منذ انقلاب (الحوثي والمخلوع) على السلطة في سبتمبر 2014م لم تتوقف عمليات المداهمة للمنازل والاختطافات والتعذيب التي مارستها مليشياتهم ضد ابناء محافظة حجة، دفع الثمن الباهض من هذه الجرائم اعضاء وكوادر ومؤسسات التجمع اليمني للاصلاح، دون مبرر او تهمة غير انتمائهم لهذا الحزب وانحيازهم لشعبهم ولبلدهم. لم يعرف التاريخ المعاصر لليمن همجية اكثر مما قامت به عصابات الانقلاب المشؤوم من جرائم تتنافى مع القيم الدينية والمبادئ الانسانية والاعراف القبلية العريقة، همجية شردت عشرات الالاف واختطفت المئات ونهبت الممتلكات الخاصة والعامة دون وازع من ضمير او انسانية، واغرقت المحافظة في وحل الجوع والفقر والمرض.. "الصحوة نت " سلطت الضوء على جانب من تلك الانتهاكات للمتمردين التي طالت ما يقرب من مليوني مواطن في محافظة حجة خلال العامين الماضيين. الف مختطف.. تذكر آخر احصائية حقوقية صدرت عن ائتلاف المنظمات الحقوقية والانسانية بالمحافظة بأن ما يقرب من الف مختطف من مختلفة مديريات المحافظة يقبعون في سجون المتمردين، تم اخذهم من المنازل والطرقات واماكن عملهم، يتعرضون لابشع الوان التعذيب الوحشي. وبين الائتلاف في تقريره الصادر نهاية اكتوبر الماضي عن تعرض (412) مختطفاً منهم لمختلف أصناف التعذيب الجسدي نتج عنه وفاة مختطف، فيما أصيب آخر بشلل نصفي، واحترق جسد مختطف ثالث اثر تعذيبه بصب مادة الاسيد عليه. وسجل التقرير تعرض (51) مختطف لحالات إغماء نتيجة الضرب المبرح، فيما لا زال (81) مختطفاً مخفيين قسرا ولا يعلم اهاليهم أماكن اختطافهم او حالتهم، مشيرا الى ان (282) مختطفاً آخرين تعرضوا للتعذيب والحرمان من التعليم ومصادرة حقوقهم ونهب ممتلكاتهم. واوضح التقرير بأن كافة المختطفين لدى المليشيات يتعرضون بشكل يومي للتعذيب النفسي والتخويف والارهاب الى جانب اجبارهم بالقوة على الاعتراف بتهم ملفقة وكيدية والتوقيع عليها أثناء التحقيقات. وحمل الائتلاف مليشيات التمرد مسؤولية حياة المختطفين من ابناء المحافظة، داعيا في الوقت ذاته المنظمات الانسانية العمل على مساندة المختطفين والمخفيين قسرا بما يكفل الافراج عنهم والتخفيف من معاناتهم، مؤكدا بأن مقاضاة الجناة ومرتكبي هذه الجرائم لن يسقط بالتقادم. تشريد عشرات الالاف.. وبسبب امعان المتمردين في تحويل المديريات الحدودية (حرض، ميدي، بكيل المير، مستبأ، وشحة، حيران، عبس) لساحة حرب عبثية مع الشقيقة السعودية فقد اجبرت المليشيات سكان تلك المديريات للنزوح الى المجهول يقاسون الجوع والمرض ويفترشون الارض ويلتحفون السماء. وبحسب الوحدة التنفيذية لشؤون النازحين فان اكثر من مائة وخمسين الف اسرة نزحت من تلك المديريات وسط ضعف ان لم يكن غياب للمساعدات الانسانية، عدا القليل منها ما يصل الى بعض تجمعاتهم خاصة النازحين في مديرية اسلم. ولتمويل تحركاتهم المسلحة عمدت المليشيات لمصادرة كميات كبيرة من تلك المعونات وباعتها في الاسواق، وبحسب شهود عيان في اكثر من منطقة فقد تم العثور على كميات كبيرة من المواد الغذائية المقدمة للمتضررين من المنظمات الانسانية، في الاسواق تباع لصالح قيادات المتمردين، فيما الجزء الاخر منها يتم الاستفادة منها في دعم مليشياتهم وانصارهم، الأمر الذي ضاعف معاناة مئات الالاف من المواطنين النازحين. بالمقابل قامت المليشيات باغلاق المنظمات المحلية والجمعيات الخيرية وتحويل مقرات بعضها لمراكز تجمعات مسلحة لهم كما هو الحال مع مقر جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية، ومطاردة واختطاف عدد من العاملين فيها، الامر الذي قلل من امكانية اغاثة المتضررين وتقديم العون لهم، وبحسب مصادر مطلعة بين تجمعات نازحة في عبس فقد توفي العشرات منهم معظمهم من الاطفال نتيجة انعدام الغذاء لفترات طويلة فيما اصيب المئات بامراض عديدة. كما تعرض الالاف من المواطنين للتشرد ومغادرة منازلهم خوفا من بطش وملاحقة الميليشيات لهم، وبحسب ناشطين فإن مديرية كعيدنة تعد اكثر المديريات تعرضا لبطش المتمردين وملاحقاتهم، وفي مقدمتهم القيادي في اصلاح المحافظة والتربوي محمد عبدالله ردوه الذي تم اختطافه من منزله بالمديرية ليلة عرس نجله، ليلحق به اثنين من ابنائه جميعهم في سجون المتمردين منذ اكثر من عام. حمى الضنك والكوليرا لاول مرة ونتيجة للوضع المعيشي الصعب الذي وصل اليه حال المواطن في المحافظة بسبب سياسات المتمردين الافقارية، انتشر بين الاهالي ولاول مرة وباء الكوليرا وحمى الضنك واللذان فتكا بعشرات المواطنين واصيب بهما المئات، ووفقا لاحصائيات المركز الوطني لمكافحة الملاريا بالمحافظة منتصف العام الجاري فقد توفي سبعة مواطنين بحمى الضنك، واصيب 691 اخرين، موزعين بمديريات (نجرة - وبني قيس - والشغادرة- ومبين- حجة ، وضرة - وشحة - كعيدنة - كشر - كحلان الشزف- المفتاح- المغربة -المدينة- الشاهل- اسلم)، فيما كشف مدير صحة مديرية كشر عن وفاة اكثر من عشرين مواطنا خلال سبتمبر واكتوبر الماضيين بينهم عشرة اطفال واصابة ما يزيد عن مائة وخمسين آخرين بنفس الوباء. فيما اجتاحت الكوليرا مديرية المحابشة، وتسببت في وفاة ستة مواطنين واصابت 84 آخرين - بحسب تصريح مديرا الصحة بالمحافظة والمديرية. ووسط انتشار هذه الامراض والاوبئة بين ابناء المحافظة، تسببت سياسات المتمردين (الحوثي والمخلوع) في اغلاق كافة المرافق الطبية بالمديريات، واعلنت ذلك وزارة الصحة التابعة لهم مطلع 2015م بأن حجة ضمن عدة محافظات توقفت فيها الخدمات الطبية من خلال ايقاف مخصصات الدعم المالي لها والادوية والمستلزمات الطبية التي كانت مخصصة لها ما زاد من معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبة بالغة في الحصول على الدواء. وبين براثن الفقر والمرض والجوع يغرق المواطنون بمحافظة حجة، وسط لامبالاة سلطة الامر الواقع التي لا هم لها سوى تعزيز سياسة "الموت للجميع" فمن لم يمت في الجبهات ينتظره الموت بالجوع او المرض.