عبارة قرأتها مع ملايين البشر كثيرا هذه الليلة على شاشات فضائيات العالم الفضية الناقلة لحدث تونس الثائرة أبان مغادرة طاغية من طغاة العرب غير مأسوف عليه وبلا عودة ترافقه لعنات الشعب التونسي إلى الجحيم تأملت تلكم العبارة كثيرا ولا زلت في حالة من التأمل للعبارة عآليه التي لا زالت على شريط قنوات العالم متجدده باستمرار ليس لجماليتها او حكمتها او تناسقها ولكنها للمناسبة التي قيلت فيها وفي أصعب الظروف ومن قالها والذي كان من الأجدر ان يوقف معه في مثل كهذا ظرف لان الصديق الحقيقي وقت الضيق كما يقولون وهو أي القائد المخلوع يضنها هكذا لمثل تلك المرحلة التي حان اليوم قطافها ولكن هيهات فان الضن خاب . فلنعود الى العنوان الذي أدلى به حليف استراتيجي هام للزعيم المخلوع ولغيره الكثير من زعماء العرب المغرورين والذين سيتصيدهم نفس المصير فان ( ان غدا لناظرة قريب) سيكونوا في نفس السيناريو الذي ليس هو ببعيد فتلك الجملة والعبارات كانت رأي او تصريح البيت الأبيض الأمريكي عند هذا العنوان او القول العريض نتوقف " للشعوب الحرة الحق في اختيار زعمائها " يا لها من نهاية ، كيف يتخلى عنكم أيها القيادات العرب حلفائكم الكبار حين يرفضوا استقبالكم على أراضيهم التي يفرشون لكم البساط الأحمر في فترة زمنية مضت ايام العز والناموس ودرس لكم من فرنسا وعطرها الفواح ولكن عندما تحين ساعة الصفر لن ينفعكم توسلاتكم او خطاباتكم التهدئية او الحلول الترقيعية التي لا تجدي او تحل معضلة عندما تكون بحجم التظاهرات والاحتجاجات والضحايا التي تقدمها الشعوب بعد ان يتساقط الشباب كأوراق الخريف في شوارع المدن ليس لذنبا ارتبكوه وإنما لطلب عيشا كريم وحياة حرة واوطنا سرقت وسلبت من أسركم الحاكمة وحياته الحرة التي كفلتها الشرائع السماوية قبل القوانين الوضعية التي صنعتها تلك الطغاة . حقيقة لم أتعاطف قط مع أي زعيم عرب حتى اللحظة باستثنا مع الرئيس المخلوع ابن علي وذلك لخطابه الأخير في عهد المماليك يوم خطب أمس آخر خطاب في عهدة يترجى الشعب التونسي بوقف ثورته التي أتت على الأخضر واليابس ثورة الكرامة والحرية والتغير لم أتعاطف معه كمسئول طاغي ولكن بل لعيونه التي كانت تتماورتين بالبكاء((( فهمتكم )) ولصراحته المتأخرة واعترافه الأخير حين اعترف بان المسئولين القريبون منه ينقلوا المعلومات الخاطئة . لا يا سيدي فكثير من تلك الكلمات التي قلتها لم تكن كافية لتوقف الشعب عن المهيجان بل كانت وقودا اعتطهم دافع بان يمضوا قدما إلى الإمام فأنت المسئول عنهم . كثير من هم اخوتك " زعماء العرب " في الطريق قالو وييقولوا بل سيقولوا نفس الاسطوانة المشروخة والتي نسمعها كثير "المعلومات المغلوطة " - ينقلوها لنا - فكيف يا هذا ؟ كأنكم تعملوا مذيعو قنوات إخبارية اذا فللشعوب الحق باختيار زعمائها قبل أن تغادروا وبعد ان تغادروا غير مأسوف عليكم ما اجمل ما يقوله الأمريكان حين يضحكوا عليكم فيدل هذا القول على ان بوش او اوباما ولا كلينتون او رايز لا يستطيعوا ان ينفعوكم بشئ بل يرعوا مصالحهم مع شعوبهم وشعوب العالم ويقدموا كباش فداء كبيرة أمثالكم . فعندما تهدر الشعوب الغاضبة في ثوراتها بعد ان تتحمل كل المعانات وتتذوق مرارة الذل والهوان فانها حتما ستنفجر وتثور في وجه كل طاغي لا يقدر شعبه فتتطاير حمم براكينها وتحرق كل من على شاكلتك. سيلحقك عما قريب كثير من الزعماء بنفس المصير بل أكثر مأساوية منك بكثير فهناك بوادر الثورات قد بدت في أكثر من قطر عربي وخلال الساعات القادمة ربما يسبقك الكثير من الزعماء الى نفس البلد الذي هربت إليه ان لم يكونوا غادروا قبلك . فالبشير نجي بأعجوبة خلال ستة ايام ربما يفشل بالامتحان فجعل شعب ليس يختار الزعيم بل يختار الوطن ويقرر المصير بعد ان كان يهدر في كل خطاب فسبحان مبدل الأحوال والأردني استلم كراسة الامتحان والقيلل تجاوزوا المرحلة بصعوبة وستعود حتما بعد حين بينما زعماء خليج كثير غادروا الأوطان لم يعلن عنهم ولعلمك فجيرانك القدماء في وطنك الأول" تونس" اللذين حالوا إنقاذك ولم يستطيعوا ها قد تزلزل عروشهم في هذه اللحظات بكل المغرب العربي .كما ان هناك توسونامي عربي اخر باتجاه شبة الجزيرة العربية قد بداء فعل منذو سنوات فبداية النهاية قد بدت في الأفاق ولكن أكثر مأساوية منك يا زين فيا رحمتاه ياعلي . فالي ان نلتقي مع زعيم اخر خلا الأربعة والعشرين الساعة القادمة ان لم يكنوا شنق وعلق من قبل شعبه الثائر فلدينا زعماء كثير قد يتجاوز العشرون وسلامتكم .