تتوقف غالبية المسابقات الأوروبية والدوريات لالتقاط الأنفاس في الوقت الذي تخوض فيه المنتخبات مباريات ودية ضمن الأجندة الخاصة بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". ولعل الفترة الطويلة التي انقضت من الدوريات الكبرى في أوروبا لاسيما في إنجلتراوإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا، قد كشفت عن بعض الظواهر المتباينة بين عمالقة القارة العجوز.. والتي تتلخص في الآتي.. 1- فارس وحيد في البوندزليجا إذا كنا بصدد الحديث عن الدوري الألماني فإن بايرن ميونخ يقدم نموذجا واضحا لكونه الفريق الأوحد في البطولة، والقادر على المنافسة والاحتفاظ بلقبه، فلم يستطع أي فريق من كبار البوندزليجا أن يلحق الهزيمة بالفريق البافاري، وبات أقصى طموح بعض الفرق في البطولة ان تأمن التعرض لهزيمة بنتيجة ثقيلة، لاسيما بعد أن حطم الفريق الذي يقوده الداهية بيب جوارديولا كل القلاع الحصينة للأندية الكبرى على غرار شالكه، وبوروسيا دورتموند وعلى الأرجح أن تكون المباريات القادمة للبايرن في البوندزليجا مباريات احتفالية للفريق بقرب التتويج خطوة تلو الأخرى، وفي نفس الوقت تجهز عملاق آليانز أرينا للتحديات الأوروبية القادمة. وبوضوح لم يكن أداء البايرن مفاجئا أو وليد الصدفة، فمنذ انطلاق البوندزليجا هذا الموسم توالت الانتصارات، ولكن المفاجأة مستوى المنافسين، لاسيما دورتموند وصيف أوروبا في الموسم الماضي وأحد أشرس الأندية خاصة على ملعبه.
2- صراع ثلاثي نادر في الليجا قلما نجد فريق آخر يزاحم برشلونة وريال مدريد على اللقب الأكبر والأبرز في إسبانيا، فمنافسات الليجا هذا الموسم مختلفة تماما.. وعلى الرغم من أن القطبين البرشا والريال لم يتعثرا كثيرا إلا أن أتليتكو مدريد أظهر قدرته على أن يكون على قدم المساواة معهما ، ولا أدل على ذلك من المباريات القوية التي يقدمها في المواجهات المباشرة مع كل منهما وآخرها أمام ريال مدريد والتعادل بهدفين لمثلهما بعد الفوز عليه في الدور الأول بهدف نظيف. استمرار المنافسة حتى تلك المرحلة من الليجا تثبت أن أتليتكو لم يكن مجرد مزاحم للعملاقين، بل أن لديه رغبة حقيقية في المنافسة على اللقب هذا الموسم، في غياب أحد المنافسين التقليديين وهو فالنسيا. الصراع يزداد مع الوصول للمراحل الحاسمة من الليجا حيث أصبح فارق النقاط ضئيل للغاية مما يشعل المنافسة في الجولات القادمة.
3- لعبة الكراسي الموسيقية في البريميرليج باعتراف الخبراء من بينهم اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يوناتيد السابق، لم تشهد منافسات البريميرليج منذ سنوات طويلة المنافسة الشديدة بين عدة أندية على القمة مثل تلك التي يشهدها الموسم الحالي، فالصدارة لم تكن دائما لناد دون غيره وانتقلت عدة مرات، ما بين تشسلسي وأرسنال ومانشستر سيتي، حتى أن ليفربول بات قريبا للغاية. ذلك الصراع وبحسب آرسين فينجر مدرب أرسنال لن يُحسم قبل الجولة الأخيرة من البريميرليج، على غرار الموسم الذي حاذ فيه مان سيتي على اللقب، ولكن الفارق أن المنافسة في ذلك الوقت كانت ثنائية حيث أن جاره اليونايتد كان يزاحمه حتى الثواني الأخيرة، ولكن العام الحالي الأمر مختلف، ما بين أندية عدة تنافس على اللقب، وتسعى لحصده وطموح كل فريق لا يقل عن الآخر.
4- البطل يهمين من جديد في السيريا آ لم يتغير الحال كثيرا بالنسبة ليوفنتوس في إيطاليا، حيث أن لقب الاسكوديتو اقترب مجددا وللعام الثالث على التوالي من مدينة تورينو ، ولكن وجه الاختلاف يظهر فيه روما بثوبه الجديد المنافس بقوة والأفضل دفاعيا، فيما يبقى نابولي رغم كونه معزز بصفقات قوية منافسا على أحد المقاعد الأوروبية، ولم يختلف الحال للأفضل بالنسبة لميلان حتى الآن حيث مازال يصارع في رحلة البحث عن الهوية تحت قيادة مدربه الشاب سيدورف، كذلك الحال بالنسبة للجار والغريم إنتر ميلان الذي لم يكن مقنعا رغم أن نتائجه أفضل حالا من الروسونيري.
5- عمالقة العاصمة يسيطرون في فرنسا تحولت المنافسة الثنائية على لقب ال "ليج آ" بفرنسا إلى سباق أحادي، فبعد أن كان موناكو يلاحق سان جيرمان ويسير كلاهما جنبا إلى جنب جولة تلو الأخرى، أصبح فريق العاصمة "سان جيرمان" يغرد وحيدا على القمة بفضل تألقه نجومه لاسيما العلاق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، في المقابل فإن موناكو لم يعد قادرا على مجاراة نظيره الباريسي في صراع القمة وتلاشت طموحات اللقب شيئا فشيئا. خسارة وحيدة تعرض لها النادي الباريسي هذا الموسم وهي لا تشكل أزمة بالنسبة للفريق الذي يقترب من الحفاظ على اللقب فضلا عن مشواره الأوروبي الجيد حتى الآن.