تعتزم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إطلاق حملة تبدأ صبيحة الأربعاء، لمواجهة عمليات التجسس مع إسرائيل، في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن تمكن الجناح المسلح لحماس من الكشف عن عملية تجسس كبيرة لأجهزة الأمن الإسرائيلية من خلال صواريخ ليبية مهربة عبر مصر. وقال العقيد محمد لافي المسؤول في جهاز الأمن الداخلي في تصريحات لموقع وزارة الداخلية أن لدى الوزارة نية لإطلاق "الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع العدو 2" صبيحة الأربعاء المقبل. وأشار إلى أن الحملة هذه ستكون "أكثر شمولية وعمقاً وتطوراً في العمل الأمني وستعتمد على نتائج انتصار المقاومة في معركة حجارة السجيل (حرب عامود السحاب)". وسبق وأن أطلقت حكومة حماس في ايار (مايو) من العام 2010 حملة أمنية لمواجهة عمليات التجسس الإسرائيلية، شملت وقتها العفو عن عملاء شرط تسليم أنفسهم. وقال العقيد لافي أن الحملة الجديدة لن يكون التركيز خلالها بشكل واضح على تقدم العملاء للتوبة بعد فتح بابها مجددا، لكنها ستتسع لتشمل كثيراً من الجوانب وفق "خطة واضحة". وتقوم أجهزة امن حماس بإطلاق سراح العملاء بعد تسليم أنفسهم وأخذ المعلومات منهم، في سرية تامة. ولم يكشف العقيد لافي عن المدة الموضوعة لاستمرار الحملة، وقال ان مدتها مرتبطة بقرار وخطة وزارة الداخلية والأمن الوطني. وتعتمد إسرائيل في جمع معلوماتها الأمنية على عدة طرقن من بينها زرع عملاء للتجسس على المقاومة، والنشطاء الفلسطينيين، وسبق وأن نفذت أحكام إعدام بحق عملاء أدينوا بالإبلاغ عن أماكن تواجد نشطاء المقاومة الذين قضوا في عمليات اغتيال. واستبعد لافي إمكانية انتهاء هذه الظاهرة بشكل كامل حتى نهاية العام الجاري، وقال "استمرار هذه الظاهرة مرتبط بوجود الاحتلال". وأوضح أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة أعطت جهاز للأمن الداخلي فرصة ل "إعادة ترتيب الأوراق ومعرفة نقاط الضعف والقوة والتعرف أكثر على علاقة المخابرات الإسرائيلية بالعملاء". وكشف النقاب عن تمكن الأمن الداخلي من اعتقال مجموعة من العملاء خلال الحرب الأخيرة ممن شاركوا في التخابر مع الاحتلال وتزويده بالمعلومات. وفي السياق كشفت مصادر مطلعة من منطقة سيناء المصرية تحدثت لصحيفة "اليوم السابع" المصرية أن حركة حماس في قطاع غزة، رفضت استلام دفعة صواريخ كانت مهربة إليها من ليبيا عبر صحراء سيناء، بعد أن تبين أنها تحتوي على أجهزة تجسس ومراقبة تمكن إسرائيل من تحديد مواقع الصواريخ والمتعاملين معها. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من عصابات تهريب الأسلحة بسيناء أن 28 صاروخا بعيد المدى تم نقلها خلال الأيام القليلة الماضية من ليبيا عبر طرق صحراوية، حتى وصلت إلى مناطق جبلية بوسط سيناء، وقبيل دخولها إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق وصل إلى سيناء سراً أحد خبراء الصواريخ في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس والذي قام بفحص الصواريخ حيث تمكن من اكتشاف أجهزة تجسس ومراقبة في مكوناتها، لافتاً إلى أنه تم نقل تلك الأجهزة إلى قطاع غزة، وبقيت الصواريخ حيث رفضت حماس استلامها. وتشير المصادر إلى أن حركة حماس أنهت تعاملاتها مع عدد كبير من مهربي الأسلحة بسيناء، بعد أن تبين لها أن الأسلحة المنقولة من ليبيا إلى غزة ربما تكون تسببت في كشف جزء كبير من منظومة تسليح الحركة. وأوضحت المصادر أن زرع أجهزة التجسس في شحنة الصواريخ لا يعرف حتى الآن مصدره، وأعربت عن مخاوفها أن يعقب هذا الحادث حركات "تصفية جسدية" تنال من يعملون في تهريب الأسلحة، إذا ما تبين ضلوعهم في شبكات زرعتها إسرائيل بغرض التجسس على مقاتلي حماس أو من يساعدونهم في مصر وليبيا والسودان. ووفق التقرير فقد ذكر أن تلميحات وصلت تحمل تهديدات من قيادات بارزة في الجناح العسكري لحركة حماس تؤكد أن هذا الحادث "لن يمر دون عقاب من يقفون خلفه". وقام الجناح المسلح لحركة حماس في الفترة الماضية بإدخال صواريخ متطورة إلى قطاع غزة، من بينها صواريخ "فجر 5" الإيرانية، كما تمكن من تطوير أنواع أخرى من الصواريخ أهملها "m75"، واستطاعوا خلال الحرب الأخيرة "عامود السحاب" أن يستهدفوا بتلك الصواريخ لأول مرة مدن تل أبيب، والقدس الغربية، حيث وصل مدى الصواريخ التي أطلقت من غزة لنحو 80 كيلو متر.