ركزت الصحافة الاسبانية في الأيام الماضية أنظارها على تغيير مركز ليونيل ميسي مع برشلونة في بداية العام الحالي ليتحول إلى صانع ألعاب لتأدية دور اللاعب رقم 10 التقليدي بدلاً من رأس الحربة الوهمي الذي اعتاد اللعب فيه خلال الأعوام الخمس الماضية. ورغم اعتقادي أن مركز ميسي تغير في المباراتين الأخيرتين فقط، إلا أن مارتينو وافق الصحفيين على آرائهم ولم ينفي منح ليونيل دور مختلف في المباريات الأخيرة ولمح حول رغبته في الاعتماد على نجمه كلاعب "جوكر" وليس رأس حربة وهمي فقط مثلما كان أيام جوارديولا، بهذه الطريقة يكون المدرب قدم خدمة عظيمة لبلاده الأرجنتين للأسباب التالية 1- سنوات مجد ميسي الكبرى وتألقه العظيم كانت عندما شغل مركز رأس الحربة الوهمي بشكل مطلق. النادي حصد اللقب تلو الآخر عبر أهداف الأرجنتيني وأقوى الدفاعات انهارت أمامه، لذلك ليس هناك داعٍ لتبديل مركزه. 2- برشلونة يسجل العديد من الأهداف وخط هجومه قوي لكن جميع مهاجميه غير قادرين على خلق الفارق أمام المرمى في المباريات الصعبة باستثناء ميسي. 3- برشلونة لا يمتلك رأس حربة صريح أو حتى وهمي يستطيع أداء دور ميسي، بينما منتخب الأرجنتين يمتلك العديد من المهاجمين المميزين جداً الذي يستطيعون شغل مركز رأس الحربة الصريح، أي أن ميسي مطالب بتبديل مركزه دائماً في المنتخب الأرجنتيني. 4- البرسا يمتلك العديد من النجوم القادرين على صنع الأهداف لزملائهم (نيمار، إنييستا، فابريجاس، تشافي، ألفيس) لذلك وضع ميسي في مركز صانع الألعاب لن يشكل فارق كبير بل على العكس سيقلص من حظوظ الفريق أمام المرمى. 5- منتخب الأرجنتين على العكس من ذلك تماماً، فلو استثنينا دي ماريا (وأحياناً أجويرو) سنجد أن المنتخب يفتقر لنجم يمول زملائه أمام المرمى وينظم طريقة لعب الفريق، أي أن أداء ميسي لدور صانع الألعاب والأهداف بشكل مستمر مع برشلونة سيحسن من طريقة فهمه لهذا المركز وبالتالي سيعزز من قدراته في خدمة منتخب بلاده الأرجنتين. 6- ميسي واجهته مشاكل في السنوات الماضية بعدم قدرته على اللعب خلف رأس الحربة الرئيسي ثم الانتشار على الأطراف مع منتخب الأرجنتين لأنه يؤدي دور مختلف مع برشلونة. لكن تمرس ليونيل على المركز المطلوب مع البرسا في بعض المباريات سيعزز من حظوظ الأرجنتين في الاستفادة من نجمها.
مباراتان فقط لعبهم الأرجنتيني حتى الآن (من وجهة نظري) في مركز اللاعب رقم 10 التقليدي، وفي حال استمر في أداء هذا الدور وتألق فيه فلن أستبعد تقديمه مستوى رائع للغاية في نهائيات كأس العالم 2014.