ما إن بدأت الحياة الاقتصادية والمعيشية تدب في أرجائها حتى سارعت ميليشيات التمرد لوأدها، منذ أول وهلة لانقلابهم المشئوم، حيث حولت جغرافيتها إلى ساحة حرب عبثية أحرقت الأخضر واليابس ليغرق سكانها بين التشرد والفقر والمرض.. هنا إلى الشمال الغربي لليمن سجل التاريخ صفحات مظلمة للحوثي والمخلوع اللذان تسببا في شقاء أكثر من ثلاثمائة الف نسمة يمثلون سكان مديريات (حرض - ميدي- عبس- حيران- مستبأ- وشحة- بكيل المير) والتي تحولت لساحة حرب عبثية بفعل مليشياتهم تحت ذريعة مواجهة العدوان - حد زعمهم- بينما المواطن اليمني من يدفع الثمن باهضاً. (الصحوة نت) طافت في أرجاء هذه المديريات لتنقل صورة مصغرة عن عبث المتمردين بحياة المواطنين وكيف دمرت مقومات الحياة فيها. مطالبات دون جدوى لا زالت مطالبات قيادة محافظة حجة والسلطة المحلية فيها للحوثيين بعد سيطرتهم على العاصمة في سبتمبر 2014م بأن يتركوا مدن حرضوعبس وميدي والأماكن الآهلة بالسكان في تهامة، لا زالت تلك المطالبات شاهدة على إصرار خبيث المليشيات لإغراق المنطقة في أتون الحرب والدمار . وبحسب مصدر في محلي المحافظة - فضل عدم ذكر اسمه- فقد تم الاتفاق مع قيادة الانقلابيين بداية 2015م على تجنيب المنطقة ويلات الحرب، إلا أن تلك الاتفاقات لم تنفذ، مؤكداً أن المليشيات التابعة للحوثي والمخلوع صالح بدأت بالتمركز في منفذ الطوال البري، والذي دفع بالجانب السعودي تحذير إدارة المنفذ من مغبة استمرار المليشيات بالتمركز فيه، ومع ذلك لم تبالي المليشيات بحياة المدنيين أو إغلاق المنفذ الحيوي الذي كان يدر على الدولة مبالغ طائلة سنوياً إلى جانب انه كان يعتبر شريان حياة مهم ليس لأبناء حجة فحسب وإنما لكل اليمنيين حيث كانت قيادة المليشيات تدير المعارك من وسط المدنيين لتتحول تلك المدن والقرى إلى ركام وأطلال في اقل من عام. مدن تتحول إلى ركام شهدت مدن حرضوعبس وميدي خلال السنوات الأخيرة قبل الانقلاب حركة اقتصادية وتجارية غير مسبوقة جعلت الحياة تدب فيها، انعكس ذلك الإنعاش على حياة المواطنين بشكل ايجابي من خلال توفر فرص عمل مختلفة للمواطنين بشتى المجالات، غير ان الزج بالمنطقة في الحرب بسبب عناد المتمردين، اغرق السكان في وحل التشرد والفقر والجوع والمرض، بعد أن فقد السكان منازلهم وممتلكاتهم وأعمالهم التي يقتاتون منها، وتحويل المدن الحيوية إلى ركام، وأطلال تحكي قصة (باغي دمر حياة إنسان)، ويروي شهود عيان بأن المليشيات بدأت تمركزها في المؤسسات الرسمية والتي استخدمتها في التمركز وتنفيذ عملياتها المسلحة ضد الأشقاء في المملكة العربية السعودية ليكون الرد عليهم بالقصف الذي أدى لتدميرها. لتنتقل بعدها المليشيات للمرحلة الثانية المتمثلة في استخدام المدنيين دروعا بشرية ظنا منها أن ذلك سيجنبها القصف الجوي من دول التحالف، حيث استخدمت الفنادق والمنشآت المدنية للتمركز والعمليات العسكرية تحت ضغط السلاح والتهديد لمالكيها، والتي تحولت إلى ركام هي الأخرى (الصورة المرفقة لمدينة حرض تبين حالها بعد عامين من التمرد)، كل ذلك دفع بالسكان للنزوح الجماعي من منازلهم ومحلاتهم إلى المجهول تاركين مناطقهم ساحة مفتوحة لحرب الميليشيات. نهب الممتلكات العامة والخاصة لم تكتف الميليشيات الانقلابية بتحويل تلك المدن والمديريات لساحة حرب بعد تدميرها، بل مارست وظيفتها الأخرى (النهب) للمؤسسات العامة وفي مقدمتها المنفذ الحدودي والممتلكات الخاصة من فنادق وشركات ومنازل، وبحسب مواطنون في تلك المديريات فقد نهبت المليشيات منازلهم بعد نزوحهم حتى النوافذ والأبواب لم تسلم من النهب، لتزيد من قهر وحسرة الأهالي، وتكشف في الوقت ذاته قبح هذه العناصر الإجرامية. من لم يمت بالحرب مات بغيرها تعرض المدنيون في تلك المديريات طيلة الفترة الماضية للموت، حيث سجلت إحصائيات لائتلاف المنظمات الحقوقية مقتل وجرح المئات من المواطنين الأبرياء الذين تعرضوا لهجمات عسكرية نتيجة احتماء المليشيات بتجمعاتهم السكانية. بالمقابل ذكر ناشطون بان العشرات من الأطفال والمئات من النساء والمسنون النازحين من تلك المديريات لقوا حتفهم جراء انتشار الجوع بينهم والمرض، بعد أن فقدوا كل ما يملكون، ووسط تغييب لدور المنظمات الإنسانية المحلية والدولية، والتي عمدت قيادات التمرد إلى ملاحقة المنظمات والجمعيات الخيرية بل ومصادرتها، فيما سيطرت على المساعدات المقدمة من منظمات دولية لصالح ميليشياتهم وتموين جبهاتهم القتالية ليكون الضحية المواطنون البسطاء، ويتحقق شعار الانقلابيين وهدفهم الحقيقي (الموت للجميع) فمن لم تقتله الحرب سيموت بالجوع والمرض . محاكمتهم.. تحقيقا للعدالة وأمام هذه الممارسات اللا أخلاقية لمليشيات التمرد بمحافظة حجة يشير ائتلاف المنظمات الحقوقية بالمحافظة بأن هذه الأعمال الإجرامية مفزعة ومخيفة ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية، مؤكداً في الوقت ذاته مواصلته عمليات رصد مختلف جرائمهم استعدادا لتقديم مرتكبيها للعدالة . وطالب الائتلاف لجنة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية القيام بدورها في ملاحقة الجناة ومحاكمتهم محلياً ودوليا لينالوا جزاء ما اقترفوه من انتهاكات لحقوق الإنسان في هذه المحافظة المحبة للسلم والسلام.