ستكون مباراة بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان في نهائي دوري أبطال أوروبا مسرحا لمواجهة من نوع خاص بين ثنائي من بين الأبرز في البطولة، هما البرازيلي نيماردا سيلفا، والبولندي روبرت ليفاندوفسكي، وكلاهما يريد تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، نيمار للمرة الثانية، وليفاندوفسكي لأول مرة. فنيمار حقق لقبه الأول والوحيد برفقة برشلونة في 2015، بعد عامين من اقتراب تحقيق ليفاندوفسكيلقبه الوحيد في المسابقة ولكنه خرج مع دورتموند من المباراة النهائية بعد الخسارة من فريقه الحالي بايرن ميونخ 2-1 في مباراة لا تنسى احتضنها ملعب ويمبلي العريق. نيمار.. الحظ ولا شيء آخر وارتبط حظ باريس سان جيرمان الفرنسي في دوري أبطال اوروبا لكرة القدم في المواسم الاخيرة بحظ مهاجمه نيمار، حتى قبل وصول البرازيلي الى ملعب بارك دي برانس في صفقة قياسية من برشلونة الاسباني عام 2017، وإذا حافظ على تألقه الذي أظهره في الآونة الاخيرة قد يقود فريقه الى اللقب القاري الاول في تاريخه على حساب بايرن ميونخ بطل المانيا في نهائي الاحد. عن 28 عاما، يطمح نيمار لرفع الكأس ذات الاذنين الكبيرتين للمرة الثانية في مسيرته، بعد خمسة أعوام على لقبه الاول مع برشلونة. وإذا نجح في لعب دور محوري لقيادة سان جرمان الى لقب أول بعدما بلغ النادي المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه، في وقت يغيب فيه بطل المسابقة خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو بعد خروج فريقه يوفنتوس الايطالي من ثمن النهائي، والارجنتيني ليونيل ميسي الذي خرج مع فريقه برشلونة مذلولا من ربع النهائي بخسارة 2-8 امام بايرن ميونيخ، ستكون الفرصة متاحة امام البرازيلي للإظهار أنه افضل لاعب في العالم هذا الموسم حتى ولو أنه لن يكافأ بجائزة الكرة الذهبية مع نهايته. قد يكون ذلك توقيتا مثاليا ايضا لموقع البث التدفقي «نيتفليكس» الذي يعمل على وثائقي لموسم نيمار مع بطل فرنسا، وفق ما أفادت تقارير صحفية برازيلية. وفي حال لمع بريق نيمار في النهائي في العاصمة البرتغالية لشبونة، قد يبرر رغبة سان جرمان المملوك قطريا بالحصول على خدماته بصفقة قياسية عام 2017 من برشلونة بلغت 222 مليون يورو، لاسيما بعد نحس لازمه في المسابقة القارية في اول موسمين اضافة الى اضطرابات بشأن رغبته في الرحيل عن نادي العاصمة الفرنسية. الى برشلونة. عندما وصل الى باريس في يونيو 2017، كان سان جيرمان لا يزال تحت صدمة الخروج من دوري ابطال اوروبا أمام برشلونة بقيادة نيمار نفسه قبل بضعة أشهر. بعد أن تقدم سان جيرمان برباعية نظيفة على ارضه في ذهاب الدور ثمن النهائي، دخل الى كامب نو مرشحا بقوة لبلوغ ربع النهائي، الا ان ثلاثة اهداف لبرشلونة بعد الدقيقة 88، اثنان منها لنيمار، منحت الفوز للنادي الكاتالوني بنتيجة تاريخية 6-1 ليخرج سان جيرمان مصدوما. ولم تكن المرة الاولى التي يسقط فيها «بي إس جي» أمام موهبة البرازيلي، فعندما التقى الطرفان في ربع نهائي العام 2015، سجل الهدف الأول ليقود برشلونة إلى فوز 3-1 في فرنسا قبل أن يسجل هدفي الاياب في الفوز بنتيجة 2-صفر ليمضي برشلونة قدما ويحرز اللقب في النهائي على حساب يوفنتوس. إلا أن أول موسمين لنيمار في ملعب «بارك دي برانس» سادتهما أحداث درامية لم يكن يتمناها. لاعبٌ موهوب أمضى أياما جميلة في برشلونة، إلا أنه رغب في الرحيل من ظل ميسي وإثبات مكانته الفردية، إلا أنه لم يبد مرتاحا في محيطه الجديد. فمع حلول صيف العام 2019، ظهرت على العلن رغبته في الرحيل وأن انتقاله من الأساس كان خطأ ربما، حيث كثرت الاحاديث عن إمكانية عودته إلى كامب نو إلا أن الصفقة لم تنجح. في المسابقة القارية، تعرض لكسر في مشط قدمه ليغيب عن إياب ثمن النهائي أمام ريال مدريد الاسباني عام 2018 ويفشل فريقه في تعويض الخسارة ذهابا ثم تكرر السيناريو المحبط في 2019 بإصابة أخرى في المشط وغاب عن لقاءي مانشستر يونايتد الانجليزي في الدور ذاته حيث خرج سان جيرمان من البطولة بسبب قاعدة الاهداف المسجلة خارج الديار. انتصر الفريق الفرنسي بثنائية نظيفة ذهابا في ملعب «أولد ترافورد» وكان مرشحا فوق العادة لبلوغ ربع النهائي، لاسيما في ظل الغيابات الكثيرة في صفوف يونايتد بسبب الايقاف او الاصابات، إلا أن ركلة جزاء في الدقائق القاتلة من ماركوس راشفورد منحت يونايتد فوزا 3-1 وسط صدمة نيمار على مقاعد البدلاء، قبل أن يهين الحكم عبر حسابه على إنستجرام ما أدى إلى ايقافه ثلاث مباريات. عاد إلى المنافسات القارية في التعادل 2-2 أمام ريال مدريد في دور المجموعات في نوفمبر الفائت، حيث عادت الأمور إلى طبيعتها مع ناديه. الآن بات نيمار شخصا محوريا ونقطة ارتكاز في سان جيرمان حيث يبدو سعيدا لاسيما إلى جانب الموهبة الرائعة كيليان مبابي. ويقول الدولي الفرنسي (21 عاما) الفائز بكأس العالم 2018 في روسيا مع منتخب بلاده: «نمضي اوقاتا ممتعة سويا خارج الملعب. لقد أصبحنا صديقين سريعا». وتابع: «نحترم بعضنا البعض ونستمتع سويا. كما بتنا نركز أقل على أنفسنا الآن وأكثر قلقا على اللاعبين الآخرين من حولنا، لأننا ندرك أننا بحاجة الى الجميع كي نتمكن من الفوز. لا يمكننا نحن الاثنان تحقيق ذلك وحيدين». سجل نيمار في المباراتين أمام بوروسيا دورتموند الألماني في ثمن النهائي حيث بكى بعد التأهل، كما قدم مباراة كبيرة أمام أتالانتا الايطالي في ربع النهائي واختير رجل المباراة رغم أنه لم يسجل حيث تأهل باريس بشق النفس بهدفين في الدقيقة 90 وآخر في الوقت البدل عن ضائع (2-1)، كما ولعب مباراة كبيرة أمام لايبزيج الالماني في نصف النهائي. وسيأمل سان جيرمان ان يكون قد خبأ نيمار هدفه المقبل للمباراة النهائية هو الذي سجل 70 هدفا في 84 مباراة معه في جميع المسابقات منذ وصوله في 2017. وقال مواطنه المدافع والقائد تياجو سيلفا: «آمل في أن يساعده الله للتسجيل الاحد ويساعدنا على الفوز». ليفاندوفسكي.. الأرقام ولا شيء آخر لا يفكر ليفاندوفسكي دائما إلا في الأرقام، هذا هو هاجسه وهذا هو الدافع الذي يسيّره، وبوصوله إلى الهدف رقم 15 في موسم واحد من بطولة دوري أبطال أوروبا، أصبح روبرت ليفاندوفسكي في المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف في موسم واحد من «تشامبيونزليج» مناصفة مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولا يفصله سوى تسجيل هدفين فقط ليعادل الرقم التاريخي للبرتغالي بتسجيل 17 هدفًا في موسم واحد من المسابقة.
بعدما أخفق في تحقيق لقب الحذاء الذهبي خاسرا إياه لصالح الإيطالي تشيرو إيموبيلي، يركز ليفاندوفسكي على تسجيل أكبر حصة من الأهداف لقيادة فريقه إلى التتويج، وتسجيل لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى بمشواره، ومعادلة رقم رونالدو، ولم لا يتخطاه؟ ويعد رونالدو، الهداف التاريخي لبطولة دوري أبطال أوروبا، أكثر أول وثاني وثالث لاعب، يسجل أهدافًا في موسم واحد من بطولة دوري أبطال أوروبا. ويقدم ليفاندوفسكي موسمه الأفضل على الإطلاق رقميًا، إذ سجل 55 هدفا في 46 مباراة وهو رقم خارق للمهاجم البولندي لم يحققه على الإطلاق في مسيرته ويأمل أن يمضي قدمًا في سبيل التتويج باللقب الغالي الذي سيجعل هذا الموسم غير قابل للنسيان بحق. نحو كرة ذهبية افتراضية تقرر عدم منح جائزة الكرة الذهبية عن الموسم الجاري بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».. ولكن بعد الأداء المبهر الذي ظهر به نيمار في دوري أبطال أوروبا عقب العودة من التوقف، وفي ظل الأداء الاستثنائي الذي يقدمه ليفاندوفسكي منذ مطلع الموسم، سيكون الفائز بتلك المواجهة ضمنيًا أفضل لاعب في العالم والحاصل على الكرة الذهبية في أذهان جلّ متابعي كرة القدم.