شارك مئات الالاف في تشييع جنازة المعارض التونسي شكري بلعيد الذي اغتيل الاربعاء، مرددين شعارات ضد سلطة الاسلاميين في تونس التي شهدت مواجهات بالرغم من انتشار الامن والجيش بكثافة. جاء ذلك فيما اعلن حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية، وامين عام حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، الجمعة، تمسكه بتشكيل حكومة تكنوقراط، رغم رفض حزبه، وانه لن يذهب الى المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) للحصول منه على 'تزكية' لهذه الحكومة. ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن الجبالي قوله 'أنا متمسك بقراري بخصوص تشكيل حكومة تكنوقراط، ولن أذهب الى التأسيسي لتزكيتها، وتركيبة هذه الحكومة جاهزة تقريبا'. ولفت الى انه 'لم يستشر' عند اتخاذ هذا الموقف 'لا احزابا حاكمة ولا معارضة، بل ضميري ومسؤوليتي امام الله والشعب'. وقال ان الحكومة ستكون 'مصغرة' وستتشكل من 'ابرز ما لدينا من كفاءات، وفي كل الوزارات السيادية وغيرها، تعمل على الخروج من هذه الوضعية'. وفيما قالت وزارة الداخلية التونسية لوكالة فرانس برس ان نحو 40 الف شخص شاركوا في تشييع جنازة بلعيد (48 عاما)، قالت مصادر اعلامية ان مليون ونصف مليون شخص، شاركوا في تشييع بلعيد إلى مثواه الأخير، حيث دفن في مقبرة الجلاز بالعاصمة تونس. وتحولت الجنازة الى تظاهرة ضد حزب النهضة الاسلامي الذي وجهت اليه اصابع الاتهام في هذه الجريمة التي لا سابق لها في تاريخ تونس المستقلة ويتحمل مسؤولية الأزمة الامنية والسياسية التي تغرق فيها البلاد منذ اشهر. وووري جثمان المعارض اليساري الثرى نحو الساعة 16,00 (15,00 تغ) وسط تكبير المشيعين الذين انشدوا ايضا النشيد الوطني التونسي وتلوا على روحه الفاتحة. وطالب تونسيون، رئيس أركان الجيش رشيد عمار بالتدخل لحماية الثورة والثوار. وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية 'د.ب.أ' ظهر الجمعة أن بعض المشيعين رددوا هتافات مناهضة للحكومة ولحركة النهضة، وتحديدا رئيسها راشد الغنوشي. وطالب المشيعون الجنرال عمار بحماية الثورة كما وعد بذلك من قبل. وقال أمير الزرقاني احد المحتجين المنتظرين امام المقبرة 'نطالب بكشف الحقيقة عن مقتل بلعيد.. لم نعد نصبر على الحكومة وعليها الرحيل وعلى رشيد عمار ان يفي بوعده لحماية الثورة والثوار'. وألغيت الجمعة كل الرحلات الجوية من وإلى تونس بسبب الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في يوم تشييع المعارض البارز شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص الاربعاء الماضي امام منزله في العاصمة تونس. وقال مسؤول بمصلحة الاعلام في المطار لفرانس برس 'تم الغاء كل الرحلات الجوية من والى تونس كامل يوم الجمعة'. ودفن الجثمان في مربع الشهداء في مقبرة الزلاج بالمدخل الجنوبي للعاصمة التونسية. والقى حمة الهمامي زعيم حزب العمال التونسي والجبهة الشعبية (تحالف احزاب يسارية وبعثية بينها حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد الذي كان بلعيد امينه العام)، في الجموع الخاشعة كلمة قصيرة لتأبين المعارض الراحل، قال فيها بالخصوص 'دمك لن يذهب هدرا، انت لم تمت، ستبقى حيا فينا، ونحن لن نخون ولن نتراجع ولن نتخاذل'. وسجلت اضطرابات على هامش الموكب الجنائزي حيث احرق 'منحرفون' قدموا من احياء قريبة من المقبرة بعض السيارات واعتدوا على مدنيين والقوا حجارة على شرطيين التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع مقابل المقبرة. وفي شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة طارد عناصر الشرطة بالهراوات والغاز المسيل للدموع عشرات المتظاهرين الشبان المناهضين للسلطة كانوا يهتفون 'ديغاج' (ارحل) الشعار الشهير لثورة 'الحرية والكرامة' بتونس في كانون الثاني/يناير 2011. وقال خالد طروش المتحدث باسم وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس انه تم 'توقيف 132 من مثيري الشغب' مشيرا الى ان التظاهرات في كامل البلاد جرت 'عموما' بدون مشاكل كبيرة. ولمناسبة تشييع جنازة شكري بلعيد الذي اغتيل صباح الاربعاء امام منزله بالعاصمة، شل اضراب عام دعت اليه احزاب معارضة والاتحاد العام التونسي للشغل (مركزية نقابية)، الحركة في البلاد. وكان بلعيد معارضا شرسا للاسلاميين وكان يتولى منصب امين عام حزب الوطنيين الديمقراطيين. ولم تعلن حتى الان اي معلومات بشأن منفذي ومدبري اغتياله. ومن الشعارات التي ترددت الجمعة عند مدخل مقبرة الزلاج 'الشعب يريد اسقاط النظام' و 'الشعب يريد ثورة من جديد' قبل ترديد شعارات مناهضة لرئيس حزب النهضة راشد الغنوشي مثل 'غنوشي يا سفاح يا قاتل الارواح' و'غنوشي احمل كلابك وارحل'. وحلقت مروحيات للجيش في سماء العاصمة حيث انتشرت عربات عسكرية في شارع الحبيب بورقيبة حيث سجلت صدامات في الايام الاخيرة قتل فيها شرطي. ودخل شرطي آخر في حالة غيبوبة الجمعة بعد تعرضه للضرب بأيدي متظاهرين ليل الخميس الجمعة في قفصة (جنوب غربي). وتظاهر في هذه المدن وغيرها مئات الاشخاص وهم يهتفون 'قتلة' و'شكري ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح'. وسجلت لفترة قصيرة صدامات في قفصة بين شرطيين ومتظاهرين.