أقتحمت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية بعد ظهر الأربعاء الحرم القدسي في القدس الشرقية المحتلة، فيما كان هناك عشرات المصلين يتحصنون داخل مسجدي الأقصى وقبة الصخرة. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت الأربعاء باحة المسجد الأقصى خلال تشييع جثمان الفلسطيني سامر سرحان في مقبرة باب الرحمة، ما أدى الى وقوع مواجهات. وكانت جماهير غفيرة قد شيعت بعد ظهر امس جثمان الشهيد سرحان من حي البستان بسلوان جنوب المسجد الأقصى إلى مثواه الأخير في مقبرة باب الرحمة بعد الصلاة عليه في المسجد الأقصى. وكانت المواجهات التي اندلعت صباح امس في أعقاب استشهاد سرحان (32 عاما) من حي سلوان بنيران حارس بؤرة استيطانية قد امتدت إلى مناطق أخرى في القدس الشرقية، وخصوصا في منطقة البلدة القديمة ومحيطها. فبعد ساعات قليلة من الهدوء ظهر امس عادت واندلعت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في أعقاب جنازة سرحان التي شارك فيها المئات من المواطنين المقدسيين، ورشقت عدة سيارات اسرائيلية بالحجارة قرب حي سلوان واصيب عشرة اسرائيليين بينهم ثلاثة شرطيين بجروح حسب الاذاعة العسكرية الاسرائيلية. واحرقت ثلاث سيارات اسرائيلية بينها سيارة للشرطة وكسر زجاج حافلة. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية في تفريق المظاهرات الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع. وتأتي هذه المواجهات في ظل إغلاق الجيش الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم السماح للفلسطينيين بمغادرتها بسبب حلول عيد العرش اليهودي. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية غسان الخطيب في بيان 'إن هذا التصعيد العنيف من قبل قوات الاحتلال ينسف الجهود الدولية لإحياء عملية السلام. واتهم الشرطة الإسرائيلية بمنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى سلوان للتعامل مع المصابين في الاشتباكات. وتابع قوله إن الأفعال 'غير القانونية' المتمثلة في زرع مستوطنين مدججين بالسلاح في قلب الأحياء الفلسطينية تسبب استفزازات وأعمال عنف يومية ضد الفلسطينيين العزل وتمهد الطريق لاستمرار مثل هذه 'الجرائم'. وفي غزة، اعتبر فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس في تصريح صحافي 'ان ما يجري في حي سلوان بالقدس من قتل واستهداف صهيوني متواصل للمقدسيين والذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى (...) يعكس النوايا الخبيثة لحكومة الاحتلال في استغلال استمرار المفاوضات بينها وبين السلطة في الضفة كغطاء فعلي لارتكاب الجرائم ومزيد من العنف بحق الشعب الفلسطيني'. واشار الى 'استمرار التهويد وتوسيع الاستيطان، مما يوضح أن حكومة الاحتلال تحت ستار وغطاء المفاوضات تدشن مرحلة جديدة وخطيرة من التصعيد والقتل والتهويد'. وتقع بانتظام مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية والشبان الفلسطينيين في حي سلوان الذي تنوي البلدية ان تقيم فيه حديقة اثرية دينية يعترض عليها الفلسطينيون. وكانت البلدية اعلنت في حزيران (يونيو) الماضي موافقتها على هذا المشروع الذي عهد بادارته الى جمعية قومية متطرفة تشجع الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة. فقد اقرت لجنة التخطيط والبناء التابعة للبلدية في 22 حزيران (يونيو) الماضي مشروعا اطلق عليه 'حديقة الملك' بالعبرية، في اشارة الى حدائق الملك سليمان، في هذا الحي الذي اقامت فيه عدة اسر من المستوطنين اليهود وسط سكانه الفلسطينيين البالغ عددهم 12 الفا. وتقضي خطة البلدية بهدم 22 منزلا فلسطينيا بحجة عدم حصولهم على تصاريح اسرائيلية ببنائها فيما يتم منح تصاريح باثر رجعي ل 66 منزلا اخر بنيت اساسا بدونها.