دعا الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني، رئيس هيئة علماء اليمن، إلى تشكيل جبهة يمنية بدعم إقليمي ودولي لمنع العبث بالمبادرة الخليجية، مشيداً بجهد دول مجلس التعاون الخليجي لإخراج اليمن من أزمته. وقال الزنداني في مؤتمر صحفي عقده بمنزله بالعاصمة صنعاء "لا نقبل أن تفشل هذه المبادرة الخليجية، وندعو كافة أبناء الشعب أن يحولوا دون ذلك، كما يجب علينا أن نقدر مشاعر الشباب الرافض للمبادرة الخليجية ونقول لهم إذا حققت مطالبكم بإتفاق فلا تعطلوه، داعيا الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي أن تدفع باتجاه منع فشل المبادرة الخليجية. وأبدى الزنداني انزعاجا من خطاب صالح التحريضي أمام أنصاره بالسبعين والذي حثهم فيه على مواجهة التحدي بالتحدي، وقال إن ذلك الخطاب تحريض على القتل، مشيرا إلى أن السلطة تصنع معارك بين أبناء ومشائخ اليمن الواحد . وكشف عن تعرضه لتهديد بقصف منزله عقب إعلانه في وسائل الإعلام عن المؤتمر الصحفي. وجدد في مؤتمر صحفي عقد اليوم بصنعاء دعمه للحق الذي يطالب به شباب الثورة ، مطالبا الشباب إلى أن يختاروا من يمثلهم في كافة الإعتصامات الموجودة في كافة محافظات الجمهورية وألا يقصوا من العمل السياسي في المرحلة القادمة واستطرد قائلاً" إن شبابنا اليوم شفي من مرض الوهن الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حب الدنيا وكراهية الموت فهم يحبون الموت. وأكد" بأنه لا يحق لأي شخص أو جهة أن تصادر حق الشعوب في الاعتصامات والمظاهرات وعلى دول الخليج أن تتفهم ذلك. كما طالب القبائل والجيش بحماية أبنائها الشباب المعتصمين، وأشار إلى أن الجيش والأمن له وظيفة حماية الشعب لا قتله ، وقد رأينا الأمن يقتل المواطنين في عدد من المحافظات وهذه تصرفات غير صحيحة ونرفضها رفضاً تاماً ، فدماء المسلمين كلها حرام ولا يجوز سفك دم أي إنسان في أي مكان في العالم. كما طالب الزنداني الحكومة أن تضع تعويضات مجزية لأسر الشهداء والجرحى واقترح أن تكون دية لكل شهيد 25 مليون وأن يعطى أهله بيتا وراتبا شهرياً وأن يعامل المعاقون معاملة الشهداء، منوها إلى أن ذلك سيخفف الآلام الناس. وعبر الزنداني عن سروره بالوضوح والشفافية في خطاب الرئيس الأمريكي الأخير باتجاه المسلمين خصوصا فيما يتعلق بموقف أمريكا من الزعماء المستبدين لشعوبهم ودعوته للرئيس اليمني بتسليم السلطة سلميا. وقال: نؤيد دعوة إوباما لإحترام خصوصيات كل شعب في دينه وأخلاقه وقيمه وعلى التفاهم بين الشعوب وتحقيق المصالح فيما بينها، والتشجيع على مقاومة الاستبداد. وأوضح بأن الشعبية التي تقف اليوم مع الحاكم ستتحول مع الحاكم غدا وعبر عن اسيتائه من الكذب والتزوير الذي تمارسه وسائل الإعلام الرسمية وأشار إلى أنها أعلنت وفاته ثلاث مرات خلال الأشهر الماضية. وفيما يلي نص بيان الزنداني: بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين القائل:(إن الله يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي والصلاة على رسول الله القائل:(إ، من ورطات الأمور التي لا مخرج منها للإنسان سفك الدم الحرام بغير حله) وبعد: فإن الأمور قد تأزمت في اليمن بعد أ، تم رفض التوقيع على المبادرة والخليج, وبعد أ، تصاعدت الصيحات من بعض المسؤولين إلى إعلان التحدي والمواجهة بين قى الشعب المختلفة في القرى والعزل والحارات في المدن, وارتفع التهديد بتمزيق اليمن إلى دويلات أربع فضلاً عما يقوله المختصون من السياسيين بأن البلاد في طريقها إلى انهيار اقتصادي وسياسي، وهذا يدخلها في حالة من الفوضى الشاملة التي تجعلها صومالا آخر، ويفتح الباب فيه للحروب الأهلية والفتنة الداخلية والاختلاف والنزق وتعطيل التنمية وانتشار الفقر والبطالة وانفلات الأمن, وقد استجاب الرئيس أخيراً المطلب الوساطة الخليجية فأعلن المسؤولون في الدولة بأن الرئيس على استعداد للتوقيع على المبادرة وتسليم السلطة لنائبه وإصدار مجلس النواب لقانون يمنحه الحصانة القانونية ضد الملاحقة أمام القضاء أو أي جهة أخرى على ما مصدر منه من أعمال هو أفراد أسرته وبعض القيادات التي أعانته أثناء حكمه، ونحن نشكر إخواننا في الخليج على جهودهم التي بذلوها لرأب الصدع وحقن الدماء وحل المشكلة اليمنية والوصول إلى اتفاق يجعل الرئيس يتنحى عن السلطة ويسلمها لنائبه الذي سيقوم بالإشراف على انتخابات حرة ونزيهة وآمنة خلال مدة مناسبة يتمكن فيها الشعب صاحب الحق في اختيار حكامه أن، يختار الرئيس الجديد، ليصل الشعب إلى بر الأمان عبر صناديق الاقتراع وبطريقة دستورية, وهذا الحل بإذن الله تعالى سيجنب البلاد ويلات الشقاق والفتن والتمزق ونرى أن الواجب على العلماء ومشايخ البلاد وسائر القيادات السياسية والفكرية والعسكرية القيام بواجبها لإنجاح هذه المبادرة الخليجية وعدم فشلها, والتصدي لكل من يحاول جر البلاد إلى الفوضى والاقتتال، ونطالب أبناءنا الشباب المعتصمين الذين يرفضون هذه المبادرة بألا يحولوا دون نجاح المبادرة الخليجية التي تحقق مطلبهم الأول في تنحي الرئيس وتسليمه السلطة, ومن حقهم أن يبدو رأيهم ولكن دون تعويق لنفاذ الاتفاقية ونطلب من الأخ الرئيس الالتزام بما وعد من تسليم السلطة وألا يفجعنا مرة ثانية برفضه للتوقيع أو وضع عراقيل أخرى أمام حل مشكلات اليمن، كما نطلب بإعطاء دية مجزية لكل شهيد سقط في هذه الثورة لا تقل عن خمسة وعشرين مليون ريال يمني مع تمليكه بيتاً ومنحه راتباً يكفي أسرته من بعده. وكذلك تعويض المعاقين إعاقة كاملة بدية مجزية لجروحهم وأروشهم مع بيت وراتب شهري, أما الجرحى الذين لا يزالون يحتاجون للعلاج والرعاية الصحية, فيجب أن تقدم لهم كامل الرعاية الصحية وإرسال من يحتاج إلى سفر للعلاج في الخارج حتى يبرأوا بإذن الله. ونوصي أنفسنا وسائر أبناء الأمة بالتوبة إلى الله تعالى والبعد عن المعاصي التي قد تؤخر حل المشكلة، ونوصي سائر القوى السياسية بالالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة, ورفض أي وثيقة تتضمن مخالفة للإسلام عقيدة وشريعة, ونطلب بالالتزام الصارم بما نص عليه الدستور من مواد تتعلق بالإسلام عقيدة وشريعة وكل ما يتعلق بالدين الإسلامي الحنيف وجعل هذه المواد ثابتة غير قابلة للتعديل, فتكون موادا جامدة كما يقول أهل الاختصاص، ونطالب الجميع برفض أي أوامر تصدر من أي مسؤول فيه استباحة الدماء أو هتك الأعراض أو نهب الأموال لقول النبي صلى الله عليه وصحبه وسلم ::(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). وندعو الجيش والأمن إلى الالتزام بما عاهدوا الله عليه من حماية الوطن وتأمين المواطنين. ونطلب من شباب اليمن المعتصمين أن يختاروا ممثلين لهم للاشتراك مع سائر أبناء الشعب وقواه السياسية لدراسة ما يتعلق بصلاح البلاد والعباد حتى لا يغيبوا من الأحداث, كما نطالب الوسطاء من إخواننا الخليجيين وسائر القوى السياسية بالاعتراف بحق شبابنا في ممارسة حقهم الدستوري من الإعتصامات والمظاهرات السلمية المنضبطة بالضوابط الشرعية, كما نطالب بوجوب إشراك جميع القوى اليمنية من العلماء والمشايخ الذين بذلوا جهودهم ومساعيهم للسير بالبلاد إلى بر الأمان من وقت مبكر وضحوا من أجل ذلك وكذلك سائر القوى السياسية والأهلية لدراسة مشروع أهداف الثورة التي ساهم فيها كثير من أبناء الشعب بمختلف فئاته وبذلوا الغالي والرخيص فيشترك الجميع في ذلك حتى لا تزل القدم بتبني بعض الآراء التي تخالف الإسلام عقيدة وشريعة, ويتفق الناس على أهداف تمثل إرادة الشعب التي ألتزم بها شبابنا في قولهم (الشعب يريد) وشعبنا يريد التمسك بدينه وصلاح شأنه والتشاور بين أبنائه وعلينا أن نتذكر في مثل هذه الأحوال التي تفرق الجمع وتشتت الشمل وقد يسيء البعض بإخوانه أن الطريق الأمثل هو السعي لإصلاح ذات البين وإزالة ما قد يعلق في النفوس كما قال تعالى:( إنما المؤمنون أخوة أصلحوا بين أخويكم) وكما قال سبحانه (فأتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله وإن كنتم مؤمنين) وفي الأخير لا يفوتنا أن نشكر جميع الدول التي أعانت جميع الأطراف على العودة إلى المبادرة الخليجية والإلتزام بها, وخاصة المطالبة الواضحة بالالتزام بانتقال السلطة بطريقة سلمية وآمنة, ونؤيد ما دعا إليه الرئيس الأمريكي من حرص على احترام الخصوصيات لكل شعب في دينه وأخلاقه وقيمه، وعلى التفاهم بين الشعوب وتحقيق المصالح فيما بينها والتشجيع على مقاومة الاستبداد، ونحن نؤكد أن هذا هو الطريق الأمثل لتحقيق المنافع والتفاهم بين الأمم. نسأل من الله تعالى أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه, وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يؤلف بين قلوب المسلمين أجميع وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين, وأن يحافظ ديننا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا. والحمد لله رب العالمين, وصلى وسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين. رئيس هيئة علماء اليمن: الشيخ/ أ.د.عبدالمجيد بن عزيز الزنداني. 18جمادي1432ه -2011/5/21م يمن نيشن