تسارعت الاحداث أمس الخميس في اوكرانيا مع ظهور الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش مجددا تحت حماية روسيا وتزايد حدة التوتر في القر، حيث يتمركز اسطول البحر الاسود الروسي، فيما وافق البرلمان أمس على تشكيل الحكومة الجديدة، ووضعت روسيا قواتها في حالة تأهب. وسيطر عشرات المسلحين باكرا صباح أمس الخميس على مقري الحكومة والبرلمان في سيمفروبول في شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية في جنوباوكرانيا ورفعوا فوقهما العلم الروسي مانعين الموظفين من الوصول الى المباني. وردت سلطات كييف الجديدة بحدة على التطورات الجديدة في جنوبي البلاد. واعلن وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية الاوكرانية ارسين افاكوف وضع مجمل قوات الشرطة ومن بينها القوات الخاصة في حال استنفار لتفادي وقوع ‘حمام دم بين السكان المدنيين' و'تطور الوضع الى مواجهات مسلحة'. كما تم فتح تحقيق في عمل ‘ارهابي'. وحذر الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف روسيا من اي محاولة لتحريك اسطولها المتمركز في مدينة سيباستوبول المجاورة. وقال في البرلمان خلال جلسة كان من المقرر اساسا ان تخصص لتثبيت حكومة جديدة ‘اتوجه الى قادة اسطول البحر الاسود: على جميع العسكريين ان يلزموا المواقع المحددة في الاتفاقيات. ان اي تحركات قوات مسلحة سيعتبر عدوانا عسكريا'. وعاد الرئيس السابق الذي توارى تماما عن الانظار منذ اقالته في البرلمان السبت والمطلوب في اوكرانيا بتهمة ارتكاب جرائم ‘قتل جماعي'، الى الظهور الخميس في روسيا ليطلب من موسكو حمايته في وجه ‘المتطرفين'، وقد اعلنت موسكو استجابتها لهذا الطلب، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أنه سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم. وقال يانوكوفيتش في تصريح ‘الى الشعب الاوكراني' ‘ما زلت اعتبر نفسي الرئيس الشرعي للدولة الاوكرانية'. وقال ‘ارى نفسي مرغما على ان اطلب من سلطات روسيا الاتحادية ضمان حمايتي الشخصية في وجه الاعمال التي ينفذها متطرفون' . واستدعت وزارة الخارجية الاوكرانية أيضا القائم بأعمال السفير الروسي في كييف لإجراء مشاورات فورية. وأعلن مسؤول أمريكي الخميس أن الولاياتالمتحدة قلقلة من تحركات القوات الروسية قرب الحدود مع أوكرانيا. وقال لشبكة (سي أن أن) إن واشنطن قلقة من تحركات القوات الروسية غير أنها لا تزال تعتقد أن روسيا لا تعتزم توجيه أوامر لقواتها بدخول أوكرانيا. إلى ذلك، اتهم أرسيني ياتسينيوك رئيس وزراء أوكرانيا الجديد امس الخميس حكومة الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش بتجريد خزائن الدولة من الاموال، وقال ان القروض التي تلقتها وتبلغ 37 مليار دولار اختفت. وقال ياتسينيوك الذي كان يتحدث في البرلمان قبل تعيينه رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية انه في السنوات الثلاث الاخيرة ‘خرج مبلغ 70 مليار دولار من النظام المالي لاوكرانيا الى حسابات في الخارج'. وعرضت الولاياتالمتحدة سعيا لدعم السلطات الاوكرانية الجديدة ان تقدم ضمانة بقيمة مليار دولار في اطار قرض قد تمنحه هيئات مالية دولية لهذا البلد. وهناك إشارات متضاربة من موسكو إذ وضعت طائراتها المقاتلة على طول حدودها الغربية في حالة التأهب القتالية لكنها قالت في وقت سابق انها ستشارك في المناقشات بشأن حزمة مالية من صندوق النقد الدولي لأوكرانيا. وقالت أوكرانيا انها تحتاج 35 مليار دولار على مدى العامين المقبلين لتجنب خطر الإفلاس. وأثار الخوف من التصعيد العسكري قلق الغرب إذ حث الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرسن راسموسن روسيا على عدم القيام بأي تحرك من شأنه ‘تصعيد التوتر أو التسبب في سوء تفاهم'. وقال راسموسن أمس الخميس إن استيلاء مجموعة مسلحة على مقر الحكومة المحلية والبرلمان في القرم أمر ‘خطير وغير مسؤول'. وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إن سيطرة مسلحين على مقر الحكومة في القرم ‘لعبة خطيرة جدا'. وتجاهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوات بعض من ينتمون إلى أصل روسي في القرم لتستعيد موسكو السيادة على الاراضي التي سلمها الزعيم السوفييتي نيكيتا خروشوف لأوكرانيا إبان الحقبة السوفييتية عام 1954. غير أن وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان إن موسكو ستدافع عن حقوق مواطنيها وسترد بقوة وبلا اي هوادة حين تتعرض هذه الحقوق للانتهاك.