حذر البيت الأبيض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من أي محاولة لاختيار "كبش محرقة" بعد أن اتهم صالح الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرض إملاءات على الدول العربية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني يوم الثلاثاء "لا نعتقد أن اختيار كبش محرقة يشكل رداً مناسباً بنظر اليمنيين أو شعوب دول أخرى"، داعياً صالح إلى إجراء إصلاحات سياسية للاستجابة ل"التطلعات المشروعة" لشعبه. جاء ذلك ليكون ثاني ردة فعل أمريكية إزاء اتهامات صالح لأوباما بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي .جيه. كراولي يوم الثلاثاء ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يعرف جيدا انه لا وجود لمؤامرة أجنبية وراء الاضطرابات في بلاده مُضيفة انه يتعين عليه ان يستجيب لطموحات شعبه. وأضاف كراولي في رسالة عبر موقع تويتر "الاحتجاجات في اليمن ليست نتاج مؤامرات خارجية. الرئيس صالح يعرف ذلك جيدا. شعبه يستحق استجابة أفضل." من جهتها، استدعت وزارة الخارجية البريطانية الثلاثاء القائم بالأعمال في السفارة اليمنية في لندن للتعبير عن انشغالها بشأن تقارير عن سقوط قتلى وجرحى في التظاهرات الجارية في اليمن. وأبلغ مسؤول كبير في الخارجية البريطانية قلق بريطانيا العميق بخصوص استعمال الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وحثت بريطانيا الحكومة اليمنية على الاستماع للمطالب المشروعة للشعب اليمني. كما حثت صنعاء على تحقيق تقدم سريع في تجسيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية الملحة. وكان الرئيس علي عبدالله صالح قد اتهم من جامعة صنعاء أمس، إسرائيل والولايات المتحدة بإدارة موجة الاحتجاجات التي تعم اليمن والعالم العربي فيما كانت المعارضة تنظم تظاهرة ضخمة مطالبة برحيله أمام الجامعة في "يوم غضب" جديد. وقال صالح خلال لقاء مع أساتذة كلية الطب في جامعة صنعاء حضره صحافيون إن "ما يدور الآن هو عبارة عن إدارة إعلامية... هذه عاصفة رياح التغيير". وأضاف "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل أبيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم إلا منفذين ومقلدين". وأوضح أن "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل أبيب وتدار من البيت الأبيض". وتابع "لا أحد يكذب على أحد، كل يوم ونحن نسمع تصريح (الرئيس الأميركي باراك) أوباما... يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا... شو دخل أوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، أنت رئيس للولايات المتحدة!". وكان صالح الذي أقال 5 محافظين على خلفية التظاهرات المتصاعدة التي تطالب بإسقاط نظام حكمه. واتهم صالح المتظاهرين بأنهم "يدارون من الخارج" و"الإنفاق عليهم يأتي من أموال صهيونية". إلا أنه ذكر بأن "هناك قراراً اتخذ من مجلس الدفاع الوطني بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين والمعتصمين". كما اتهم المعارضين بأنهم يريدون "أن يجرونا الى استخدام العنف والى حرب أهلية لكننا لن ننجر الى هذا المخطط"، مشيراً الى أن "ما يحصل في الشارع اليمني عبارة عن مقلدين، فاليمن ليست تونس ولا مصر والشعب اليمني مختلف".