كربلاء- واصل مئات الآلاف من الزوار المسلمون الشيعة الأربعاء التوافد لليوم الثامن إلى مدينة كربلاء التي تستعد لإحياء ذكرى عاشوراء مقتل الإمام الحسين (ع) التي تبلغ ذروتها الجمعة وسط إجراءات أمنية مشددة لحماية المواكب التي وجهت انتقادات للفساد الاداري في البلاد. ويحيي الشيعة واقعة الطف حيث قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين مع عدد من أفراد عائلته العام 680 ميلادية، باعتباره أكثر الأحداث مأسوية في تاريخهم. وانتشرت في شوارع المدينة خصوصا بين مرقد الإمام الحسين (ثالث الائمة المعصومين) ومرقد أخيه غير الشقيق العباس، مواكب تسير على وقع الطبول لرجال ارتدوا ملابس سوداء حزنا. وشكل الفساد الاداري ونقص الخدمات أبرز المسائل التي أثارها الزوار الشيعة الذين وصلوا إلى كربلاء موجهين انتقادات حادة من خلال هتافات شعرية باللهجة العراقية خلال المواكب. وردد أحد المواكب "عراق النفط والخيرات ثرواته ضياع.. وطنه يا حسافة (يا حسرة) يصير مرتع للضياع.. ندري ونفتهم (نفهم)، للحارس علم، باسمك يا شهيد الله، أرفع صرختي". وكما ردد موكب آخر حول تشكيل الحكومة "تاسع شهر ياهالناس ما شكلوا حكم (حكومة).. شو بس قيل وي القال وصلت للعظم.. مو شعبي ابتله.. كافي مهزلة.. باسمك ياشهيد". وقال حامد ميري رئيس موكب العباسية لوكالة فرانس برس وهو أقدم المواكب في كربلاء "كأننا ننادي في واد سحيق والمسؤولون صموا آذانهم ولا يسمعون صوت الشعب". واضاف "كان النظام السابق يكمم افواهنا واليوم سمح المسؤولون الجدد بفتح افواهنا، لكنهم صموا آذانهم". وشهدت مناسبة إحياء عاشوراء في السنوات الماضية انتقادات مماثلة لاداء الحكومة. وبدوره، قال حيدر عزيز (30 عاما) وهو أحد الزوار الذين وصلوا مشيا على الأقدام إلى كربلاء قادما من مدينة الحلة المجاورة، "جئت مع عائلتي إلى كربلاء لاشارك في إحياء يوم عاشوراء". واضاف: بودي أن يستفيد السياسيون في العراق من ثورة الامام الحسين في مكافحة الفساد والفاسدين والاهتمام بالشعب وتقديم الخدمات له لان الحسين قتل من أجل سعادة الانسان ولا يمكن للشخص الذي يبكي في ماساة الحسين وهو يفسد ويرتشي وربما يقتل نتمنى ان يسير الجميع بهداه. وفرضت قوات الأمن العراقية إجراءات مشددة لحماية الزوار. كما قامت الجهات الصحية في المحافظة بفتح مركز للتبرع بالدم ونشر مراكز طبية في وسط المدينة، كإجراء احتياطي في حال وقوع انفجار او لاسعاف الزوار. وتتوافد المواكب منذ أول أيام عاشوراء من منافذ كربلاء الثلاثة الشمالي من بغداد والشرقي من الحلة والشمالي من النجف للمشاركة في ممارسة طقوس ومراسم زيارة عاشوراء. ويطغى اللون الأسود على واجهات المحلات والمنازل والملابس ايضا. وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية التي رافقت الذكرى في جميع أنحاء العراق الا أن هجمات ارهابية طالت عدد من المواكب خصوصا في بغداد وديالى، حيث سقط الثلاثاء عشرة قتلى واكثر من عشرين جريحا فيما شهدت محافظة ديالى هجمات عدة. وقال حسين كاظم أحد أعضاء موكب مخاطبا (الارهابيين) الذين يستهدفون المواكب "الامم تستذكر عظمائها وكيف لا يستذكرون مأساة الإمام الحسين وهو ابن بنت الرسول الذين يدعون الإيمان برسالته ونحن سنبقى ماضون على خط الحسين حتى لو فجرونا وحولونا لأشلاء". وبدت الإجراءات الأمنية واضحة حيث فرضت السلطات ستة اطواق امنية على المدنية، فيما قامت بغلق المدينة القديمة حيث تقع الاضرحة امام كافة السيارات. وقال الرائد علاء عباس مدير إعلام الشرطة إن هذا الإجراء جاء ضمن مفردات الخطة الأمنية المرنة والمتغيرة حسب زيادة زخم الزائرين الى كربلاء. واضاف: سوف لن يسمح سوى للمركبات الامنية والخدمية بالدخول إلى المدينة القديمة ومنها مركبات الإسعاف ومركبات البلدية ونتوقع أن يزداد زخم الزائرين كلما اقتربنا من يوم العاشر من محرم (الجمعة). وتوقع محافظ كربلاء امال الدين الهر وصول عدد الزوار في يوم الجمعة إلى مليوني زائر بينهم مئة الف من الأجانب. ويشارك 28 ألف عنصر من الجيش والشرطة في حماية كربلاء، حيث سينتشرون على اربع خطوط في المدينة وحولها، كما تم نشر 600 من العنصر النسوي في نقاط التفتيش لتولي تفتيش النساء.