أن يكون لإب شعب .. فمعنى ذلك أن الشعب هو إب. (شعب إب) .. هو إب الشعب. معادلة واضحة وواقعية تتحدث عن ذاتها بطلاقةٍ فريدة. أن تتحدث عن (شعب إب) .. فمعنى ذلك أنك لا تتحدث عن نادٍ نمطي كأي نادي .. بل عن ظاهرةٍ رياضية ٍفريدة لها أبعادها الرياضية وغير الرياضية. في البدء كان (شعب إب) .. ثم كانت بعد ذلك الرياضة، والرياضيين، والجماهير العريضة، والساحرة المستديرة، والتنافس الرياضي المحموم. من شعب إب .. خرج (السحراني) الذي ألهب ملايين الجماهير من خلف الشاشات وهو يثقب الشباك تلو الشباك في الملاعب الدولية برأسه التي كانت تلدغ المرمى لدغ الثعابين القاتلة. من شعب إب .. خرج نجم المنتخبات الوطنية رضوان عبدالجبار الذي جمد الدماء في عروق الجماهير السورية وهو يهدد مرمى المنتخب السوري ذات تجليات كروية كانت تنذر بمشاريع نجوم يمانية تلامس عنان السماء. من شعب إب .. خرج (الهجام) الذي كان يقود الهجمات كصاروخٍ مدمر ينسف كل الحواجز الدفاعية التي كانت تعتمل أمامه دونما جدوى . وأنى لها أن تقاوم صاروخ كروي لا يبق ولا يذر. من شعب إب .. خرج النجم تلو النجم والموهبة تلو الموهبة لتحكي حكاية فرح رياضي مستدام خطت سطوره أقدام كانت وستظل تعزف إيقاع المتعة على أوتار الإبداع. تقاس الأندية بشعبيتها .. ووفقاً لهذا المقياس من ذا الذي تسول له نفسه أن يسحب البساط من تحت (شعب إب)؟؟ .. ألا يرون أن الإسم وحده يكفي ليحسم المعركة المحسومة سلفاً. وفقاً لمعيار الشعبية .. كيف لا يفوز (شعب إب) بجائزة أكبر نادي شعبية وجماهيرية وهو يتكأ على شعبية جارفة لطالما ملأت المدرجات حتى لم يعد فيها موطأ قدم .. ولطالما مزق الحبال الصوتية لفرط الهتافات التي كانت تملأ المدائن قبل وأثناء وعقب كل معركة كروية يكون العنيد أحد طرفيها. لو كان المعيار غير معيار الشعبية لكان بالإمكان أن يفوز ناد آخر .. لكن طالما أن المعيار هو (الشعبية) فمن المحال أن يفوز غير (العنيد). فاز شعب إب رغم أن جمهوره لم يستيقظ إلا في الدقائق الأخيرة حينما نمى الى مسمع شعبه أن ثمة نادٍ آخر يوشك أن يخطف اللقب على حين غفلة من النادي الأكثر شعبية فعلاً .. وهو ما رفضته الجماهير التي أشعل فتيل حماسها ابن إب البار الناشط محمد مزاحم بنداءه الفيسبوكي الذي أيقظ الجماهير الشعباوية التي قالت كلمتها الفصل بأن جائزة أكبر شعبية لا يمكن أن تكون إلا لنادٍ بحجم وقاعدة وجماهيرية وشعبية (شعب إب). لست شعباوياً لكي يقال أن الحالمي أو الأبي يجامل نادي مدينته .. بل أنا اهلاوي حتى النخاع .. أهلي تعز (والأهلي المصري) يستوطن مسامات جلدي ويلون كريات دمي .. بيد أنني أعترف أننا في القلعة الحمراء، إبان كنت أمينها العام، لم يك يوقظ براكين غيرتنا عدا القاعدة الشعبية الجارفة لهذا النادي المزعج. لذا فإننا البوم في الأندية الأخرى وبكل روحٍ رياضية .. وعبر هذا الاستفتاء الرسمي نرفع الراية البيضاء أو نسلم الراية لشعب إب . وإذ نشاطره أفراحه بهذا الإنجاز المتفرد. فإننا نغبطه على جمهوره الفريد الذي كان وما أنفك اللاعب رقم 12 في فريق العنيد الذي لطالما أنتصر لجماهيره التي بالمقابل لطالما إنتصرت له. . . * مفيد الحالمي