يحيي ملايين المسلمين الشيعة اليوم الخميس ذكرى عاشوراء في مدينة كربلاء جنوبالعراق والتي تبلغ ذروتها الجمعة وسط اجراءات امنية مشددة . وانتشرت في شوارع مدينة كربلاء خصوصا بين مرقد الامام الحسين ومرقد اخيه غير الشقيق العباس، مواكب تسير على وقع الطبول وارتدى المشاركون بدءا من الاطفال الرضع الى الصبيان والنساء والرجال والشيوخ الملابس السوداء لاستذکار واقعة الطف ، حيث قتل جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين عليه السلام مع اهل بيته واصحابه في العام 680 ميلادية. ويواصل الشيعة اقامة مراسم العزاء في لبنان والبحرين وباكستان والكويت واندونيسيا والكثير من البلدان الاسلامية والاوروبية . وأعلنت السلطات الامنية العراقية اتخاذ سلسلة اجراءات للحد من هجمات متوقعة قد تستهدف زوارا شيعة خلال احياء يوم عاشوراء من شهر محرم. وقال بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد انها قررت منع حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من المواطنين فضلا عن منع اصطحاب الأطفال خلال زيارة المراقد الدينية. وحذرت القيادة من تناول الأطعمة والمشروبات من الاشخاص غير المعرفين من الأجهزة الأمنية وأصحاب المواكب ومنع حمل الحقائب الكبيرة بمختلف أنواعها وأجهزة الاتصال اللاسلكي والهواتف المحمولة. ودعت المواطنين "الى السير في الطرق المؤمنة وعدم تصديق الإشاعات أو الترويج لها والتي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين". وطالبت المواطنين كذلك بإخبار الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهة أو الأجسام الغريبة والمحافظة على الهدوء وفسح المجال أمام الأجهزة الأمنية والتعاون معها عند حدوث أي ظرف طارئ. وبدات الاجهزة الامنية في محافظة كربلاء خصوصا استعداداتها لتامين الزيارة ، حيث ينتشر 25 الف عنصر امني من مختلف الوحدات الامنية العاملة في المحافظة لتوزيعهم على مختلف المناطق الداخلية والخارجية المؤدية لمركز المحافظة ومن اتجاهاتها الاربعة . واضاف مصدر أمني سيتم نشر السيطرات الثابتة والمتحركة وتوزيع أجهزة فحص المتفجرات والكلاب البوليسية والشرطة النهرية وقوة مكافحة الشغب والقيام بحملات تفتيش ودهم للمناطق المشتبه بوجود مسلحين فيها . وكان الفريق الركن عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الأوسط أعلن الاثنين الماضي اعتقال 55 شخصا من تنظيم القاعدة و"حزب العودة" كانوا يخططون لعمليات مسلحة لاستهداف مواكب الزوار لإحياء احتفال يوم عاشوراء في مدينة كربلاء جنوب بغداد. وعلى صعيد الأوضاع الأمنية ، ارتفعت حصيلة الاعتداء الذي استهدف مواكب حسينية في ذكرى عاشوراء في حي الغزالية في بغداد مساء الثلاثاء إلى عشرة قتلى و21 جريحاً. ونفى محافظ ديالى عبد الناصر المهداوي أن يكون اتهم منظمة مجاهدين خلق الايرانية المعارضة بالتورط في أعمال عنف استهدفت مواكب لإحياء ذكرى عاشوراء في بعقوبة ومندلي، فيما شنت القوات الأمنية حملة عسكرية شرق بعقوبة في مسعى للحيلولة دون تنفيذ المزيد من الهجمات. وكانت وسائل إعلام نسبت إلى المهداوي اتهامات بضلوع منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية بالهجمات التي أدت الى مقتل وإصابة العشرات في هجمات نفذها انتحاريون. يشار إلى أن كربلاء تعرضت خلال الاعوام الماضية الى هجمات انتحارية استهدفت الزوار، نفذت نساء عددا منها. وقتل جراء احد هذه الهجمات، خلال عاشوراء في اذار/مارس 2004، اكثر من 170 شخصا. وزيارة كربلاء خلال عاشوراء تعتبر من اقدس المناسبات الدينية لدى الشيعة، حيث يحضرها اكثر من مليون شخص يصل معظمهم سيرا على الاقدام من مناطق متفرقة من العراق. محيط