شهدت العاصمة اليمنية ومختلف المدن اليمنية تظاهرات وحشود مليونية اليوم الجمعة "وفاء لأهداف الثورة"، مجددين التأكيد على سلمية ثورتهم وصمودهم في الساحات إلى أن يتأكد سقوط النظام ومحاكمة موزه على ما اقترفوه من جرائم ومجازر وحشية بحق الشعب اليمني. ورددت الحشود المليونية التي اكتظت بها ساحات وميادين الحرية والتغيير في مختلف المدن اليمنية هتافات تطالب بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة رموز النظام. ففي العاصمة صنعاء احتشد أكثر من مليون في شارع الستين الغربي في جمعة الوفاء لأهداف الثورة. وارتفعت خلال جمعة الوفاء لأهداف الثورة في شارع الستين بصنعاء شعارات التنديد بجرائم مليشيات بقايا النظام جراء إطلاقهم النار بكثافة مساء الأربعاء الخميس ابتهاجا بخروج الرئيس صالح من غرفة العناية المركزة، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص في صنعاء وحجة والحديدة وإصابة ما لا يقل عن 213 بينهم 86 في حالة خطرة و11 حالة إجهاض حوامل. وأدى المصلون في العاصمة صنعاء قسم الوفاء لأهداف الثورة، معاهدين الله عزوجل بمواصلة ثورتهم وعدم مغادرة الساحات حتى تحقيق كافة أهدافها وفاءً لدماء الشهداء والجرحى. وجاء في قسم العهد لأهداف الثورة "نحن أبناء اليمن (مدنيين وعسكريين) ووفاء لدماء الشهداء والجرحى وتضحيات الثوار في كل الميادين والساحات، نعاهد الله تعالى أن نظل جنودا أوفياء للثورة المباركة وأنصارا مخلصين لها حتى تتحقق كافة أهدافها، ولن نتراجع عن مطالبنا العادلة، ولن نرحل من الساحات والميادين حتى تصل سفينة الثورة إلى بر الآمان، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا". وشيع المصلون في شارع الستين بالعاصمة صنعاء جثامين عدد من شهداء الثورة السلمية الذين سقطوا برصاص نظام علي صالح، كما أدوا صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا في مجازره بالمدن الأخرى. وشهدت العاصمة صنعاء ومختلف المدن اليمنية قبيل صلاة الجمعة وبعدها مسيرات جماهيرية حاشدة جابت الشوارع الرئيسة رافعة اللافتات المطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وإسقاط النظام ومحاكمة رموزه. وطالب المصلون بمحاكمة علي صالح وأعوانه لجرائمه التي ارتكبها بحق المعتصمين السلميين في مختلف المدن اليمنية منذ انطلاق ثورة التغيير السلمية في فبراير الماضي، وقصف اليمنيين في أبين وأرحب ونهم والحيمة الخارجية. وفي محافظة صعدة خرج مئات الآلاف من أبناء المحافظة في مسيرة تظاهرية حاشدة صباح اليوم، وفاء لأهداف ثورة إسقاط النظام. وفي المسيرة رفع المتظاهرون اللافتات الرافضة لأي محاولات داخلية وخارجية من شأنها إجهاض ثورة التغيير والالتفاف على مطالبها، مرددين الهتافات المطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة رموز النظام. وشارك في المسيرة الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني "يحيى منصور أبو إصبع، والذي ألقى خلال المسيرة كلمة أشاد فيها بجماهير (محافظة صعدة) وبنضالهم السلمي الذي أذهل الجميع.
وحيا أبناء محافظة صعدة وحرف سفيان والمناطق المجاورة، مخاطباً إياهم "كنتم المفجر الأول للثورة وكنتم الزلزال الأول الذي ضرب هذا النظام وجعله يتهاوى شيئاً فشيئاً". وقال بيان صادر عن المسيرة إن التدخل الخارجي يمثل خطراً يهدد الثورة الشعبية اليمنية التي سقط فيها الشهداء وسالت من أجلها الدماء في كل ساحة ومكان، محذرا من الالتفاف على مطالب الثورة وتمييعها تحت مسمى مخرج من الأزمة دون مراعاة لمطالب الشعب وهمه ومعاناته. وفي محافظة البيضاء تظاهر عشرات الآلاف في مدينتي البيضاء ورداع اليوم الجمعة وفاء لأهداف الثورة. وردد المتظاهرون ممن اكتظت بهم ساحتي أبناء الثوار في البيضاء وساحة الحرية برداع، هتافات تطالب بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ومحاكمة رموز النظام.
وأدى المحتشدون صلاة الغائب على الشهداء الذين سقطوا بنيران مليشيات صالح في اليمن، وشهداء ثورات التغيير بسوريا وليبيا المطالبين بحرية وكرامة الشعوب. وعقب الصلاة هتف المحتشدون: "مطلبنا في الوقت الحالي مجلس ثوري انتقالي، عهداً يا امتنا الحرة سنحقق أهداف الثورة، يا سعودي لن يعود لو نزحف حتى الحدود" زنقة زنقة دار دار .. لا احمد ولا عمار". وتظاهر المئات في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت وفاء لأهداف الثورة، ومطالبة بسرعة تشكيل مجلس انتقالي. وصلى المئات من أبناء سيئون صلاة "جمعة الوفاء لأهداف الثورة" في ساحة التغيير، كم أدوا صلاة الغائب على أرواح من سقطوا الأسبوع الماضي في القصف على مدينة تعز ومديرية الحصبة بالعاصمة صنعاء. ووقف الجميع عقب الصلاة وقفة احتجاجية مرددين: (حسبنا الله ونعم الوكيل، يا الله يا الله أهلك باقي الفسدة والطغاة، يا حنان يا منان أنصر شعب الحكمة والإيمان) كما ردد المصلون: (جمعتنا جمعة الوفاء للثورة والشهداء، ثابتين ثابتين حتى رحيل الفاسدين، يا علي خليلي حالي الحل في مجلس انتقالي، لا شمال لا جنوب وحدتنا وحدة قلوب). وفي مدينة إب احتشد قرابة المليون شخص من أبناء المحافظة في الخط الدائري الغربي لأداء صلاة جمعة "الوفاء لأهداف الثورة"، كما احتشد مئات الآلاف في "تعز والحديدة والضالع وشبوة ولحجوأبين وعدن والمكلا وسقطرى والمهرة وحجة ومأرب"، لإحياء جمعة "الوفاء لأهداف الثورة، مطالبين من خلالها بسرعة تشكيل مجلس انتقالي. وفي مدينة ذمار احتشد مئات الآلاف صباح اليوم لإحياء جمعة العهد لأهداف الثورة في عدة مسيرات جابت شوارع المدينة ركزت مطالبها في تشكيل مجلس وطني انتقالي واستكمال أهداف الثورة الشبابية السلمية. وهتف المشاركون في المسيرات، والتي خرجت في ذمار بشكل غير مسبوق "الشعب يريد مجلس انتقالي" و"مطلبنا في الوقت الحالي نشتي مجلس انتقالي" مؤكدين على أهمية استكمال أهداف الثورة التي تحقق أول أهدافها برحيل صالح، وأن الخطوة الثانية تتمثل في تشكيل مجلس انتقالي، لإدارة البلاد في الفترة القادمة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وكذا رحيل بقية أسرة علي صالح. وشدد أبناء ذمار على تقديم رموز النظام وكل المتورطين في قتل المتظاهرين إلى المحاكم، وطالبوا من عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال رئيس الجمهورية "الرئيس المؤقت" ضبط الوضع الأمني في البلاد. واستنكر مئات الآلاف في ذمار ما قام به فلول نظام صالح في اليومين الماضيين من ترويع للمواطنين، وترويع الآمنين من الأطفال والنساء والمرضى، بإطلاقهم الرصاص عشوائياً في الهواء وبشكل مكثف، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات في ذمار، وتعرض 11امرأة للإجهاض جراء هذه التصرفات الطائشة. ووجه خطيب جمعة العهد لأهداف الثورة الشيخ فؤاد الفلاحي رسائل لمن تبقى من أزلام النظام أن الشعب قد بدأ يقطف ثمرة ثورته، وأن ممارساتهم لم تقف حائلاً أمام عزائم الثوار في السير من أجل إسقاط نظام الظلم والاستبداد والفساد، وإعادة الاعتبار لأهداف الثورة وقيم الوحدة، ودعاهم إلى أن يلتحقوا بالثورة التي هي ثورة الشعب من أجل الحرية والكرامة. وحث الفلاحي الثوار في ميادين الحرية والتغيير على الصمود وتصعيد الثورة سلمياً حتى تستكمل أهداف الثورة، مؤكداً على أهمية الحفاظ على سلمية الثورة التي عكست الوجه الحضاري لليمن واليمنيين. وكان عدد من بلاطجة صالح في ذمار قد حاولوا الاعتداء على المسيرة الحاشدة التي انضمت اليها عدة مسيرات، والقوا قنابل صوتية على المشاركين، فيما اعتدوا على بعضهم ما أدى إلى اصابة 3من الشباب بإصابات مختلفة. من جانبهم استنكر شباب الثورة في ذمار التصرفات الرعناء لبعض الموتورين الذين خرجوا عن حدود الأدب والأخلاق العامة، واستباحوا القوانين التي تحرم تلك التصرفات المتمثلة في إقلاق السكينة العامة وبث الرعب والفزع بين السكان وخصوصاً النساء والأطفال، بإطلاق الرصاص الحي بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في أحياء المدينة، ما أدى إلى إصابة العديد من الرجال والأطفال بإصابات بالغة. واعتبروا في بيان - حصلت الصحوة نت على نسخة منه- هذه الأعمال جرائم جسيمة لا تسقط بالتقادم. وأبدى شباب الثورة أسفهم لمشاركة بعض الأجهزة الأمنية والمعسكرات في الفوضى وتشجيعها، حيث رافقت سيارات النجدة مسيرات وأطلقت الرصاص، كما قامت وحدات عسكرية وأمنية بتوزيع الذخائر على بعض البلاطجة والمرتزقة للقيام بإرهاب المواطنين وترويعهم. وأضاف البيان "لقد صمد شباب الثورة في ميادين الحرية رغم أعمال القتل والتخويف، حتى تحقق الهدف الأول برحيل علي صالح إلى غير رجعة" مؤكدين استمرار شباب الثورة الأوفياء بعزم لا يلين، وثبات حتى تتحقق بقية الأهداف ويشكل المجلس الانتقالي لإدارة شئون الدولة والإعداد لمستقبل اليمن الجديد الذي لم يستطع علي صالح بناءه طيلة 33عاماً. ودعا ثوار ذمار كل أبناء ذمار من مشايخ ووجهاء وتجار وأكاديميين وكل الفئات والشرائح إلى إشاعة روح الأخوة والوحدة والسلم الاجتماعي، والتكاتف لبناء اليمن الجديد، مشيرين إلى أن عملية البناء ليست حكراً على أحد سواء شارك في الثورة أو لم يشارك. وفي محافظة لحج شهدت منطقة كرش مسيرة حاشدة خرج فيها الآلاف عقب صلاة جمعة الوفاء لأهداف الثورة مطالبين من تبقى من النظام بالانضمام للثورة ومحاكمة كل من تسببوا بقتل المعتصمين. المشاركون هتفوا بهتافات منها (يا سعودية يا سعودية شلي باقي البلطجية, يا حمادة يا خالد ارحلوا بعد الوالد, يا كرش شدي الحيلة علي بايموت الليلة, يا عبده الجندي يا شاقي الرئيس ما هو باقي, بالقبيلة والقانون يا جدة باقي مجنون). وهنأ خطيب جمعة الوفاء لأهداف الثورة في كرش "عبدالرؤوف محمد أحمد" الثوار بتحقيق الهدف الأول. وأوصى الثوار بالاستمرار في سلمية نضالهم، داعيا دول الخليج بعدم تقديم أي ضمانات لصالح ونظامه لأنه نقض كل المبادرات وتمادى بسفك الدماء. وناشد عبد الرؤوف القائم بأعمال الرئيس الفريق عبدربه منصور هادي أن يعمل حلولاً عاجلة وعادلة لأن الثورة لا ترضى بأنصاف الحلول.