حقق المنتخب الوطني المدرسي المركز الثاني في البطولة العربية للمنتخبات المدرسية بعد أن ذهب إلى تونس من أجل تقديم صورة مشرفة ليس أكثر عن الكرة اليمنية.. وبعد أن تصدر المجموعة وحقق المفاجأة كبُر الحلم وأصبح الكل يطالبه بالبطولة، وبالفعل وصل إلى المباراة النهائية، ولكنه خسر المباراة الختامية ليعود إلى اليمن بطلاً.. «ماتش» التقت مدرب الفريق الكابتن محمد سالم الزريقي الذي تحدث عن مشاعر الفوز وطريق الإعداد وقوة المنافسين.. فإلى نص الحوار: * كابتن ألف مبروك؟ ألف مبروك للشعب اليمني الذي كان بحاجة ماسة للانتصار والفرح ونحمد الله أننا استطعنا أن نساعدهم على الفرح. * ذهبتم من أجل تقديم صورة مشرفة وعدتم أبطالاً؟ هذا الجهد يحسب للأبطال الشباب الذين كانوا عند مستوى التحدي وقدموا مستوى يليق بهم وبالكرة اليمنية.. وهذا هو اليمن إن أردتم معرفته.. غني بشبابه القادرين على الانتصار وتقديم صورة مشرفة للكرة اليمنية. * ألم يكن هناك تخوف؟ شوف.. هناك فوارق يجب ألا ننكرها.. وتدربنا على الدفاع أكثر من الهجوم، ولكن في الأخير كان هناك توازن جيد والحمدلله. * تتحملون جزءاً من المسؤولية لأن التجمع كان في 12 يوماً؟ صحيح كان التجمع في فترة قصيرة وبذلك استطعنا أن نصل إلى تشكيلة مثالية في وقت قصير وقدم الشباب مستوى يشكرون عليه. * البعض اتهمك بأنك أقصيت الكثير من اللاعبين المستحقين لارتداء فانيلة المنتخب؟ صحيح.. من يقول هذا فهو محق، فمن الصعب أن تختار ثمانية عشر لاعباً فقط من حوالي خمسة عشر مليون شاب يمني وكثير من الشباب يستحق أن ينضم للمنتخب، ولكن الوقت كان قصيراً، ومن وجهة نظري الفنية كان هؤلاء هم الأفضل والحمدلله قدموا مستوى جيداً وكل ما يمكن أن نحلم به هو أن نصل الى النهائي ووصل الشباب الى النهائي وهناك منتخب مع أحمد علي قاسم ومنتخب كان معي.. واليمن غنية بشبابها. * طيب لم يكن هناك أي إبعاد قسري لأحد؟ لا.. وكل ما في الأمر أن الوقت ضيق والعدد قليل. * هل بدأت مرحلة الإعداد من الصفر؟ طبعاً الفريق كلهم شباب وعمرهم أقل من 20 وعندهم لياقة بدنية عالية وهي ما ساعدتنا على أن نقدم مستوى جيداً وكنا نتمرن على فترتين.. وكما قلت لك الفارق البدني من صنع قوة للفريق واستطاع أن يعوض قصر المدة. * كيف كانت الرحلة الى تونس؟ مرهقة ومضنية وجميلة.. كانت مرهقة لأننا وصلنا قبل المبارة بأقل من نصف ساعة وجميلة لأننا حققنا نتيجة إيجابية في هذه المباراة وأنهيناها بالتعادل مع السودان.. وحقيقة الأمر أنني كنت رافضاً أن ألعب المباراة وطلبت من البعثة أن نعتذر عن إقامة هذه المباراة وتحسب ضدنا ثلاثة صفر لأنني خفت على لاعبينا من الإصابة بعد الإرهاق من السفر ولكن اللاعبين رفضوا وأصروا إلا أن يلعبوا.. فاتجهنا مباشرة من المطار الى الملعب وحمينا هناك حوالي عشر دقائق وبعد ذلك لعبنا المباراة وتعادلنا 11 ولو كنا وصلنا قبل ذلك لكسبنا المباراة؟ * من يتحمل مسؤولية التأخير؟ سبب التأخير كان الحجوزات في الطيران لأننا ما وجدنا يوم الاثنين الحجوزات وتأخرت المعاملات والسفر ولكن العبرة بالخواتيم. * يعني بعد هذه المباراة شعرتم بأنكم قادرون على المنافسة؟ بصراحة.. مباراة الجزائز كانت هي المباراة التي أعطتنا دفعة قوية للوصول الى النهائي لأنه بعد هذه المباراة كنا قد تأهلنا الى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباراة الإمارات وبدأ الشباب في تحدٍّ جديد مع أنفسهم للوصول الى النهائي، وكيف بعدها كتبت عنا الصحف الرياضية.. بجد كانت هذه المباراة هي مفتاح العبور. * قاطعته.. يعني كبر الحلم.. صحيح كبر الحلم.. وكبر التحدي وأنا أشكر اللاعبين الذين ساعدوني في الوصول الى النهائي.. وهذا الإنجاز لا يحسب للمدرب وإنما يحسب للجميع. * كانت المباراة أمام السعودية الأصعب؟ كانت الأمتع.. رغم أننا لعبنا بعشرة لاعبين ومائة وعشرين دقيقة ولكنني استطعت ان أقرأ المباراة جيداً وتفوقنا عليهم وأخرجناهم وأسعدنا الشعب اليمني بالوصول الى المباراة النهائية. * هل كانت منتخبات المدارس المشاركة بنفس أعمار لاعبيك؟ لو شرحت لك لرأيت العجب العجاب من المنتخبات المشاركة.. كل البلدان شاركت بمنتخب الشباب الذي يستعد للمشاركة في تصفيات آسيا واعتبروها بروفه أولية، أضف الى ذلك أن المنتخبات جاءت بكامل طواقمها الفنية والطبية، ومنتخب قطر مثلاً جاء بأكثر من سبعة لاعبين “لا يتحدثون العربية”، ولكن بفضل الله وبالحظ والتدريب وجهد اللاعبين ألغيت كل الفوارق. * بعد العودة الى اليمن هل كان هناك تكريم يليق بما أنجزتوه؟ للأمانة أنا تفاجأت من الاستقبال والحفاوة ومن إنصاف الإعلام للفريق.. وحين عدنا عند الرابعة فجراً كانت هناك باصات تقل الفريق الى صالة التشريفات وكان هناك في استقبالنا معالي الدكتور عبدالرزاق الأشول وزير التربية والتعليم وكذا نائب الوزير وكذلك الاحتفال الذي أقامته الوزارة لنا. * هل المكافآت المالية كانت مجزية؟ اللاعبون كانوا لا يبحثون عن المال فهم يحملون طموحاً راقياً، والمال ليس كل شيء.. هناك منتخبات أكثر منا استعداداً وبراحة أفضل بكثير ولكن العزيمة هي من تصنع الفارق في كثير من الأحيان. * هل لاعبون أمثال عبدالرحمن ياسين وياسر مناجي وفيصل باهرمز.. هل تتوقع استمرار عطائهم؟ من خلال معرفتي بهم.. هم لاعبون طموحون وبعيدون عن العادات السيئة “القات والسهر”، وأنا شخصياً أتوقع لهم مستقبلاً رائعاً شريطة أن يحافظوا على مستواهم، هم لايزالون في بداية الطريق ولايزال المشوار أمامهم طويلاً كي يقدموا أفضل ما عندهم.. وهناك لاعبون كثر ولا أحب أن أذكر اسماً محدداً. * لكن إذا ما سألناك من هو اللاعب الذي قدمه محمد الزريقي للكرة اليمنية؟ كما قلت لك لا أحب أن أذكر أسماء محددة أنا قدمت مجموعة متكاملة في كل الخطوط وفريقاً بهيبة البطل وليس لاعباً فقط والكل في نظري نجوم وأتوقع لهم مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالإنجازات. * ماذا يعني لك هذا الإنجاز؟ نوع من الواجب قدمته تجاه وطني.. صحيح أن الحظ ساعدنا ولكن في الأخير هذا إنجاز يحسب لي وللاعبين وأشكر الوزارة وكل الطاقم الذي عمل معنا من فنين وإداريين.. * وما خلاصة هذه التجربة؟ هي تجربة جميلة.. علمتني الشيء الكثير.. تعلمت كيف أعمل تحت الضغط وكيف نعمل الشيء الكثير في الوقت القليل.. هي تجربة مميزة أن تلعب مع لاعبين يمثلون الوطن لأول مرة.. هؤلاء اللاعبون أعادوا لي الثقة لأنني لسه خارج من كبوة في مشواري الكروي والمتمثل في هبوط الوحدة والآن أعادوني الى الواجهة من جديد بروح جديدة. * كابتن أين سنراك في الموسم المقبل؟ لا يوجد أي عرض حقيقي حتى الآن ولم أفكر حتى الآن ولكن أغلب الظن أنني سأتفرغ للدراسات العليا وسأستريح في هذا الموسم. * كابتن محمد أنا أشكرك.. كلمة أخيرة؟ وأنا أشكرك.. والشكر لصحيفتكم والقراء وكل يوم وأنتم في فرح مستمر.