لإنها لا تعير الرياضة سوى ما يتم تضخيمه وتهويله على انه سلبيات بلا حلول وتدهور بلا رؤية نجد قناة السعيدة في استغباء أو غباء واضح تضرب بمواعيد كأس العالم المقام حاليا في البرازيل عرض الحائط لكون خارطتها البرامجية للشهر الفضيل التي اعدت مسبقا فضلت الاستخفاف بعقل المشاهد اليمني حين اصرت على أمرين احلاهما مر الاول العودة بسلسلة التهريج المعروفة بسقوطها الفني مسلسل ( همي همك) الذي عاد فيه الممثل والضاحك على عقولنا فهد القرني ليمارس مهمة الترويج لحزب الاصلاح من خلال تسخير مشاهد المسلسل لخدمة التوجه الحزبي بتحميل النظام السابق ممثلا بالرئيس علي عبدالله صالح تبعات ما يحصل من قلق أمني في البلاد وهو ما تم استغلال حبكته في تلميح فاضح وواضح لعودة الشيخ الطفاح الى الواجهة بعد ازاحته من حكم القرية والتي رمزت إلى اليمن وما ظهر عليه من إصرار كبير على تصفية حساباته مع أهالي القرية بحسب الحلقة الأولى من المسلسل.. بطبيعة الحال متى صار الفن لعبة من الفخار يتم تشكيلها بحسب توجه ديني يضمر دعوة للتحريض في إطار هزلي وساذج كهمي همك فان ذلك يفرغ الأهداف النبيلة للفن السامي من محتواها ويدعو الطرف الآخر وهو قادر إلى الرد بمسلسلات مشابهة تهاجم فيها وبكل قوة تلك التوجهات الدينية مايعني أن المواطن اليمني الغلبان سيظل عرضة لصراع سياسي حتى على مستوى الشاشة الصغيرة وفي شهر التسامح والصفح وبذل المعروف.. افلاس طاقم همي همك في تناول قضايا إجتماعية وأسرية لها صلة بفساد المرافق الخدمية والإدارية في قالب كوميدي هادف خلق حالة عارضة بليدة حيث وجدنا جماعة شوتر وزمبقة يحولون مساحة قناة السعيدة لساحة تغيير باستخدام ارجوزات ومهرجين ما يهمهم سوى أن يحصلوا على أجورهم بغض النظر إلى القيمة الفعلية للعمل واستهدافه لجميع شرائح المجتمع بدون تمييز ودون اسقاط سخيف لوضع يمني لم تحدد فيه هوية المتلاعب بأمنه واستقراره في ظل الاتهامات المتبادلة التي اصبحت تمثل سيناريو خائب تماما كسيناريو همي همك المتكرر.. وإذا كنا نقدر للقرني حزبيته البالغة وسعيه لتجسيد رؤيته بتحميل نظام عفاش كل أسباب التدهور على اعتبار أن القرني يرى من أولاد الأحمر طيورا للجنة فإن إدارة قناة السعيدة اصابتنا بالغثيان واستدعتنا لحالة دوار عاصف حين لم تقم وزنا للرياضة وتحديدا مونديال البرازيل بعرض همي همك في السابعة وهو ذات التوقيت الذي تقام فيه لقاءات المتعة الكروية التي لا تحمل عفاش ذنب خروج أسبانيا وإنجلترا وإيطاليا ولم تدعو لعصبية ولا لتقديس شيخ أو الإطاحة به . لا أدري فعلا هل ظن القائمون على قناة السعيدة أننا سنترك نيمار وميسي وسانشيز وماركيز ومولر واسلام سليماني لنشاهد زنبقة وشوتر وجعفر وشفيقة وفتيني وغيلان وبارق ياللسخافة وياللتوقيت الغبي.. في حقيقة الأمر ارتحت كثيرا لابتعاد النجم صلاح الوافي عن كتيبة التمثيل الارجوزية وفي اعتقادي أنه حين فهم السيناريو قال لهم بالحرف (مكانكم مرفسين) فاستعان بالصهير صابر كي ينجو بنفسه من السقوط الكبير لهمجية السعيدة التي تركت للقرني والمخرج فلاح الجبوري مهمة التلاعب بالذائقة الفنية والتعبئة الخاطئة حتى وإن كانت زنبقة تستعين بالغباء في النطق كهيفاء موهوب حد قولها لتضحكنا ومن أين لعجوز تهامية أن تسمع بهيفاء أو روميو أو الكبتشينو الذي تحدثت عنه.. قناة السعيدة مع زبادي الهناء أفضل حالا فعلى الأقل يقتل الزبادي البكتيريا ويساعد المصابين بالإمساك على عكس سموم شوتر وزنبقة التي لا تمنح المشاهد سوى زيادة في حالات التسمم الفكري حتى وإن كان المشاهد ممن يدعمون التعصب والرأي الأناني..