"ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها" ،هكذا اطلق اليمنيون على اول جمعة تأتي بعد تنحي صالح عن الحكم، وتسليم صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي، في دلالة على عدم التوقف والمضي قدما في استكمال تحقيق اهداف ثورتهم التي خرجوا من اجلها. المحتشدون في كل الساحات والميادين اليمنية اعلنوا رفضهم لأية تسوية تمنح صالح ورموز نظامه حصانة من المحاكمة متعهدين بعدم التفريط بدماء الشهداء الذين قتلوا على يد قوات صالح خلال اكثر من تسعة اشهر . ففي صنعاء قال خطيب الثورة بصنعاء الشاب فؤاد الحميري "إن دماء الشهداء التي أخرجت صالح من السلطة هي ذاتها التي ستدخله إلى السجن وتقدمه للمحاكمة العادلة". وقال : "انه ما كان له أن يتنازل لشعبه عن السلطة راضيا برغبته لكنه فعلها تحت الضغط والإكراه والتهديد". مضيفاً القول : " إن تضحيات الشهداء لم تكن لإسقاط صالح الشخص ولكن صالح بمنظومته، ولن يكتمل الوفاء الا بتقويض هذه المنظومة وصناعة الحياة التي ضحى من اجلها الشهداء". أما في تعز فقد تظاهر مئات الآلاف في اليوم الجمعة في ما اطلق عليها "جمعة ثورتنا مستمرة حتى تحقيق أهدافها"، مؤكدين رفضهم للمبادرة الخليجية و " أن تظاهراتهم مستمرة في الساحات حتى إسقاط نظام صالح ومحاكمته " . واكتظت ساحة الحرية و13 ساحة أخرى في عدة مديريات المحافظة بحشود المصليين اللذين توافدوا لأداء صلاة الجمعة ومشاركة شباب الثورة في تظاهرة اليوم , معلنين رفضهم الكامل لمبادرة الخليج التي قالوا بانها لا تلبي تطلعات الشعب اليمني وترفض محاكمته القتلة . محافظة عدن فقد شهدت حشوداً ضخمة من شباب الثورة وشاباتها في ساحة الحرية بعدن لأداء صلاة جمعة (ثورتنا مستمرة) وألقى خطبة الجمعة الشيخ شوقي كمادي عضو رابطة علماء ودعاة عدن إمام وخطيب جامع الثوار بالمعلا، أكد في خطبته أن هذا العام الهجري لا يمكن نسيانه لسقوط أربعة طواغيت مستبدين فيه. وفي محافظة شبوة أدى عشرات الآلاف من الثوار صلاة الجمعة في ساحة التغيير بالمحافظة وعقب اداء الصلاة خرج الآلاف في مسيرة كبيرة مرددين هتافات تدين إعطاء صالح واعوانه أي ضمانات او حصانات تحمية من المحاسبة وفاء لدماء الشهداء الذين وهبوا دمائهم رخيصة من اجل اليمن الجديد . مطالبين المجتمع الدولي بمحاكمة من سفكوا الدماء وقصفوا الأحياء السكنية وقتلوا الاطفال والنساء ومؤكدين على مواصلة الثورة حتى تحقيق كافة أهدافها وهتفوا بشعارات (ثورتنا مستمرة .. واليمن أصبحت حره ) (صالح أصبح دون نصير.. وغدا يصبح أسير) . كما أكد ثوار شبوة أن التوقيع لا يخص الساحات و الميادين الثورية و أعلنوها بداية للثورة الحقيقة . ثوار الحديدة أيضاً خرجوا في مسيرة حاشدة بعد أدائهم الصلاة وعبروا فيها عن رفضهم القاطع لأي حصانة للقتلة وناهبي الثروات وكان الثوار في الساحة قد هتفوا بأهمية استمرار الثورة السلمية حتى تحقيق أهدافها رافضين أي ضمانة لصالح وأولاده . وخاطب البرلماني الأستاذ مفضل إسماعيل غالب الثوار قائلاً : "إن الخيانة العظمى هي التوسع الجغرافي على حساب الثورة وأن توقيع صالح على المبادرة لم يكن رغبة منه وإنما جاء بعد ضغوطات متعددة منها صمودكم في الساحات وسياسة". وفي الضالع ردد شباب الثورة أثناء مسيرة ضخمة انطلقت من ساحة الحرية بدمت مرورا بالشارع العام حتى ساحة مبنى القيادة في مدخل المدينة الشمالي الهتافات والشعارات المطالبة بمحاكمة السفاح وعصابته وإحالة ملفاتهم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب ضد الإنسانية قائلين : "وقع وإلا ما وقع .. عهده ولى لن يرجع " ، لن نتراجع لن تنازل .. عن أهداف الثورة كامل " ، " يا ثوار يا أحرار .. عهد السفاح ولى وطار " . محافظة لحج هي الأخرى حيث احتشد الآلاف من ثوارها في ساحة الحرية بكرش في جمعة ( ثورتنا مستمرة حتى تحقيق كل أهدافها ) وأكد خطيب الجمعة أديب محمد عبد الصفي على أن هدف الثورة الأول قد تحقق بتنحية علي صالح من على الكرسي المغتصب منذ 33عاما وأن ماتبقى من نظامه سوف ينهار لا محالة .