لك أن تلقي بعض النظرات الحاذقة أثناء تجولك لأحد أسواق مدينة البلد الذي تعيش فيه حيث سيلفت انتباهك مروجوا الأقنعة التي يرتادها البعض منا في تعامله مع الشرائح المختلفة من الناس . حيث يتجول البعض لشراء ملابسهم على أذواقهم الخاصة , ولكن ! يتجول البعض الآخر لشراء تلك الأقنعة المزيفة على أذواق غيرهم . تغيرت المفاهيم تبعاً لتغير الأحداث التي نعيشها , فالكل يعلم بأن هناك من يسرق المال لأجل أن يطعم أولاده ويعاند قسوة أيامه , ولكن ليس منا من يعلم بأن هناك من يسرق الأخلاق والقيم والمبادئ حتى يظهر أمام الجميع برونق جميل وتعامل مميز , ليقيم العلاقات الاجتماعية بأخلاق غيره . حتى وإن ما مر الزمان أزيل ذلك القناع واتضحت معالم وجهه وسوء أخلاقه وضعف علاقاته . لم لم تعد لنا القدرة على رسم الشخصية المتمثلة في تعاليم الدين الإسلامي والخلق النبيل ونتميز بشخصية مستقلة عن غيرنا ؟ قد يجد البعض صعوبة في سلك هذا الطريق ويستسهل شراء بعض الأقنعة التي تؤدي مفعولها المؤقت , ليتعامل مع الآخرين بوجه بشوش وابتسامات مزيفة ومن ثم يعود إلى منزله وكأن شيئاً لم يكن !! لا أعارض من يقتدي بأخلاق غيره في تعامله مع الآخرين ولكن أعارض من يسرق الأخلاق ويزيف تعاملاته ليقضي مصالحه وينهي كل ما يريده من الآخرين ومن ثم يعود إلى أخلاقه السيئة وتعامله البشع , ليظهر على حقيقته المرة التي عرف بها . قد تكون ظاهرة غريبة وعجيبة في أمرها ومن الصعب كشف تلك الأقنعة من على أوجه مرتديها ولكن ثمة مواقف هي التي تظهر الشخص على حقيقته . فلنا أن نتريث في حين تعاملنا مع الآخرين وليس لنا أن ننخدع بتعاملهم اللطيف وأخلاقهم الرفيعة من أول لقاء . بل علينا أن نتحرى أخلاقهم من خلال مواقفهم وتعاملاتهم الناتجة عنهم في ظل العلاقة الناشئة . حتى لا نعيش واقعا مراً يغلب عليه العلاقات المشتركة التي تنتهي بانتهاء المصلحة .