أحبطت السلطات العراقية الخميس 16/12/2010، مخططاً كبيراً لتنظيم القاعدة لاستهداف الزائرين خلال احيائهم ذكرى عاشوراء التي تبلغ ذروتها الجمعة، في عملية استباقية اعتقلت خلالها نحو ثمانين مشتبها بهم ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة. وقال الفريق عثمان الغانمي قائد عمليات الفرات الاوسط للصحافيين في كربلاء إن "قوات الجيش وبناء على معلومات استخباراتية تمكنت من اعتقال ثمانين مشتبها به خلال مداهمة 14 خلية ارهابية في شمال بابل وكربلاء". وأضاف حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "ا ف ب"، أن "هذه الجماعات تنتمي لما يسمى (فتيان الجنة) التابعة لتنظيم القاعدة"، مؤكداً أن "هذه العناصر كانت تنوي استهداف الزائرين في يوم عاشوراء الذي يصادف الجمعة". وتخضع كربلاء التي يتوقع أن يبلغ عدد زوارها مليونان لاحياء ذكرى عاشوراء منذ اليوم الاول من شهر محرم، لاجراءات أمنية مشددة، ونشرت السلطات 28 الف عنصر أمن ضمن خطة أمنية محكمة ونحو سبعة آلاف عنصر أمني احتياط. بدوره، قال محمد الموسوي رئيس مجلس محافظة كربلاء "منذ العام الماضي شهدت المحافظة 17 تفجيراً ونحن نتابع هذه الخلايا التي كانت ورائها، وأضاف "بصفتي مشرفاً على التحقيقات، تمكنا من تفكيك 14 خلية تنتمي الى تنظيم القاعدة ليس في كربلاء فحسب انما في مناطق اليوسفية وابو غريب (ضواحي بغداد)." وأشار إلى أن "السبب وراء تحقق تلك الثمرة يعود بفضل التكنلوجية التي وفرناها للاجهزة الامنية في المحافظة"، وأكد "القبض على 37 مطلوباً"، وقال الموسوي "لولا احباط ذلك المخطط لتمكن هؤلاء من العبث بأمن كربلاء خصوصاً وهي هدف للمتطرفين وتؤي ملايين الزوراء"، وكشف وصول 238 ألف زائر عربي وأجنبي الى المدينة. وتعد حماية زيارة عاشوراء اختباراً للقوات العراقية التي تؤدي ذلك بدون دعم من القوات الاميركية بالاعتماد على قدراتها قبل الانسحاب الكامل للاميركيين المقرر نهاية العام المقبل، واستهدف مسلحون متطرفون المواكب الشيعية التي تؤدي شعائر عاشوار. فقد قام انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه وسط احد المواكب في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد الاحد ما أدى إلى مقتل ثلاثة واصابة مثلهم بجروح. كما أدى انفجار عبوة ناسفة الثلاثاء الماضي استهدف حافلة تقل زوارا ايرانيين متوجهين الى كربلاء الى اصابة سبعة منهم بجروح، واستهدفت مراسم عاشوراء التي يفترض ان تبلغ ذروتها الجمعة، خلال السنوات الماضية بهجمات متكررة خصوصا في أذار 2004 عندما قتل اكثر من 170 شخصاً في انفجارات في بغداد وكربلاء. كما استهدف الزوار بهجمات مماثلة على طول الطريق المؤدي الى كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم جنوب بغداد، وأمام تزايد الاجراءات الامنية الاحتياطية، يتوقع ان يصل عدد زوار كربلاء إلى مليوني شخص. وانتشرت في شوارع المدينة خصوصاً بين مرقد الامام الحسين (ثالث الائمة المعصومين لدى الشيعة) ومرقد أخيه غير الشقيق العباس، مواكب تسير على وقع الطبول لرجال ارتدوا ملابس سوداء حزناً.