بعد أشهر من المداولات القضائية، والتحريات حول ملابسات مقتل الفتاة الجزائرية سارة، إثر سقوطها من الطابق ال15في مكةالمكرمة نهاية رمضان الماضي، قرر قاضي المحكمة الجزئية في مكةالمكرمة الثلاثاء الماضي، إدانة المتهم "عمار" من اليمن، بالمسؤولية عن وفاة الطفلة سارة وذلك بعد مصادقته شرعياً على الاعترافات التي أدلى بها لجهات التحقيق السعودية. وحسب المعلومات التي توصلت إليها "الشروق" حكم قاضي المحكمة على مرتكب الجريمة بسبع سنوات سجن و500 جلدة نافذة، بعد أن أقر بأنه غرر بالفتاة القاصر، وأغراها حتى أوهمها بالأمان، ولكن ذلك الأمان تحول إلى كابوس عندما اكتشفت الفتاة أن شخصاً آخر من أبناء جلدة عمار يحاصرها هو الآخر، فقررت الفرار منهما، لتقوم بالقفز من أعلى موقع في البناية ذات ال15 طابقاً، حفاظاً على شرفها، وتفضيلها الموت على "تدنيس عرضها"، فهوت ممددة على الأرض، وأكدت التحقيقات القضائية أن عرضها كان نقياً، ولقيت الله طاهرة عفيفة. وعلمت "الشروق" أن الجهاز القضائي السعودي الذي يستند إلى الشريعة في سائر أحكامه، قام بتشديد العقوبة على الجاني، أكثر مما هو معتاد، نظراً لفحش الجريمة التي كان المدعي العام يطالب بسببها القضاء بإنزال عقوبة الإعدام على المتسبب فيها، إلا أن التحقيقات الطويلة بإشراف مندوبين عن السفارة الجزائرية في المملكة، أثبتت أن الفتاة هي التي فضلت قذف نفسها على تعريض شرفها للخطر، بينما كانت الجريمة التي ارتكبها اليمني عمار، هي التغرير بها، والتضييق عليها حتى قامت بتلك الخطوة المأساوية. لكن الخبراء في القانون السعودي قالوا إن الحكم بسبع سنوات و500 جلدة لقاء التغرير بالفتاة، كان من بين أشد الأحكام التي يصدرها القضاء السعودي إن لم يكن أشدها على الإطلاق، ربما لأن الحادثة أصبحت قضية رأي عام، وأما لو كان الجاني هو من قذف بالضحية، فإنه حتماً سيحكم عليه القاضي بالإعدام دون تردد. وكانت "الشروق" الجريدة الوحيدة التي تفردت وقت الحادثة، برواية الحادثة على وجهها الحقيقي، وسط تطاول وقلة مسؤولية من صحف أخرى، اتهمت الضحية في عرضها، في وقت كان الحفاظ على عرضها هو ما دفعها إلى التضحية بكل شيء لتلقى الله طاهرة زكية. ومع أنه بوسع محامي الفتاة أن يستأنف الحكم، إلا أن "الشروق" لا تتوقع حدوث ذلك، حيث أن مداولات القضية بأسرها، تمت بعلم الجانب الجزائري، الذي يقال إنه تم التنسيق معه لإنهاء القضية التي هزت الرأي العام في السعودية والجزائر. ولا يُدرى هل سيكون الحكم الذي نطق به القاضي السعودي، الفصل الأخير في قضية الشهيدة، أم سيدفع إلى إحيائها مجدداً، بعد أن نسيتها الجماهير، التي هبت لموتتها المؤثرة، ليكون الحكم بداية فصل جديد عنوانه "اقتلوا قاتل سارة"! وقد استقبلت عائلة بن ويس عائلة المرحومة سارة التي قتلت بالحرم الشريف، الأحكام الصادرة في حق المتهمين بقتلها بصدمة كبيرة، حيث تنقلت الشروق اليومي إلى بيتها عائلتها بعين تالوت على بعد حوالي40 كلم، شرق مقر ولاية تلمسان، وكان ابن عمتها هو أول من استقبلنا، مؤكدا بأن الحكم كان غريبا، قبل أن تستقبلنا جدة المرحومة سارة التي أكدت أنها تعاني، وأضحت مريضة منذ وصول خبر وفاة حفيدتها، كما أوضحت أن حالة ابنها محمد منذ وصله خبر وفاة ابنته صار غير مستقر. من جهته، الوالد محمد ولدى اتصالنا به أصر على أن يوجه تحيته إلى لشروق اليومي التي وقفت معه في محنته، قبل أن يعتذر لعدم تمكنه من المجيء في الوقت المحدد، نظرا لأنه كان على موعد مع القنصل، واعدا بكشف معطيات جديدة حول قضية سارة في حوار وعد به قراء الشروق.