في الثاني من تموز/يوليو 2003 نجح الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش في شراء نادي تشلسي الإنكليزي، ومنذ ذلك التاريخ تغير وجه النادي من فريق متواضع إلى رعب يضرب إنكلترا والقارة العجوز معاً. بفضل الأموال الطائلة التي أغدقها أبراموفيتش على النادي اللندني منذ 2003 بات "البلوز" رقماً صعباً في إنكلترا وعاد إلى منصات التتويج بقوة بفضل النجوم التي ضمها رجل النفط والغاز والحديد في روسيا، فمنذ هذا اليوم كُتبت صفحة جديدة في تاريخ تشلسي الذي تراكمت عليه أتربة الفشل ولم يكن يملك من المجد إلا مسمى أحد "الأربعة الكبار" في إنكلترا. في عشريته الأولى مع تشلسي خصص أبراموفيتش مبلغ قدرته صحيفة "دايلي ميل" الإنكليزية ب 874 مليون جنيه إسترليني من أجل انتداب وجلب اللاعبين إلى النادي اللندني، وبلغ عدد اللاعبين الذين انضموا إلى تشلسي منذ 2 تموز/يوليو 2003، 72 لاعباً، كان أغلاهم الإسباني فرناندو توريس الذي انضم من ليفربول مقابل 50 مليون جنيه إسترليني. كما حصرت الصحيفة تكاليف الأجور ب 1,5 مليار جنيه إسترليني، هذا دون الحديث عن تكاليف التغييرات في البنية التحتية وتكاليف تسويق صورة النادي في سنواته الأولى على رأس "البلوز". وبفعل الاغراءات المادية الكبيرة، التي تسلح بها تشلسي أبراموفيتش، بات نجوم العالم لا يترددون كثيراً في الانتقال إلى قلعة "ستامفورد بريدج"، فارتدى القميص الأزرق أسماء ونجوم كبار في مقدمتهم الفرنسي كلود ماكيليلي والإيفواري ديديه دروغبا و الأرجنتنيان هيرنان كريسبو وخوان سيباستيان فيرون وغيرهم من النجوم الذين بدأوا الحقبة الجديدة لتشلسي. وبعد عام فقط من انتقال الملكية إلى أبراموفيتش، عادت التتويجات إلى البيت الأزرق، وأولها كان الدوري الإنكليزي موسم 2004-2005 بعد غياب دام 50 عاماً، وقد أعطى هذا التتويج بعداً جديداً لتشلسي وبات الطموح الأوروبي يطرق باب الملياردير الروسي، فاستمر في ضخ الأموال وفعل كل شيء من أجل تتويج "البلوز" ملكاً على عرش أوروبا، وقد نجح في ذلك في نسخة 2012 من دوري أبطال أوروبا، إذ توج الفريق بالبطولة الأغلى في العالم، فتحقق حلم أبراموفيتش، بعد محاولات عديدة وأموال طائلة صرفت من أجل عيون "صاحبة الأذنين" وثبت تشلسي نفسه كواحد من أكبر أندية القارة العجوز. تضحيات كبيرة للمالك الروسي أعطت ل "أسود لندن" مكانة كبيرة في إنكلترا والعالم، وكانت عشرية ناجحة توج فيها النادي ب 13 لقباً بعد سنوات من التيه وسط زحام كرة القدم الأوروبية. لا أحد ينكر أن الملياردير الروسي تمكن من تغيير ميزان القوى في الدوري الإنكليزي وصنع فريقاً تنافسياً، لكن عشريته مع البلوز تميزت بكثرة إقالاته للمدربين والمسؤولين، فلا أحد كان بمأمن في حضرة رومان أبراموفيتش. عشرة مدربين في عشر سنوات ما ميز العشرية الأولى لأبراموفيتش مع تشلسي هو كثرة إقالة المدربين، فرومان لا يتردد كثيراً في إنهاء علاقة المدربين بالنادي، وقد وصل عدد الذين أشرفوا على المقاليد الفنية للبلوز منذ 2003 إلى 10 مدربين، أي بمعدل مدرب كل موسم، وهو ما جعل النادي لا يحافظ على ديمومة النتائج الإيجابية بفعل تغير الأفكار التدريبية كل سنة تقريباً. البداية كانت مع الإيطالي كلاوديو رانييري الذي وجده أبراموفيتش على رأس الفريق فأبقى عليه، لكنه فشل في الوصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، وخرج من نصف النهائي أمام موناكو الفرنسي، فكان مصيره الإقالة، ليأتي بعد ذلك البرتغالي جوزيه مورينيو بطل أوروبا آنذاك مع بورتو فحقق لقب الدوري الإنكليزي في موسمه الأول والثاني، لكن فشله في الأبطال لم يرض أبراموفيتش فأقاله بعد 4 سنوات حصل خلالها على 6 ألقاب!!
في 2008 تعاقد البلوز مع البرازيلي لويس فيليبي سكولاري لكنه لم يكمل الموسم ورحل عن الفريق بعد النتائج المخيبة، فعوضه بأفرام غرانت الذي فشل في الدوري وخسر نهائي الأبطال وأقيل دون تردد، ليأتي الهولندي غوس هيدينك الذي فاز بكأس الاتحاد الإنكليزي وخرج من نصف نهائي دوري الأبطال ثم انتهت علاقته بالبلوز، وجاء بالإيطالي كارلو أنشيلوتي، لكن الأخير لم تشفع له ألقابه المحلية الثلاث (دوري وكأس والدرع الخيرية)، في البقاء على رأس "البلوز" ليلقى نفس المصير. بعد نجاحه مع بورتو البرتغالي في التتويج بثلاثية الدوري والكأس والدوري الأوروبي علم 2011، انتقل أندريه فياش بواش لتدريب تشلسي، لكنه سرعان ما ترك الفريق بعد معاناته في الدوري المحلي، وتقهقر نتائجه في دوري المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وكان البديل مساعده واللاعب السابق للنادي روبيرتو دي ماتيوالذي حقق حلم أبراموفيتش في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا، لكنه لم يسلم من الإقالة في بداية الموسم الماضي بعد خروج الفريق من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
في النصف الثاني من الموسم الماضي، تعاقد أبراموفيتش مع الإسباني رافاييل بينيتيز كمدرب مؤقت، بشرط التأهل إلى دوري الأبطال الموسم القادم ومحاولة الحصول على لقب، فتحقق ما أراد وتوج الفريق بالدوري الأوروبي، وتأهل إلى دوري أبطال أوروبا لتنتهي حقبة بينيتيز، وتعود إلى الواجهة حقبة البرتغالي جوزيه مورينيو الذي جدد العهد مع البيت الأزرق وهو يعرف أنه لن يكون بمأمن من الإقالة إذا لم يقتنع أبراموفيتش بعمله. عشرية حملت المجد إلى النادي اللندني، وجعلته رقماً صعباً في خارطة كرة القدم الأوروبية، لكنها تميزت أيضاً بسياسة مضطربة لمالك النادي رومان أبراموفيتش الذي لن يتردد في فعل أي شيء من أجل إنجاح مشروعه اللندني. المصدر: الجزيرة الرياضية