترح تعيينه في قيادة المنطقة العسكرية المختصة بحضرموت الوداي. مصدر سياسي بدوره نفى لذات الصحيفة " أن يكون الرئيس هادي في موقف ضعيف " ، وأضاف " أن القرارات العسكرية جاهزة وسيتم حسم تمرد علي محسن الاحمر في اجتماع وفد مجلس الامن المرتقب ، والمتوقع انعقاده في صنعاء الاسبوع المقبل"، كما توقع أن تطالب الولاياتالمتحدةالامريكية من السعودية وقطر اقناع علي محسن بتنفيذ قرارات الرئيس هادي ، مشيرا إلى ان "هذا هو الطريق السهل امام الولاياتالمتحدة والرئيس هادي". من جانبه تحدث تقرير صحيفة الشارع ونقلا مصدر عسكري ثاني ، عن ان العميد الركن احمد علي عبدالله صالح يرفض دخول قيادة الحرس الجمهوري في معسكر 48 بالعاصمة للعمل في قيادة بقية معسكرات قوات الحرس الجمهوري التي لم يشملها حتى الان قرارات اعادة الهيكلة ، وقال المصدر " الرئيس هادي طلب من العميد احمد علي أن يعود للعمل في معسكر 48 لقيادة بقية معسكرات الحرس التي لم تشملها الهيكلة حتى اليوم ، لكن العميد احمد اعتذر بمبرر انه لم يعد له صفة اعتبارية او قانونية بعد صدور قرارات الرئيس الأخيرة القضية بحل الحرس الجمهوري". واكد المصدر ان بقية معسكرات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري تعيش وضعا صعبا ، وتمر بمرحلة حرجة ، حيث تعيش حالة من الفوضى . وأضاف " بقية معسكرات الحرس تسير على الهاوية في ظل وجود مخططات للسيطرة على عدد منهم من قبل علي محسن الاحمر عبر تمردات عدد من الضباط والجنود كما حصل بعد ايام من قرارات الرئيس هادي بشان الهيكلة في لواء العمالقة محافظة عمران ، واللواء 30 بمحافظة أب ".