اللهم لا شماتة.. لعل هذه المقولة هي أول ما يتبادر إلى الذهن في هذه الليلة المباركة التي لم يحل صباحها إلا وكان الرئيس السابق حسني مبارك قد صدر بحقه قرار بالحبس على ذمة التحقيقات.
حيث أصدر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود صباح الأربعاء قرارا باحتجاز الرئيس السابق محمد حسنى مبارك 15 يوما على ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليه. وكانت تحقيقات قد بدأت أمس مع مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي الذي وصله بعد إصابته بأزمة قلبية إثر تحقيقات متواصلة معه فى مدينة الطور، ثم أكد الأطباء أن حالته مستقرة وتسمح بالتحقيق معه. وتشير المعلومات إلى أن الرئيس مبارك سيقضي باقي فترة حبسه 15 يوما بداخل المستشفى وسيتم إدارة التحقيقات معه هناك. ويأتي ذلك التطور بعد أن أمرت النيابة العامة المصرية في ساعة مبكرة من صباح اليوم بحبس جمال وعلاء نجلي مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق في اتهامات تتعلق بالتورط بالتحريض على قتل متظاهرين. ولا يزال في انتظار الثلاثة تهم أخرى تتعلق بالتضخم الهائل للثروة واستغلال النفوذ ، ومن المتوقع أن يبدأ جهاز الكسب غير المشروع التحقيق معهم قريبا. ولم يتضح بعد المكان الذي سيقضي فيه مبارك ونجليه مدة الحجز الاحتياطي. وذكرت تقارير اخبارية أن محيط مستشفى شرم الشيخ شهد مساء أمس تجمع أعداد من المواطنين والسياح الموجودين في المدينة، بعد إذاعة خبر دخول الرئيس السابق حسني مبارك إلى المستشفى، وقد هتف المتجمعون هتافات معادية لمبارك، وحرص معظمهم على التقاط صور للمستشفى، الذي تم تأمينه بعدد كبير من قوات وسيارات الشرطة، وعدد قليل من أفراد الشرطة العسكرية. ويربط البعض هذه التطورات بأنها ربما تأتي في أعقاب تهديدات المعتصمين بميدان التحرير بإقامة ما يمكن تسميته بمليونية الزحف التي كان مقررا عقدها الجمعة القادمة وعلى إثر الضغوط المتزايدة بتقديم الرئيس السابق وعائلته للمحاكمة. وبهذا القرار التاريخي يحرز القضاء المصري نصرا جديدا يضعه في مصاف أنقى الهيئات والمؤسسات وليؤكد الثقة الممنوحة له من الشعب وليرسي مبدأ أنه لا أحد فوق المساءلة ولا أحد فوق القانون ولا أحد فوق الدولة. وجاءت هذه المفاجأة بعد تساقط رؤوس النظام السابق تباعا بداية برئيس ديوان رئيس الجمهورية د. زكريا عزمي والرجل الحديدي صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ود. احمد نظيف رئيس الحكومة الأسبق وأكثر من 12وزير في اتهامات بالفساد وعلى رأسهم اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية السابق وعدد آخر من الوزراء، مما يرسي قاعدة ذهبية بأن مصر فوق الجميع.