ياربي إننا لانعلن تذمرنا التي وسعت كل شيء فنحن لانحمد أحد على مكروه سواك فلك الحمد والمنّة وتلك مشيئتك سبحانك فتسوق الرياح لمن تشاء وتذل من تشاء وتسقي من تشاء بيدك الخير يارب إنك على كل شيء قدير ..... الفرح والحزن مربوطان بقدرة الله وكلنا يأمل ويحب أن تكون أيامه كلها سعادة وفرح وأن لايعكرها شيء لكن في الأخير تكون مشيئة الله فوق الجميع ولاراد لقضاء الله وقدره . اليوم استقبلنا أول أيام عيد فطرنا المبارك واحتفلنا به كسائر مسلمي المعمورة لكن فرحة العيد عند أهلنا وأحبابنا في وادي دوعن وتحديدا الأيمن منه ناقصة ولم تكن مثل فرحة الأعوام الخوالي على مدى سنوات طويلة وسيظل هذا العيد مطبوعا في ذاكرتهم لسنوات طويلة قادمة ليصير من قصص ألف ليلة وليلة حيث ماقبل العيد بيومين وبينما أغلبهم قد أمن حاجيات العيد وهم على أهبة الاستعداد لاستقباله فرحين تدخلت المشيئة الإلهية ولله الحمد والمنّة وبينما كان الأهالي كعادتهم يتمنون سقوط الأمطار وجريان السيول تفاجئوا عصر أمس الأول الأحد بجريان مياه في مجرى وادي الأيمن لم يعهدوها من قبل في دلالة على أن هذا السيل عرمرم وبالفعل كان كذلك فدمر مادمر من بيوت ومحلات تجارية في المناطق الأكثر قربا من مصب الوادي فكانت الخريبة والرباط والرشيد الأكثر تضررا ولست شاهدا على هذا السيل لكن أتت الأخبار لتؤكد بأنه قد طغى على أراض ٍ زراعية أعرف أنه مياهه تصل إليها عبر القنوات والسواقي لكن هذه المرة غمرها مباشرة متخطيا مئات الأمطار التي تفصله عنها إنها مشيئة الله والأكثر من ذلك أن أعمدة الكهرباء الواقعة في طريقه أو البعيدة عنه كان مصيرها الإزالة لتعيش دوعن وواديها الأيمن مؤقتا تحت الإقامة الجبرية بدون كهرباء . فرحة العيد في دوعن لأن الذكرى الثالثة لكارثة السيول التي حلت بحضرموت تفصلنا عنها أشهر بسيطة وكان لبعض مناطق دوعن نصيبا من ذلك ولم تندمل جراحها بعد فأتى هذا السيل ليعيد الكرّة من جديد ويعكر صفو فرحة العيد السعيد ويجعل أغلب المناطق تعيش في ظلام الدامس ويستقبلون عيدهم كذلك في عودة بهم إلى عشرات السنوات إلى الوراء في ظل أزمة المحروقات المتواصلة لكن زيارة المحافظ للوادي بعد الكارثة ونزول فريق من مؤسسة الكهرباء قد يعجل بحل أحد المشكلات لتبقى باقي المشاكل قيد الحصر والنزولات لعل وعسى تتلاحق وتكمل فرحة أهلنا في دوعن حتى لاتزيد عليهم المواجع . فاصلة للمرة الثالثة أكتب تحت هذا العنوان وكلما حاولت إنهاءه حدثت مشكلة في الجهاز وأصبح المقال فص ملح ويذوب لكن الفكرة لازالت لأن الأمر جلل والمأساة عظيمة فقدنا خلالها آلافا من أشجار النخيل لايعلم بقيمتها إلا من عاش وتعيش من خيراتها لكن هكذا هي قدرة الله وشاءت إرادته إلا أن يكون الأمر هكذا فاللهم لك الحمد .