كشفت منظمة العفو الدولية "أمنيستى إنترناشونال" المعنية بحقوق الإنسان النقاب عما وصفته بأدلة على ضلوع الولاياتالمتحدة فى ضربات جوية استخدمت فيها صواريخ تحمل قنابل عنقودية ضد من يعتقد أنهم عناصر فى تنظيم القاعدة داخل الأراضى اليمنية في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأعلنت المنظمة أنها ستنشر اليوم الاثنين صوراً تشير إلى الدور الذي لعبته الولاياتالمتحدة في الهجوم الذي استهدف موقعاً في إحدى قرى منطقة المعجلة في محافظة أبينجنوب اليمن في 17 ديسمبر/كانون الأول 2009 وراح ضحيته 55 شخصاً من بينهم 14 عضواً مزعوماً في تنظيم القاعدة. وقالت المنظمة إن صور صواريخ كروز الأمريكية الصنع تحمل ذخائر عنقودية، وجرى التقاطها في أعقاب الهجوم على معسكر تدريب مزعوم لتنظيم القاعدة في اليمن، والذي أدى إلى مقتل 41 شخصاً من السكان المحليين من بينهم 14 امرأة و21 طفلاً . وأضافت المنظمة إن الحكومة اليمنية أعلنت وقتها أن قواتها شنت لوحدها هجوم المعجلة، لكن تقارير أمريكية ذكرت لاحقاً نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها في الحكومة الأمريكية أن الهجوم بصواريخ كروز شُن بناءً على أوامر البيت الأبيض ضد اثنين من المواقع المزعومة لتنظيم القاعدة في اليمن . وقال فيليب لوثر نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية "إن توجيه ضربة عسكرية من هذا النوع ضد مسلحين مزعومين من دون محاولة اعتقالهم هو على الأقل غير قانوني، كما أن حقيقة أن الكثير من الضحايا كانوا من النساء والأطفال يُعد مؤشراً على أن الهجوم كان غير مسؤول بتاتاً ولا سيما على ضوء احتمال استخدام الذخائر العنقودية". وقال مايك لويس باحث شؤون الحد من التسلح في منظمة العفو الدولية "إن المنظمة تشعر بقلق بالغ اثر بروز دليل على استخدام الذخائر العنقودية في اليمن، بعد أن التزمت معظم الدول وفي مختلف أنحاء العالم بحظر هذه الأسلحة بشكل كامل". وقالت المنظمة إن الهجوم بصواريخ كروز شُن بناء على أوامر من البيت الأبيض، ما يناقض تصريحات الحكومة اليمنية حينها بأن قواتها شنت الهجوم بمفردها. وانتقدت المنظمة واشنطن لاستخدامها القنابل العنقودية وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب إسقاط ضحايا في صفوف المدنيين. وتقول المنظمة إنها حصلت على صور فوتغرافية أخذت بعد الغارة مباشرة تظهر بقايا صاروخ توماهوك مصنوع في الولاياتالمتحدة. تفسيرات متباينة وتتباين التفسيرات لما حدث في الهجوم الذي جرى في 17 من ديسمبر/كانون الأول في منطقة المعجلة في مقاطعة أبينجنوبي اليمن. كان مسؤولون امني يمنيون قد قالوا في البداية إن 34 من عناصر القاعدة قد قتلوا، بيد أن لجنة برلمانية يمنية قالت في تقريرها لاحقا إن 41 من المدنيين قد قتلوا في الضربة إلى جانب المسلحين. وفي واشنطن أحال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بريان وايتمان الأسئلة التي وجهت إليه عن الضربة إلى الحكومة اليمنية. وأثنى أيضا على دور صنعاء في تصديها "لخطر القاعدة في بلادها" قائلا إن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة أي فعل ضد الجماعة الإرهابية في اليمن. وتظهر نسخ الصور حطام قطع معدنية مما يبدو انها بقايا صاروخ. ولم تكشف المنظمة كيفية حصولها على الصور، لذا لم يتم التأكد من مصداقيتها من مصادر أخرى بعد. وتقول منظمة العفو إن الصور تظهر أجزاء من جسم وحمولة صاروخ كروز توماهوك (BGM-109D ) من صنع أمريكي. وتضيف أن مثل هذا الصاروخ يمكن إطلاقه من سفينة حربية او غواصة، وقد صمم لنقل حمولة من الذخيرة العنقودية التي تنتشر على مساحة واسعة، وهو مستخدم فقط لدى القوات الأمريكية. وقال لوثر: "بناء على الدليل الذي تقدمه هذه الصور يجب على الحكومة الأمريكية أن تكشف عن ماهية الدور الذي لعبته في ضربة المعجلة. ويجب على كل الحكومات المشتركة فيها أن تظهر ما هي الخطوات التي اتخذتها لتجنب الخسائر الإنسانية غير الضرورية من قتلى وجرحى". وكان ما لا يقل عن 30 بلدا قد صادقوا على اتفاقية دولية جديدة تحظر استخدام الذخيرة العنقودية إلا أن الولاياتالمتحدة لم تنضم إلى هذه الاتفاقية بعد.