(الصيام والقيام وليلة القدر) ، وساحة لانتصارات الإسلام العظيمة وزمن لإقبال المفكرين والقادة على الإسلام وهذه هي الشواهد: ماذا هذا الإقبال على الإسلام في زمن ضعف المسلمين ووهنهم ؟ لعدة أسباب يقبل غير المسلمين وخاصة من قادة الفكر والسياسة والعلم على دين الله أفراداً وجماعات ومن تلك الأسباب : 1) دلائل النبوة الواضحة في صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمتمثلة في : • كمال أخلاقه الجامعة بين الشجاعة والكرم ، الحلم والحياء ، العفو والصفح ، السماحة والأمانة ، الصدق والسمو ، تلك الأخلاق التي لم تكن لأحدٍ من البشر أبدا . • انتشار الإسلام في كل أصقاع الأرض وآفاقها ، قاراتها وبلدانها ، حتى أنك لا تكاد تدخل أرضاً إلا وجدت الإسلام قد سبقك إليها . • بشارات الأنبياء السابقين ببعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . • المعجزات والنبوءات في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . 2) الاهتمام العلمي الجاد بالبحث عن دين الحق والسعي للتعرف عليه . 3) ميل الفطرة الطبيعي إلى دين الله الحق . 4) عجز العقائد الأخرى عن إشباع عقل الإنسان والاستجابة لحاجته . 5) بساطة الإسلام ووضوح تعاليمه وإجابته عن أي سؤال بشري محير . 6) المثالية في إصلاح الفرد والمجتمع في سبيل بناء الحضارة . 7) واقعية الإسلام التي تراعي الطبيعة البشرية للإنسان . 8) وسطية منهجه ورفعة تعاليمه وسمو أخلاقه . 9) شهادة غير المسلمين المنصفة بسمو الإسلام ورفعته مكانة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
لذلك ترى الإسلام ينتشر رغم قعود معظم المسلمين ينتظرون متى يُجهز عليهم ، وتفرج بعض الغيورين يقلّبون كفا بكف في يأس وقنوط رغم أن ميادين العمل مفتوحة لهم ، وتلكؤ المثقفين رغم يقينهم أن الله سائلهم عن علمهم ماذا عملوا به ورغم أن ميادين العمل ترحب بهم ، الإسلام ينتشر رغم من : قالوا السعادة في السكون وفي الخمول وفي الخمود في العيش بين الأهل لا عيش المسافر والطريد في لقمة تأتي إليك بغير ما جهد جهيد في المشي خلف الركب في دعة وفي خطوٍِ وئيد في أن تقول كما يُقال فلا اعتراض ولا ردود في أن تسير مع القطيع وأن تُقاد ولا تقود في أن تصيح لكل والٍ عاش عهدكمُ المجيد في أن تعيش كما يُراد ولا تعيش كما تريد
فأجابهم العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي : قلت : الحياة هي التحرك لا السكون ولا الهمود وهي التفاعل والتطور لا التحجر والجمود وهي الجهاد وهل يجا هد من تعلق بالقعود ؟ وهي الشعور بالانتصار ولا انتصار بلا جهود وهي التلذذ بالمتاعب لا التلذذ بالرقود هي أن تذود عن الحياض وأي حرٍ لا يذود ؟ هي أن تحس بأن كأس الذل من ماء صديد هي أن تعيش خليفةً في الأرض شأنك أن تسود وتقول : لا بملء فيك لكل جبارٍ عنيد هذه الحياة وشأنها من عهد آدم والجدود فإذا ركنت إلى السكون فلذ بسكان اللحود ذكر ش. محمد الغزالي رحمه الله [الدوحة العدد 100/ص11 تحت عنوان : الإسلام دين المفكرين] أنه : راقب أناسا يدخلون الإسلام .. وتأمل في البواعث .. فرآها شتى .. الاستنارة العقلية .. الاستراحة النفسية ، وقد تكون أسبابا شخصية أو اجتماعية . ولم أر (كما يذكر) لمشاعر الرغبة والرهبة آثارا تذكر في اعتناق الإسلام ! ذلك أنّ الهزائم السياسية والاقتصادية التي تُحيط بالعالم الإسلامي تجعل ذلك مستبعدا .. الوافدون الجدد لا ينقطع مددهم .. وإخراج المسلمين عن دينهم تلقى مقاومة شديدة رغم القصور والخلل اللذين يسودان ميادين الدعوة والتربية .. قد ينجح الاستعمار في إفساد قلب بيد أن ذلك القلب يبقى كالبيت الخرب تصفر فيه الريح ولا يحتله ساكن جديد . وأحسب أن الدعاة الصادقين لو تمهد لهم الطريق فإنهم يقدرون على استعادة كل تلك القلوب الفارغة وملئها بالحق .. إذن الإسلام ينتشر ولن تستطيع قوة أن تقضي عليه ، وهذه شارات مارة ، وفلاشات عابرة ، تبرز صحة ما أقول ، أردت بها إحياء موات قلبي وقلوب حملة الإسلام ، من سلالات الصالحين الذين تحملوا عناء نشر هذا الدين : قل لي بربك يا نسل الهدى ماذا دهاك ؟ أي أمرٍ حل بالسيف فألقته يداك أيِ بَرٍ تهتَ فيه حين لم نسمع صداك ! أيَ بحرٍ عُمتَ فيه ثم ضيّعت حماك كنت شمسا تشرق الأكوان من فيض ضياك كنت نجما سرمديا يعشق الكون سناك بَحّ صوت الدهرُ أني ليس يُرضيني سواك عاثت الريح بقومي وطمي السيل علاك يا سليل الحق هل من طلعة تجلو صداك فيمين الكون تهفو لتعانقها يداك أتراك اليوم تصحو من رقود أتراك إن سألت الله أمراً حقق الله داعك إن هززتَ النصلَ يوما سارت الدنيا وراك أو حدوت الناس شعرا ردد الكون حداك وأردت بعث الأمل في نفوسنا كي ننظم إلى جاحفل الربانيين الذين يحولون المحنة إلى منحة ، فإسلامنا اليوم على مفترق طرق ، فالإرهاصات بينه تدل على أننا على أبواب مرحلة المشروع الحضاري الإسلامي سيقود العالم من خلالها مرة أخرى إلى دولة الأمن والعدل والسعادة والغنى ، حضارةٌ الإنسان جوهرها ، وعقيدة التوحيد غايتها ، فهل نكون نحن من جنودها ؟ اسمعوا بارك الله فيكم إلى : د. زغلول النجار وهو يذكر نماذج من تلك المنح في مقابلة له مع مجلة الفتيان العدد 55 / ص : 12 – 15 فيقول : انعقد في أوائل التسعينات مؤتمر للإعجاز العلمي في روسيا .. وبعد انتهائه أعلن 37 عالما من أنحاء العالم اعتناقهم للإسلام .. وأثناء حرب الخليج الثانية – حرب تحرير الكويت – لوحظ استعلاء الجنود الغربيين وتحديهم مشاعر الناس بشكل سافر ، فنصحتُ بدعوتهم للإسلام ، ونظمتُ بالتعاون مع – البعض - سلسلة محاضرات .. وكانت ثمار هذه المحاضرات إسلام 20 ألف جندي سجلنا أسماءهم وعناوينهم وأرسلناها إلى المراكز الإسلامية في الغرب ، وفي كل مرة أسافر – إلى هناك – أتصل بالكثير منهم فأجدهم قد ازدادوا معرفة وارتباطا بالإسلام .. هذه جهود فرد ، فكيف لو عملنا جميعا لنصرة الإسلام ووظفنا طاقاتنا لأن يكون الله غايتنا هذا بجهده وذاك بماله ، هذا بوقته وذاك بفكره ، هذا بقلمه وذاك بلسانه ، هذا بريشته وذاك بصناعته ، هذا بموهبته وذاك بخبرته .