حثت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان الولاياتالمتحدة الأميركية يوم الاثنين على الكشف عن دورها في الضربة الجوية التي قتلت نحو 50 مدنياً في منطقة المعجلة في محافظة أبين في ديسمبر من العام الماضي.
و كانت الضربة تستهدف معسكراً لتنظيم القاعدة كما بررت الحكومة فيما بعد.وأدى إلى مقتل 41 من السكان المدنيين بينهم 14 من النساء و21 طفلاً. ونشرت منظمة العفو صوراً لما قالت إنه صاروخ أميركي موجه يحمل ذخيرة عنقودية. وتظهر الصور أجزاء مدمرة من صاروخ توماهوك موجه قالت المنظمة إنه سلاح لا تملكه سوى القوات الأميركية إضافة إلى قنبلة عنقودية صغيرة. ونقلت وكالة رويترز عن فيليب لوثر نائب مدير برنامج منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قوله "الحكومة الأمريكية يجب أن تكشف عن الدور الذي قامت به في ... الهجوم وكل الحكومات المعنية يجب أن توضح الخطوات التي اتخذتها لمنع سقوط قتلى وجرحى دون داع". وأضاف في بيان "هجوم من هذا النوع على متشددين مزعومين دون أي محاولة لاعتقالهم هو على أقل تقدير عمل غير قانوني". وقالت المنظمة العفو الدولية إنها تشعر بقلق بالغ حيال الأدلة على استخدام قنابل عنقودية.وقال لوثر "حقيقة أن العديد من الضحايا كانوا نساء وأطفالا تشير إلى أن الهجوم كان عملاً لا يتسم بالمسؤولية خاصة مع احتمال استخدام ذخائر عنقودية". وأوضحت المنظمة أنها حصلت على الصور من مصدر سري خلال زيارة لليمن في مارس. وجاء في بيان المنظمة كانت الحكومة اليمنية قالت إن قواتها قامت بالعملية وحدها دون تدخل الولاياتالمتحدة، لكن وبعد أيام من الهجوم، ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية عن مصادر عن تكشفها تأكيدها إن الحكومة الأمريكية هي من قامت بالضربة الجوية، مستخدمة صواريخ كروز وذلك بناءاً على أوامر رئاسية باستهداف اثنين من المواقع المزعومة لعناصر القاعدة في اليمن". ودعا فيليب لوثر "حكومة الولاياتالمتحدة إلى كشف ماهية الدور الذي لعبته في الهجوم على منطقة المعجلة"، مطالباً جميع الدول المعنية بإظهار الخطوات التي اتخذت لمنع وقوع وفيات وإصابات لا لزوم لها. وأشارت المنظمة إلى أن الصور تظهر أجزاء من الصواريخ من نوع توماهوك كروز BGM - 109D، أمريكية الصنع. وأكد إن هذا النوع من الصواريخ أطلقت من سفينة حربية أو غواصات، وهي مصممة لنقل حمولة من القنابل العنقودية (166 قنبلة) وتنشطر الواحدة منها إلى ما يزيد عن 200 شظية حادة وصلبة، ويمكن أن تسبب إصابات على بعد 150م. وأوضحت المنظمة في بيانها، الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه، عن احتواء تلك القنابل على مادة حارقة صغيرة (أجزاء من الزركونيوم) تؤدي إلى إندلاع النيران في الأشياء القابلة للاشتعال في مكان قريب من سقوطها. وكشفت منظمة العفو الدولية عن العثور على ذخائر صغيرة من (بلو 97 / ب) لم تنفجر، وتحملها صواريخ (BGM - 109D) وتستخدمها عادة القوات الأمريكية، في حين أنه من غير المحتمل أن تكون القوات اليمنية قادرة على استخدام مثل هذا النوع من الصواريخ. وقالت المنظمة إنها طلبت من وزارة الدفاع الأمريكية توضيحاً حول تورط قواتها في الهجوم على منطقة المعجلة، والإجابة عن الاحتياطات التي اتخذتها للحد من سقوط قتلى وجرحى، لكنها لم تتلق أي رد. وقال مايك لويس باحث شؤون الحد من التسلح في منظمة العفو الدولية "إن المنظمة تشعر بقلق بالغ اثر بروز دليل على استخدام الذخائر العنقودية في اليمن، بعد أن التزمت معظم الدول وفي مختلف أنحاء العالم بحظر هذه الأسلحة بشكل كامل". وأضاف "إن الذخائر العنقودية عشوائية الأثر وإذا لم تنفجر قنبلة منها فإنها تهدد الأرواح وحياة الناس لسنوات" وأكد على مسؤولية جميع الحكومات عن حظر استخدامها وسرعة تقديم المساعدة العاجلة لتطهير الذخائر غير المنفجرة. ولفتت المنظمة إلى تقرير اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق في المعجلة، والتي قالت فيه بأنها "وجدت جميع المنازل قد احترقت مع محتوياتها". وأضافت اللجنة أنها "وجدت آثار دماء الضحايا وعدد من الثقوب في الأرض التي تركها القصف، فضلا عن عدد من القنابل التي لم تنفجر". وقال أحد الناجين إن أفراد عائلته قتلوا على الرغم من أنهم لم يرتكبوا أية جريمة، وكانوا نائمين عندما وقع الهجوم بالصواريخ صباح يوم 17 ديسمبر 2009. وأشارت المنظمة إلى أن اللجنة البرلمانية اليمنية دعت الحكومة إلى فتح تحقيق قضائي في الحادث وتقديم المسؤولين عنه للعدالة، لكنه لم يجرى حتى الآن أي تحقيق من هذا القبيل. وأشارت اللجنة في تقريرها إلى بيانات أدلى بها محافظ أبين بأن السلطات استهدفت 14 شخصا من عناصر القاعدة خلال الهجوم، لكنها قالت انها لم تتمكن من الحصول على معلومات تؤكد ذلك، ولم يتسن لها معرفة سوى اسم واحد فقط من عناصر القاعدة. طبقاً لما ورد في بيان منظمة العفو. المصدر اولاين