في خطوة غير مدروسة قرر الاتحاد العام لكرة القدم الدفع بالاثيوبي “ابراهام مبراتو” مدرب منتخبنا الاولمبي للقيام (مؤقتاً) بمهام مدرب المنتخب الأول - الوطني سامي نعاش، بعد استدعاء لاعبي المنتخب لمعسكر إعدادي مغلق في العاصمة صنعاء تحضيراً للمباراة القادمة التي سيخوضها في الدوحة أمام نظيره القطري في 13 أكتوبر القادم ضمن التصفيات الآسيوية. ويُصّر اتحاد الكرة على إبقاء منصب مساعد مدير الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول شاغراً حتى اللحظة بصورة تثير الكثير من علامات الاستفهام، في الوقت الذي غادر المدرب سامي نعاش الى دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل مفاجئ في زيارة قيل انها “شخصية”، بينما يتحدث البعض عن تلقيه عرضاً لتدريب إحدى الفرق الإماراتية وتحديداً في قطاع الناشئين. وكان اتحاد الكرة قد أسند مهمة تدريب المنتخب الى المدرب الوطني المعروف سامي نعاش عقب استقالة البلجيكي توم ساينت فيت في 22 مارس الفائت إثر خسارة ثانية تلقاها منتخبنا من نظيره الماليزي 1 - 2 ضمن ذات المسابقة، غير أن لاعبي المنتخب دخلوا في إجازة طويلة منذ ذلك الوقت قبل أن يتم استدعاؤهم مجدداً أمس الأول للتجمع في صنعاء. وفي حين لم يُعلن بشكل رسمي عن موعد عودة “النعاش” لممارسة عمله كمدير فني للمنتخب وبقاء منصب المساعد شاغراً حتى الآن، نشرت يومية الثورة الخميس الفائت خبراً عبر المنسق الإعلامي للمنتخب الاولمبي حول اقرار (الجهاز الفني للمنتخب الوطني) القائمة الأولية للاعبين والتي ضمت 28 لاعباً. ووفقاً للمنسق الإعلامي للاولمبي، لم تشهد القائمة الأولية تغييرات كبيرة، حيث تم الإبقاء على 25 لاعباً كانوا ضمن قائمة المدرب البلجيكي “توم” الرئيسية وإضافة ثلاثة عناصر جديدة فقط: أحمد الحيفي وعبدالرحمن ياسين وأحمد سعيد. وتسيطر مشاعر الإحباط على الشارع الرياضي اليمني في ظل الحديث عن تدخلات مسئولي اتحاد الكرة بصورة سافرة في قائمة المنتخب.. ويتساءل البعض عن أسماء ما قيل عنه “الجهاز الفني للمنتخب الوطني“ الذي أقر القائمة الأولية رغم غياب المدرب وعدم الكشف عن اسم مساعده من قبل اتحاد الكرة.. إضافة الى تشكيكهم في الطريقة التي تم بها اختيار هؤلاء اللاعبين وهو ما اعتبروه مغالطة مكشوفة تؤكد حقيقة التدخل الواضح لمسئولي الكرة في قوائم المنتخبات. مؤكدين أن الاعتماد على القوائم الجاهزة وفرضها على المدربين لا يخدم تطور الكرة اليمنية ويضرب بمبدأ تكافؤ الفرص بين اللاعبين عرض الحائط لاسيما أن هناك عدداً من اللاعبين الذين ظهروا بمستويات لافتة خلال الموسم لم تشملهم القائمة الأولية وسيبقون مغيبين تماماً عن فرصة تمثيل الوطن وارتداء شعاره الى أجل غير معلوم طالما لا يمتلكون “ظهراً“ يستندون عليه في اتحاد العيسي. ولا يبدو الشارع الرياضي اليمني متفائلاً بما فيه الكفاية حيال مستقبل المنتخب الوطني لكرة القدم وإمكانية تحقيق انتصارات وإن معنوية في المدى القريب عطفاً على الطريقة التي تدار بها الكرة اليمنية وسياسة التخبط والعشوائية التي ينتهجها الاتحاد، دون الاعتماد على برامج وخطط واضحة لضمان تسجيل حضور يمني مشرف في المشاركات العربية والآسيوية على الأقل في المستقبل القريب. في المقابل لا يبدو لاعبو المنتخب بمعزلٍ عما يدور في الشارع الرياضي، خاصة في ضوء تصريحات مسئولي اتحاد الكرة وتبريراتهم الاستباقية عن إخفاقات محتملة قياساً بفترة الإعداد السيئة والصعوبات المالية التي لا يفوت مسئولو الاتحاد فرصة دون الحديث عنها، وهو ما قد يسهم في تعزيز الروح الانهزامية لدى اللاعبين، كما يحدث قبيل كل مباراة أو بطولة يخوضها المنتخب. يذكر أن حظوظ المنتخب الوطني باتت معقدة بعض الشيء عقب تلقيه خسارتين متتاليتين في التصفيات الآسيوية جعلته متذيلاً لترتيب المجموعة الرابعة، من البحرين (صفر 2) وماليزيا (1 2) على التوالي، إضافة الى خوض مباراتيه القادمتين أمام المنتخب القطري ذهاباً في الدوحة في 13 أكتوبر القادم، وإياباً على استاد خليفة بن زايد بمدينة العين الإماراتية 15 نوفمبر المقبل، بسبب استمرار الحظر على الملاعب اليمنية قبل أن يطير إلى العاصمة البحرينية المنامة لإجراء مباراته الخامسة أمام البحرين 19 نوفمبر، ثم اختتام مشواره بمواجهة ماليزيا في ملعب سيتم تحديده لاحقاً على ضوء اجتماع الفيفا الذي سيقرر بقاء الحظر من عدمه.