خلق البحر لتعانق موجاتة الرمال والصخور ، وتشرق الشمس لتلف بدفئها الصحاري والرمال ، ونرى الفراشة الجميلة بألوانها اللطيفة بين أوراق الزهور بين عبيرها ومناظرها الخلاّبة . فما أجمل ما وصف به كل ذُي روحٍ وجماد ، فكانت الأم الحنون التي مزّقت أحشائها من صغارها ، أجمل من تلك الاوصاف ، من البحور التي خُلقت لتعانق ، ومن الشمس التي أكتسب للدفئ ، ومن الفراشة التي تزهو بألوانها اللطيفة . فإنني كم أشفق ، ويُعتصر قلبي من أنين الحنون التي نسى أولادها حُباً وحناناً وعيناً سهرت لتنام أعين ، فكم زرعت لهم الأرض زهوراً ، فيزرعون لها الأشواك ، ووزُعت قُبلاتها لهم ، فتحصد منهم قسوة وفضاضة . ألا تعلمون إنها أمّكم العظيمة ، التي على ظهرها البحر ، لتجدوا من نسمات عليلها متنفُساً ، وهي التي زرعت من عيونها رمالاً مفترشة تحت أقدامكم لتطئوها ، وأكتسبت من الشمس حرارة لتكون لكم دفئً ومن الصخور جبالاً لتكونوا أكثر ثباتاً ورسوخاً ، فهي الأم الحنون التي جعلت من قوامها جمالاً ،لتراه أعينكم ، . فلماذا تعبثون بقوامها الجميل..؟ وتطفئون أضوائها المنيرة..؟ لماذا تريدونها أن تبقى في الظلام الدامس..؟ لماذا تبعثرون بنظّارة وجهها الحسن..؟ أفيقوا من سباتكم العميق ، ولا تزيدوها عقوقاً على عقوق . إعلموا يا أبناء حضرموت المجيده ، وياأبناء أرض التاريخ العريق ، التي زخرت سطورها . بالأخلاق الجميله والدين القويم ، والمجد والحضارة والعلم والأصاله . أنتم من ضرب للعالم أروع الأمثله ، بالعز والكرم والجود وكل ما أُجمعت بها الكلمه من معنى وصورها العظيمة ، فلا تعكسوا صورة سيئه للعالم ، ولا تهدموا ما بنوه الأوائل من أمجاد ومفخرة للتاريخ ، وإعلموا إنكم كنتم رموزاً للنضال وملاحم الشرف ، ولكن ما نراه هل رسم للعالم النضال السلمي والحضاري . هل من النضال تدمير كل شيء ، والعبث بالطرقات التي كانت من صنع أمجاد أبائكم وأمجادكم أنتم . إن ما يحصل في أرضكم وممتلكاتكم وبأيديكم فهو يندنى لها الجبين ، ويخزي الوجوه النيره ، ويطأطأ الرؤوس الشامخة ، فكم من نفس زُهقت ، وبأي ذنب قُتلت ، بحصاد أيديكم التي تختبأ ورأها أيادي خفيه . فالتعبير عن الحقوق والحريات لا ينال بما نالته أيديكم . وبأفعالكم المبعثرة ، لن تنالوا ما يهدف به غيركم ، ولا يرضى به مليككم وخالقكم بل مستوجباً سخط رب العالمين ، فهل سأل كل واحدٍ منكم نفسه ، حينما يُسأل عتما أتلفه ودمّره وبأي حق يجعله يقوم بما قام به ، فهناك لن يجد حينما يسأله المولى جل وعلا إلأّ ما أخبر به مولانا في كتابه الكريم حين قال ( كل نفس بما كسبت رهينة ) وقوله تعالى ( هنالك تُبلى كل نفسٍ بما كسبت ) فاحذروا ياأبناء هذه الرمال الغالية ، وحافظوا على ماء الوجه ، وأحفظوا دمائكم وأموالكم من العبث والدمار ، وأرجعوا إلى دينكم الحق ، وليكن كتاب ربكم وسنة نبيكم نصب أعينكم وإذا عرفتم ما كسبت أيديكم من خراب ، فتوبوا وأنيبوا وأرجعوا لمولاكم الحق ، ولا تعودوا لمثلها . ولا تعبثوا بأرواحكم وأنفسكم وأموالكم ، فالروح أعظم عند الله من الكعبة المشرفة ، ولا تكونوا سبباُ في الإثم ( والسعيد من أتعظ بغيره ) السبت 29 / أكتوبر / 2011 م