يواجه رئيس الوزراء المصري اتهامات بعدم إلمامه بجوهر الازمة في البلاد خلال الظروف التي تواجهها حاليا بعد تصريحات نقلها عنه التلفزيون والقى فيها باللوم في مرض الاطفال على الامهات اللائي لا يغسلن الثدي قبل ارضاع الصغار. وكان هشام قنديل - الذي كان وزيرا للري ويعتبر على نطاق واسع من التكنوقراط ومنقطع الصلة عن الواقع - يتحدث خلال اجتماع مع صحفيين على شاشة التلفزيون الحكومي هذا الاسبوع عندما حول كلامه إلى الحديث عن مآسي الحياة في ريف مصر. وقال انه خلال عمله زار ريف مصر وقال ان هناك قرى في مصر في القرن الحادي والعشرين "العيل بيجيله إسهال لأن أمه بترضعه من غير ما تنضف صدرها". وحكى عن زيارة قام بها إلى محافظة بني سويف إلى الجنوب من القاهرة عام 2004 حيث تحدث عن ظروف مأساوية يعيشها سكان القرى. وقال "ولا يوجد مياه ولا يوجد صرف صحى والرجال بيروحوا الجامع والستات بيروحوا الغيطان وبيغتصبوا". وبدا انه كان يرد على شكاوى بشأن سلسلة من الاعتداءات والتحرش الجنسي بناشطات سياسيات في القاهرة خلال الاسابيع الاخيرة ومشيرا إلى قضية رجل ظهر في لقطات فيديو بينما كانت الشرطة تضربه وتجره على الارض وتعريه من ملابسه. وقال "موضوع حمادة (صابر) أؤكد أننى لا أعرف حمادة ولكن بنسبة 99 في المئة هو لا يدفع كهرباء ولا مياه من الأساس". واثارت تصريحات رئيس الوزراء عاصفة من الانتقادات معظمها يعكس حالة الاحتقان السياسي والاقتصادي الذي يخيم على البلاد منذ الانتفاضة التي اندلعت قبل عامين واطاحت بحكم حسني مبارك. وتساءلت دينا عبد الفتاح مذيعة البرامج في قناة التحرير المستقلة عن السبب الذي يدعو رئيس الوزراء إلى الحديث عن هذه الامور بينما مصر في "حالة هياج". وقتل 59 شخصا على الاقل خلال عشرة ايام من الاحتجاجات التي بدأت نهاية الشهر الماضي ضد ما يعتبرها المتظاهرون محاولات من الرئيس الاسلامي محمد مرسي للهيمنة على السلطة إلى جانب الشكاوى الاقتصادية والسياسية الاوسع. وقالت دينا عبد الفتاح في برنامجها "رئيس الوزراء ساب (ترك) القضايا الهامة وتحدث عن الرضاعة والصدر وعندنا شهداء فى الشارع وناس بتتقتل كل يوم وفيه محافظات فى حالة هياج". بينما اجرت قناة النهار التلفزيونية مقابلات مع سكان في بني سويف اعربوا عن غضبهم بسبب تصريحات قنديل. وقال رجل في البرنامج "لا يصح ان يتحدث رئيس وزراء عن هذا الكلام الفارغ عن النساء والناس الكويسة والناس النضيفة ويتجاهل كل المشاكل اللي في الدنيا". ويواجه مرسي منذ انتخابه في يونيو حزيران صعوبات في استعادة الامن وانقاذ الاقتصاد المتهالك. وتواصلت الجمعة المظاهرات التي شارك فيها الالاف في القاهرة ومدن اخرى من بينها طنطا في دلتا النيل وبورسعيد على قناة السويس. وكان منتقدون قد شككوا في حسن اختيار مرسي لقنديل في يوليو تموز قائلين انه من غير الواضح ان كان يملك الخبرة السياسية او الاقتصادية اللازمة للمنصب. وقالت ايمان محمود (61 عاما) ربة المنزل بالقاهرة "بدلا من التصريحات المستفزة عن نساء الريف الفقراء ولومهن بينما يعلم الله انهن يعانين عليه ان يلوم نفسه على فشل حكومته في ايجاد حل مناسب للفقر المتزايد والامية وانعدام الرعاية الصحية في القرى".