حذر البيت الأبيض الرئيس اليمنى على عبد الله صالح من أية محاولة لاختيار "كبش محرقة"، بعد أن اتهم الرئيس باراك أوباما بفرض إملاءات على الدول العربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جاى كارنى: "لا نعتقد أن اختيار كبش محرقة يشكل رداً مناسباً بنظر اليمنيين أو شعوب دول أخرى"، داعيا صالح إلى إجراء إصلاحات سياسية للاستجابة ل"التطلعات المشروعة" لشعبه. وأضاف "لقد أوضحنا للقيادة في اليمن كما لقيادات في بلدان أخرى إنها تحتاج للتركيز على إصلاحات سياسية يجب تنفيذها تجاوبا مع التطلعات المشروعة لشعبهم". مشيرا إلى أن التركيز في اليمن وفي بلدان أخرى يجب أن يكون "على العمل مع ناس في بلدهم لتوفير عملية سياسية ديمقراطية وشمولية". وذكر كارني ان "شيء واحد كان واضحا تماما في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية أن الاضطراب الذي رأيناه ليس مستوحى من تنظيم القاعدة لكنه في الواقع برهان لحركة من داخل هذه المنطقة من العالم والتي تتنافى كليا مع كل شيء تعتقد به القاعدة والوسائل التي تعتقد انها تؤمن التغيير". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي.جيه. كراولي رد على تصريحات الرئيس صالح في رسالة نشرها موقع تويتر بالقول أن "الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية. وان الرئيس صالح يعرف ذلك جيدا. مضيفا أن شعبه يستحق استجابة أفضل." من جهتها أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها استدعت الثلاثاء القائم بالأعمال اليمني في لندن لمطالبته بوقف قمع المتظاهرين في اليمن وتشجيع الحكومة على إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية. وجاء في بيان للخارجية أن مسؤولاً كبيراً في الوزارة أكد للقائم بالأعمال الليبي عبد الملك الارياني استنكار بلاده "إطلاق الرصاص الحي" على المتظاهرين في عدن، جنوبي اليمن، معرباً عن قلقه للأنباء التي تشير إلى تزايد عدد الجرحى والقتلى. من جهة أخرى شجع المسؤول البريطاني حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على الاستماع "للمطالب المشروعة للشعب اليمني في سرعة تحقيق تقدم في تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تحتاجها البلاد بشدة". واستناداً لمنظمة العفو الدولية قتل 27 شخصاً على الأقل خلال تظاهرات الاحتجاج التي بدأت في 27 كانون الثاني في اليمن وازدادت كثافة اعتبارا من منتصف شباط. وكان صالح قد قال خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب بجامعة صنعاء إن "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربى فى تل أبيب، وهؤلاء المتظاهرون ما هم إلا منفذون ومقلدون"، وأوضح أن "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل أبيب وتدار من البيت الأبيض". وشن صالح الذي يعد حليفا رئيسيا لواشنطن في حربها على تنظيم القاعدة، هجوما عنيفا على الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وقال "لا أحد يكذب على أحد، كل يوم نسمع تصريح أوباما.. يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا.. شو دخل أوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، أنت رئيس للولايات المتحدةالأمريكية فقط". واتهم الرئيس اليمنى المتظاهرين بأنهم "يدارون من الخارج" و"الإنفاق عليهم يأتي من أموال صهيونية"، كما اتهم سفراء الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية بتأجيج الشارع اليمنى وتحريض المعارضة. وقال "لو تتابعون باستمرار ما يجرى فى اليمن، وتتساءلون أين المعارضة ستجدونهم قابعين مع السفير الأمريكى ومع سفراء الاتحاد الأوروبى ليلا نهارا، يحللون الأوضاع ويعطونهم توجيهات كيف تكون المظاهرات والاعتصامات وجمع الأموال".